تصاعدت وتيرة الاعتقالات بشكل لافت خلال الأيام القليلة الماضية في مدينة الموصل العراقية لتطال موظفين ومدنيين بمختلف الشرائح ، حيث قامت بها قوات من الجيش والشرطة بشكل عشوائي دون مذكرات اعتقال قضائية وفقا لما ينص عليه الدستور العراقي. وقال عبد الرحيم الشمري رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة الموصل ، لوكالة الأنباء الألمانية، إن "المحافظة شهدت منذ أسبوع مئات الاعتقالات العشوائية التي قامت بها قوات الجيش والشرطة تحت ذرائع وهمية منها البحث عن مجموعة من شباب التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يتبنون أعمالا إرهابية وينتمون إلى دولة العراق الإسلامية في المحافظة". وأضاف أن "الاعتقالات التي تشهدها المحافظة مبنية أساسا على فرضيات تشابه الأسماء وبالتالي الضحية مئات المعتقلين الذين لاذنب لهم". وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن الشرطة اعتقلت مجموعة من الشباب في أحياء وسط الموصل وهي الدواسة وباب الطوب وسوق الأربعاء وسوق باب الجديد لاتهامهم بأنهم يتواصلون عبر "فيسبوك" ليروجوا للأعمال الإرهابية والانتماء إلى دولة العراق الإسلامية وأن التحقيق مازال مستمرا معهم في سجون قوات الجيش والشرطة. من جانبه ، أعلن أثيل النجيفي محافظ الموصل تدخله بفتح تحقيق بشأن المعتقل ياسين الخفاجي ، وهو من أهالي ناحية القيارة جنوبي الموصل قتل جراء التعذيب بالصعق الكهربائي والضرب وقطع الأصابع في سجون الجيش ، بعد أن تم اعتقاله من قبل قوات الجيش قبل أكثر من أسبوعين من منزله وأمام أطفاله وسلمت القوات العسكرية جثته إلى مركز الطب العدلي بالموصل. وطالب النجيفي ، في تصريح صحفي ، ب"فتح تحقيق بشأن حادثة الخفاجي والمعتقلين الآخرين الذين يلقون حتفهم جراء التعذيب في سجون المعتقلات". وأضاف أن "مجلس المحافظة صوت بالإجماع على فتح التحقيق مع قيادة عمليات الموصل حول قتل المعتقلين جراء التعذيب وستتخذ محكمة المحافظة إجراءاتها القانونية بحق المشاركين في تعذيب المعتقلين". وتشهد مدينة الموصل أعمال عنف بشكل شبه يومي بعمليات انتحارية وهجمات لمسلحين وانفجار عبوات ناسفة تستهدف المدنيين وقوات الجيش والشرطة وأساتذة الجامعات. وقال محمود صالح من أهالي مدينة الموصل ، ل(د.ب.أ) ، إن "شقيقي يعمل معلما في إحدى المدارس الثانوية بالموصل تم اعتقاله السبت الماضي من داره دون مذكرة قضائية تدينه وحتى هذا اليوم لم نعلم عنه أي شئ ونطالب قيادة عمليات الموصل بالتدخل ومفاتحة الفرقةالثانية من الجيش العراقي لأنه من قام باعتقاله". ويرى اللواء ركن أحمد الجبوري مدير شرطة الموصل ، في تصريح ل(د.ب.أ)، أن "المعتقلين الذين تم اعتقالهم في سجون الشرطة والجيش أغلبهم مشتبه بهم لتورطهم في عمليات إرهابية بالمحافظة فضلا عن تقارب أسماء الشباب الذين يتبنون أغلب عملياتهم ويعلنون عنها في موقع فيسبوك". وقال إن "هناك تحقيقا يجرى حاليا مع المعتقلين وسيطلق سراح من لم تثبت التهم ضده".