هيومان رايتس ووتش تحظى برعاية مالية كبيرة من جورج سوروس الملياردير الصهيونى المعروف صاحب امتياز الثورات الملونة فى شرق أوروبا والداعم الأكبر لجماعات فوضى (الربيع العربى).. هو ممول الممولين لأنه يمول منظمة هيومان رايتس ووتش التى تمول بدورها جماعات وصحف تعمل على تغيير الأنظمة وإخضاع الحكومات.. وهو ثالث ثلاثة فى تزييف تقارير حقوق الإنسان.. الآخران هما المخابرات المركزية الأمريكية.. وقطر!!
هناك أدوات خشنة تستخدمها الدول الكبرى للتأثير على الدول الأخرى مثل العقوبات والحرب، لكن هناك أيضاً أدوات ناعمة لا تقل خطورة وتأثير مثل المساعدات، وتسليط ما يسمى بالمنظمات الحقوقية لتصدر تقارير عنوانها حقوقى، وحقيقتها سياسية ضد الدول المستهدفة، ومن أبرز المنظمات الحقوقية التى أنشأتها ومولتها الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ السبعينيات منظمة هيومان رايتس ووتش.
أنشئت هذه المنظمة عام 1978 بواسطة المخابرات الأمريكية، وكان يرأسها روبرت برينشتين منذ إنشائها حتى سنة 1999 م هو رئيسها الشرفى اليهودى الذى هو نفسه مؤسس منظمة تعزيز حقوق الإنسان.
وتم تأسيس منظمة هيومان رايتس ووتش أثناء الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى، ولم يكن لها أى صفة قانونية، لكن لأنها تابعة للمخابرات قام الإعلام الأمريكى بالترويج لها وتلميعها وتقديمها للعالم على أنها منظمة حقوقية رائدة حتى تستطيع القيام بدورها وهو الضغط على الاتحاد السوفيتى أثناء الحرب الباردة باسم حقوق الإنسان.
وعند تأسيسها كانت تعمل بشكل مباشر مع 17 جهازا هى شبكة المخابرات الأمريكية، وكانت تسمى آنذاك «لجنة مراقبة اتفاقيات هلسنكي»، ومهمتها الأساسية مراقبة مدى امتثال دول الكتلة السوفيتية للأحكام المتعلقة بحقوق الإنسان فى الاتفاقية.
كما نشأت فى ثمانينيات القرن الماضى لجنة لمراقبة الأمريكتين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. وسرعان ما تطورت المنظمة ونمت فى أنحاء أخرى من العالم، إلى أن توحدت جميع اللجان عام 1988 فيما بات يعرف باسم «هيومان رايتس ووتش».
وتتخذ المنظمة من نيويورك مقراً دائماً لها، ويتبع لها مكاتب فى لندن وبروكسل وموسكو وسان فرانسيسكو وهونج كونج وواشنطن ولوس أنجلوس، وتقيم مكاتب مؤقتة عند الضرورة.
هيومان رايتس وثورة 30 يونيو
توالت تقارير المنظمة التى أدانت كل تحرك تقوم به الحكومة المصرية مهما كان هذا التحرك إيجابياً، بينما أغمضت عينيها تماما عن الحوادث الإرهابية التى شهدتها سيناء وحرق الكنائس والعمليات الممنهجة لقتل ضباط وجنود الجيش والشرطة ، والتظاهرات غير السلمية التى قام بها أنصار الإخوان الإرهابية، ولذا رفضت مصر بشدة الاتهامات الواردة فى تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش»، وأكدت أنها لم تفاجأ على الإطلاق بما جاء فيه، فى ضوء التوجهات المعروفة للمنظمة، فتلك المنظمة معروفة بعدم الدقة أو الحياد أو الموضوعية أو المهنية، فهى تركز على دول محددة، فى حين تغض الطرف عن دول أخرى، وخصوصا عن الممارسات الأمريكية والإسرائيلية فى السنوات الأخيرة خلال الحرب على الإرهاب والحرب الدموية فى العراقوأفغانستان والحروب الدموية فى إفريقيا، والانتهاكات المريعة التى ارتكبتها القوات الأمريكية فى سجن أبوغريب العراقى، وسجن جوانتانامو فى الجزيرة الكوبية، فضلا عن العدوان المتواصل على الفلسطينيين. ولذا حثت الحكومة المصرية، تلك المنظمة على تحرى الدقة والالتزام بالموضوعية والمهنية، بالشكل الذى لا يشكك فى مصداقيتها وأهدافها ومنهجية عملها.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، كانت هيومان رايتس ووتش مهددة بالزوال أيضا لأن دورها انتهى، لكن ما حدث هو أن المنظمة جددت مواردها، وبدأت تبحث عن ممولين جدد داخل العالم العربى، وكان على رأسها قطر التى كان لديها طموح كبير وقتها فى مضايقة بقية الدول العربية، وهذا هو التوقيت أيضًا التى بدأت قطر تتوسع فيه وتتقرب من الإخوان.
