تعاني المرأة السيناوية من خشونة حياتها منذ قديم الزمان ومع ذلك فهي تقف دائما صامدة في مواجهة الشدائد بل وتبرع وتتفوق في اتقان المهارات والحرف اليدوية تحدثت بعض سيدات سيناء "للمساء الاسبوعية" وسردن روايات حياة المرأة في سيناء وتطورها عبر الزمن وكيفية تعايشها مع الظروف الصعبة التي تمر بها سيناء حالياً. مني برهومة "الناشطة السياسية" للمرأة في سيناء دور فعال في الحرب وأثناء الاحتلال وأيضاً وقت السلم والتنمية وسجلات المخابرات المصرية بها ملفات لسيدات سيناويات كرمهن الرئيس الراحل أنور السادات فالمرأة السيناوية شأنها شأن المرأة المصرية في أي محافظة تمثل عصب الأسرة ورغم الأحداث القاسية التي تمر بها سيناء منذ عام ونصف خاصة في رفح والشيخ زويد إلا أن دور المرأة في سيناء لم يقل عن دور الرجل فهي تعيش دور الأم والابنة والزوجة والأخت التي تقلق دائماً علي ذويها وتساندهم لتخطي الشدائد والعقبات ولا يقتصر خوف المرأة علي بناتها فقط وإنما تخشي علي زوجها وأولادها لأنها تري كل لحظة أسرا تتيتم وتفقد أزواجها وشبابها. أما بالنسبة لمشاركة المرأة السيناوية في الحياة السياسية فهي الآن عضو في الأحزاب فقط لكن قبل ثورة 25 يناير كانت المرأة عضواً في البرلمان والمحليات ومع ذلك فالمرأة الآن تشارك في عضوية مجالس إدارات النوادي الرياضية والجمعيات الأهلية وغيرها من الأنشطة الاجتماعية. أضافت أن المرأة السيناوية فنانة بطبيعتها فهي تصنع ثوبها بنفسها والثوب السيناوي مميز ويعد من التراث الذي نعتز به رغم مرور الزمن وقد مزجت المرأة السيناوية في ثوبها بين الأصالة والحداثة وصنعت العباءة الحديثة مع تطريزها بطريقة أثواب الجدات السيناويات حفاظاً علي تراثها العريق. سوسن حجاب "ناشطة سياسية ورئيس جمعية حقوق المرأة السيناوية": المرأة في سيناء تمثل نصف المجتمع وتشارك في مجالات العمل المختلفة مثل الطب والهندسة والتعليم والزراعة وغيرها كما أنها في بعض الأحيان تتولي بعض المناصب المهمة والدليل علي ذلك أن من تولي منصب مدير التنظيم والإدارة بشمال سيناء هي امرأة وكذلك فإن المسئول عن الإعلام بشمال وجنوب سيناء امرأة وأيضاً مدير الثقافة إمرأة وكذلك يوجد أكثر من 10 سيدات في منصب رؤساء مجلس إدارات الجمعيات المختلفة ببئر العبد والحسنة والعريش والنخيل وغيرها من المناطق السيناوية المختلفة وبالإضافة إلي ذلك يوجد العديد من المتبرعات في الجمعيات الأهلية المختلفة وهذه الجمعيات لها شراكات مع جمعيات أكبر مثل جمعية مصر الخير وجمعية الأورمان وغيرهما. أضافت أن المرأة تتأثر بالأحداث السياسية التي تمر بها سيناء فعلي سبيل المثال فإن حظر التجوال المفروض علي محافظاتسيناء من العريش وصولاً إلي رفح يؤدي إلي قلة دخل الأسرة حيث يجبر الأزواج والأبناء علي إغلاق محلاتهم قبل الساعة السابعة مساء وبالتالي فإن من يتولي تدبير المعيشة بالدخل الضئيل هي المرأة. قالت إنها تحلم أن تتولي المرأة السيناوية بعض المناصب مثل منصب رئيس مدينة أو رئيس حي أو رئيس قرية مشيرة إلي أن القانون لا يمنع ذلك وإنما الثقافة السائدة