الإبداع هبة من الله يجب على كل مبدع أن يسخره لخدمته والدعاية لعمل الخير والدعوة له.. وعليه فأعتقد أنه فى ظل الأوضاع والأحداث الحالية التى تعيشها مصر وفى خضم احتفالاتنا بالثورة المصرية المجيدة.. من الضرورى أن يراجع كل مبدع نفسه ويسعى جاهدا ليسخر عمله ويوجهه لخدمة المجتمع بعيدا عن الإبداع المسف.. حتى لا يقع ويوقع من حوله فى الكثير من المشاكل والأزمات، ولتنفيذ ذلك من الضرورى أن يضع الجميع خطة عمل لبناء مصر ودعم كل وسائل الخير بها لا سيما أننا نسعى جميعا لنهضتها والارتقاء بها.. إن الديانات السماوية الثلاث دعت إلى التأمل لإعمار الكون والإعمار لا ينحصر فى الأعمال اليدوية والفكرية بل يتعداها إلى الأعمال الإبداعية، لذا يعد المبدعون بمختلف فئاتهم وتخصصاتهم من أهم ركائز ودعائم بناء الأمة ففى المجتمعات المتقدمة يسخر الإبداع لخدمة المجتمع.. ويسعى المبدعون على اختلاف ثقافتهم وتخصصاتهم إلى التوحد والالتفاف حول مبدأ وهدف واحد متكامل، وهذا ما لاحظناه عقب ثورة 1952، عندما تضافرت كل فئات المجتمع ولعب المبدعون دورا كبيرا فى تزكية دعائم الثورة والارتقاء بها.. إن النظام الحالى بالتأكيد لا يجهل هذا الدور وما يشاع حول سعيه لتقنين دور المبدعين والهيمنة والسيطرة عليهم مجرد شائعات مغرضة هدفها إحداث البلبلة وزرع الفتنة بين فئات المجتمع لا سيما المثقفين والمبدعين, وبالتأكيد المقبل أفضل برغم ما تمر به مصر من أزمات ومشاكل.