وتتكتم بشدة هيومان رايتس ووتش حول مصادر تمويلها منذ ذلك الحين، بما يتنافى تمامًا مع قيم الشفافية التى تطالب بها المنظمة، وتتجاهل دائمًا كل المطالبات بالإفصاح عن مصادر ميزانيتها وطريقة صرفها، ولا تنشر منها إلا أوراقا محدودة جدًا مختارة بعناية بحيث لا يمكن منها فهم أى شىء عن ممولى المنظمة، ولا حجم تمويلها الحقيقى.
وتدعى هيومان رايتس أنها لا تقبل التمويل إلا من أشخاص مستقلين، لكن دائما يكون هؤلاء الأشخاص موالين لحكومات بعينها، وما هم إلا واجهة مزيفة لهذه الحكومات، بغرض نشر تقارير وبيانات ذات توجهات سياسية معينة للضغط على الدول التى يريدون الانتقام منها، حيث إن هيومان رايتس ووتش لا تدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية كما تدعى، ولكن هى مجرد أداة حرب تستخدم بواسطة دول لضرب دول أخرى.
ونتيجة للتمويل القطرى تأتى تقارير منظمة هيومان رايتس ووتش منحازة بالكامل للمجموعات الإرهابية خاصة جماعة الإخوان المسلمين ، وهذا هو سر الانحياز الكامل من المنظمة لجماعة الإخوان المسلمين ودفاعها المستميت عنها فى كل مناسبة، ومحاربتها لمصر منذ أن سقط حكم الإخوان فى عام 2013.
وتعمل المنظمة بميزانية تقارب 180 مليون دولار سنويًا تحصل منها على نحو 100 مليون من رجل الأعمال اليهودى جورج سوروس، وحوالى 50 مليون دولار سنويا من قطر، ولا يراقب أحد تمويلها ولا طريقة صرف أموالها نظرا لأنها الذراع الحقوقية للمخابرات الأمريكية، كما أن كينيث روث، رئيس المؤسسة ما زال فى منصبه منذ عام 1993، وسارة ليا واتسون تعمل مدير قسم الشرق الأوسط فى المنظمة منذ 12 عاما، وهو ما يتنافى تماما مع الديمقراطية التى تنادى بها المنظمة ليل نهار، وتلوم الحكومات على عدم تنفيذها، كما أنه لا توجد لائحة تنظم طريقة عملها، ولا تحدد من هو صاحب اتخاذ القرار بها، أو الآلية التى يتم بها اتخاذ القرارات، أو طريقة إعلان المواقف، أو رسم السياسات، أو حتى آلية اختيار الموظفين وتعيينهم فى المناصب المختلفة داخلها. ويتزامن تحريك قطر لهيومان رايتس مع خلافات الرباعى العربى مع قطر حيث تسعى الدوحة من وراء تحريك «هيومان رايتس ووتش» لإشاعة هذه الأكاذيب عن مصر فى هذا التوقيت، حيث تمول المنظمة من خلال رجال أعمال موالين لتميم، وبالتالى تستخدم المنظمة من وقت لآخر للإضرار بمصالح الدول العربية المقاطعة لقطر.
كما أن هيومان رايتس ووتش هى الذراع الرئيسية لمنتدى المنشقين وهى منظمة تعزيز حقوق الإنسان Advancing Human Rights وهى منظمة أنشأها فى نيويورك اليهودى روبرت برينشتين، وشريك برنشتين فى تأسيس منظمة تعزيز حقوق الإنسان ومديرها التنفيذى هو نفسه اليهودى الصهيونى ديفيد كيز مؤسس منتدى المنشقين ومديره. وتتحالف مع منظمة تعزيز حقوق الإنسان فى رعاية المدونين فى بلاد العرب والضغط على حكومات الغرب والشرق من أجل حمايتهم والدفاع ، وغالبية هؤلاء المدونين يعملون مع قطر من خلال أكاديمية التغيير التى تدرب المعارضين العرب على القيام بضرب الدولة الوطنية وإشاعة الفوضى فى العالم العربى.