في المجتمع هي التي لا تقبل فكرة تولي إمرأة أي منصب من هذه المناصب. أكدت أنه بالرغم من الأحداث التي تمر بها سيناء وفرض حظر التجوال إلا أن المرأة تمارس دورها في المجتمع علي أكمل وجه وتخرج في الأوقات قبل حظر التجوال وتشارك في الحفلات والندوات وغيرها من أساليب تنمية المجتمع. أما بالنسبة لزي المرأة السيناوية فقد أكدت حجاب أن المرأة في سيناء ترتدي جميع أنواع الملابس من بناطيل وجيب وبلوزات وتونيكات وعباءات بالإضافة إلي ذلك فهناك اعتزاز كبير بالزي الخاص بالجدات والذي يتمثل في الجلباب البدوي السيناوي مشيرة إلي أن لديها ثلاثة أثواب من هذا النوع من الزي وأنها تفضل الخروج به في بعض الأحيان! أضافت أن التطريز البدوي شيء محبب جداً فبالرغم من ادخال أنواع جديدة من الزي عند السيناويين مثل البلوزات والفساتين وغيرها إلا أن هذه الملابس يتم تزيينها بالتطريز البدوي مشيرة إلي أن التطريز قديماً كان يتم بخيوط صوف ولكن اللون المحبب والغالب علي الملابس هو الأحمر أما الآن فقد تم ادخال أنواع أخري من الخيوط الصناعية مثل الخيوط الفرنسية والمصرية ذات الألوان المتعددة. تحدثت د. سهام عز الدين جبريل "إعلامية وعضو مجلس شوري سابق بسيناء" مشيرة إلي أن المرأة في سيناء تحتل مكانة عالية وتلقي كل الاحترام والتقدير من قبل مجتمعها. فهي لها دور حيوي سواء علي مستوي الأسرة أو المجتمع وتسعي بكل طاقتها لتخفيف قسوة الظروف الإرهابية التي تعانيها سيناء وذلك من خلال بث الوعي ورفع الروح المعنوية لأفراد المجتمع وتهيئة أسرتها لتحمل المشاق واجتيازها. أضافت أنها تشعر بالحزن الشديد بسبب تراجع الاهتمام في الوقت الحالي بدور المرأة في المشاركة في الحياة السياسية وكذلك تهميش الكفاءات النسائية. أما بالنسبة للأطعمة التي يتميز بها المطبخ السيناوي فهي تتفق مع طبيعة البيئة السيناوية وبالتالي فإن المأكولات البحرية والأسماك والصيادية والمقلوبة والمنسف العرايش والفتة والرقايق والفطائر وصناعة المربات وتجفيف التمور والعجوة وتخليل الزيتون وزيت الزيتون واستعمال النباتات والأعشاب العطرية مثل الزعتر والمرمرية والنعناع تعد أهم ما يميز المطبخ السيناوي. تحدثت أيضا سهام عن عادات المرأة في الأفراح مشيرة إلي أنها متقاربة مع باقي محافظات مصر ولكنها تتميز بالاستعداد لهذه المناسبات فهناك حنة العروس وحنة العريس أيضا وهناك حفل الفرح ثم يوم الصباحية حيث استقبال الزوار وعمل وليمة كبيرة للضيوف المهنئين ثم الاحتفال بأسبوع العروسة وكل أسرة تجتهد في تقديم أجمل ما لديها في هذه المناسبات. أكدت أن المرأة السيناوية تحلم بتنمية المجتمع السيناوي ورفع حالة حظر التجوال التي بدأت منذ 6 أشهر وكذلك استعادة حالة الأمن والأمان لمجتمعها وفتح كوبري السلام لتسهيل عملية السفر بين سيناء وباقي محافظات مصر والقضاء علي البطالة بتوفير فرص عمل ودعم المشروعات الصغيرة والمنتجات البيئية والتراثية وتوفير المرافق الأساسية للمجتمع السيناوي من مياه وكهرباء وطرق ودعم المرأة ومساندة النماذج النشطة واتاحة الفرصة لها للمشاركة السياسية.