مما يؤكد دعم ورعاية الخارجية الأمريكية لمنظمة هيومان رايتس، وأن المنظمة إحدى أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية أن مؤسس منظمة موفمنتس جاريد كوهين الصهيونى كان أصغر مستشار فى مكتب كونداليزا رايس شخصياً، وعمل فى مكتب هيلارى كلينتون مع هوما عابدين التى تنتنمى لجماعة الإخوان المسلمين طوال فترة وجود هيلارى كلينتون فى الخارجية الأمريكية، ونتيجة لهذا الدعم اللوجستى والمالى من هذه المنظمة لما يسمى «بالمعارضة» فى العالم العربى ومصر تكونت معارضة تابعة لهذه المنظمة في50 دولة تعمل مباشرة مع كانفاس وشعارهم جميعاً قبضة اليد، وهو بمعنى القوة بيد الشعب أى أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بدون سلطات قضائية أو تشريعية أو دينية أو تنفيذية أو عسكرية أو غير ذلك، ويتم تطبيق هذا التكنيك لتدمير كامل مؤسسات الدول وخلخلة أعمدة الدول المستهدفة، وزعزعة مبادئ واستقرار المجتمعات بهدف إعادة بنائها من جديد على أهداف وقيم و مبادئ جديدة تتناسب مع الأجندة الصهيونية، ويتم استخدام هذه القوى الناعمة لغزو الدول المستهدفة عن طريق قوة شعوبها ضد أنظمة وأعمدة الدولة، فيتم تدمير الدولة وتفكيكها بدون الاضطرار إلى التدخل الأجنبى، عن طريق استغلال الحشود لتحقيق أهداف هذه الدول، وهو ما يؤدى على انهيار «الدولة الوطنية» كما تسعى هيومان رايتس.
سى آى إيه تختار الكوادر
ويعمل لدى هيومان رايتس ووتش أكثر من 180 شخصا تم اختيارهم بعناية، ولا بد لهم أن يجتازوا اختبارا من المخابرات الأمريكية، وتنشر سنويا أكثر من 100 تقرير بخلاف تقرير ملخص عن أوضاع حقوق الإنسان فى نحو 80 دولة، وتحصل بواسطتها على تغطية موسعة شاملة فى وسائل الإعلام المحلية والدولية.
نوبل تفضح
شن الحائزان على جائزة نوبل مايريد ماجوير وأدولفو بيريز، ومعهما أكثر من مائة شخصية دولية وأكاديمية مرموقة، هجوما حاداً ولاذعاً على منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان حول العالم، وذلك فى خطاب تم توجيهه إلى كينيث روث مدير المنظمة فى العام الماضى حيث وثق الخطاب العديد من التجاوزات الخاصة بأداء تلك المنظمة، التى تدّعى الحيادية والشفافية.
على رأس هذه الاتهامات، وقوع المنظمة تحت تأثير الحكومة الأمريكية وخدمة توجهاتها، حيث استعرض الخطاب العديد من الحالات الواضحة لهذا التأثير، إذ تمت الإشارة إلى ازدواجية المعايير الممنهجة التى تعتبر أولى التجاوزات الجلية التى تنتهجها المنظمة الأمريكية، فالمنظمة غضت الطرف كاملاً عن السياسات الأمريكية التى أدت، كما يشير الخطاب، إلى انتهاكات عنيفة وخطيرة خاصة بحقوق الإنسان دون أية إشارة أو إدانة من تلك المنظمة لذلك.
وأورد التقرير أن المنظمة لم تدن الأفعال الأمريكية فى هاييتي، حينما اختطفت الولاياتالمتحدة الرئيس الهاييتي، وتسبب التدخل الأمريكى عام 2004 فى مقتل الآلاف، كما تجاهلت المنظمة انتقاد سياسات وكالة الاستخبارات الأمريكية، وكذلك شهادات شهود العيان أوردتها صحف دولية مثل مجلة «دير شبيجل» الألمانية وقناة ال»بى بى سي» الإنجليزية حول ما اقترفته وكالة الاستخبارات والقوات الأمريكية من فظائع وجرائم تعذيب واحتجاز قسرى فى «قاعدة باجرام» الجوية فى أفغانستان، وكذلك فى السجون السرية التابعة للولايات المتحدة خارج أراضيها، مثل تلك السجون التى كانت موجودة على الأراضى الصومالية.
وأشار الكاتبان إلى أن تلك الازدواجية هى نتاج مباشر لفقدان استقلالية المنظمة التى وصفاها بانتهاج سياسة «الباب الدوار»، حيث تم رصد العديد من الحالات التى تنقل فيها موظفون بين الإدارة الأمريكية ومناصب فى المنظمة أو من حلف الناتو الذى تهيمن الولاياتالمتحدة عليه، وهو ما أدى إلى فقدان الشفافية وانحراف عن المهنية، أدت إلى غض طرف المنظمة عن العديد من الجرائم التى ارتكبتها واشنطن. ومن أمثلة هؤلاء الموظفين توم مالينوفسكى Tom Malinowski وميجيل دياز Miguel Diaz «عملت بال CIA» «وغيرهما ممن انتقلوا إلى العمل بوزارة الخارجية الأمريكية، حيث يربط الخطاب بين ذلك، وسلوك المنظمة التى لا تستهدف الولاياتالمتحدة فى العديد من الحالات، كما أشار الخطاب إلى وجود خافيير سولانا فى مجلس إدارة منظمة «هيومان رايتس ووتش» الذى شغل فى السابق منصب سكرتير عام حلف شمال الأطلنطى (الناتو) خلال ضربات الحلف ضد يوغوسلافيا.
كما انتقد موقعو الخطاب ليس فقط تجاهل المنظمة لانتقاد هجمات الحلف ضد سوريا التى أدت إلى مقتل عشرات المدنيين السوريين، وكذلك مقتل 72 مدنياً ليبياً خلال حملة الحلف الجوية ضد ليبيا، لكن قيام أعضاء المنظمة بمدح السياسات الأمريكية وحلف الناتو بدعوى أنها تخدم «الربيع العربي».
وطالب الموقعون على الخطاب المنظمة بتصحيح مسارها وإبعاد خافيير سولانا عن مجلس إدارتها فى ذلك الوقت، ووقف سياسة «الباب الدوار» مع الحكومة الأمريكية، والبدء فى التحقيق فى التجاوزات التى ارتكبت من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما يخص حقوق الإنسان.
من المؤكد أن هيومان رايتس تنتقد روسيا بسبب الخلافات السياسية الأمريكية الروسية، وليس كما تدعى المنظمة اهتمامها بحقوق الإنسان فى روسيا ، وقالت «هيومان رايتس ووتش» بمناسبة إصدار «تقرير مرصد الذخائر العنقودية لعام 2017»، إن أغلب الدول حققت تقدما فى القضاء على الذخائر العنقودية، لكن يجب بذل جهود أكبر لردع الدول التى لم تنضم إلى المعاهدة الدولية لحظر هذه الأسلحة، لكن المنظمة لم تجد شيئاً تتهم به روسيا فاتهمتها بإساءة معاملة العمال فى بناء منشآت مونديال 2018.
وقالت المنظمة: إنها وثقت حالات لعمال يشاركون فى بناء منشآت كأس العالم لم يحصلوا على أجورهم، كما أجبروا على العمل فى ظروف جوية باردة، بدرجة تمثل خطرا على حياتهم. وقالت مديرة المنظمة فى أوروبا وآسيا الوسطى، جين بوكانان، فى بيان، أن «الفيفا لم يظهر حتى الآن أنه قادر على مراقبة ومنع وإيجاد حل لهذه القضايا بشكل فعال». وأكدت أن رسالة الاستغلال فى مواقع البناء كما أظهرتها هيومان رايتس ووتش لا تتطابق مع تقييم الفيفا ، كما أدانت هيومان رايتس تصويت روسيا فى مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية مما يؤكد أنها منظمة سياسية وليست حقوقية.
كما أن المنظمة لم تترك الصين بغرض تعطيل مسيرة الصين فى النمو التى بلغت 10% لمدة 30 عاماً متتالية، وبيع الصين بضائع لأمريكا بنحو 550 مليار دولار مقابل مبيعات أمريكية للصين بواقع 150 مليارًا فقط، مما دفع كل الأجهزة الأمريكية للعمل لإضعاف الصين بأى طريقة عن طريق الترويج لانتهاك حقوق الإنسان فى الصين، فقد اتهمت تقارير هيومان رايتس ووتش «الشرطة الصينية» بالقيام بأعمال تعذيب «مروعة» بحق موقوفين، وتضمن تفاصيل حول فشل بكين فى وقف وسائل التعذيب العنيفة.
ومع أن الصين أكدت أنها تصدت للمسألة من خلال سلسلة من الإصلاحات فإن التقرير أفاد أن مدعين وقضاة «يتجاهلون أدلة تثبت إساءة معاملة» بينما تحاول الشرطة التستر على اى انتهاكات وهى صورة كربونية من اتهامات المنظمة لمصر، مما يؤكد أن تقارير هذه المنظمة سوف تستهدف أى دولة تتلمس طريقها نحو النجاح.