تسبب التطور التكنولوجي الهائل و وسائله الحديثة فى اختفاء العديد من المظاهر الحياتية التراثية، وفي الماضي القريب وبمرور الزمن بات من الطبيعي أن تندثر العديد من المهن والحرف والصناعات الشعبية التى سادت فى المجتمع المصري، فأصبحت ذكرى "فلكورية" نتحاكى بها أمام أجيال جديدة لم تعاصرها،فلكل عصر لغته وأدواته. "الأهرام العربي" ترصد لك أبرز المهن التي اختفت مع الزمن :- صناعة الطرابيش عرفت مصر صناعة الطرابيش مع بداية عصر محمد علي باشا عام 1805، وقام بفتح مصنع بفوة فى كنطقة كفر الشيخ لصناعتها، وكان الطربوش يعتلي الرؤوس في كبرياء، منفردا من خلال زر وشراشيب سوداء ترمز إلى الأناقة المتناهية، أو متدثرا بشال أنيق ناصع البياض، كما مر الطربوش بمراحل مختلفة خلال تعاقب حكام وسلاطين وملوك مصر إلى أن صار ارتداؤه إجباريا لكل موظفي الدولة ومنهم القضاة ورجال الجيش والبوليس وطلاب الجامعات والمدارسوكان الفلسطينيون والمغاربة الأكثر إقبالا عليها، كما كانت نسبة المبيعات في اليوم الواحد تصل إلى 50 و60 طربوشا، أما الآن فقد تمر أيام لا نبيع فيها طربوشا واحدا». عدد من السقاءين السقاء هى وظيفة قديمة عرفت قبل التطور الحضاري بإيصال المياه إلي البيوت والمباني، والسقاء أو السقا هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات أوالأنهار إلي المساجد والمدارس والمنازل والأسبلة (جمع سبيل) الشرب العامة و ذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالى، وكان السقاؤون يحملون القرب المصنوعة من جلدالماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء العذب وكان يلزم للمتقدم لهذة المهمة اجتيازه اختبار مبدئي لكي يلتحق بوظيفة السقاء و هو أن يستطيع حمل قربة و كيس ملئ بالرمل يزن حوالي 67 رطلا لمدة ثلاثة أيام و ثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم. مكوجى رجل مكوجى الرجل المكواة الحزينة المسطحة المكواة الحديدية تعد آلة نموذجية لا تتعطل وغير مكلفة، وتظل صالحة للعمل عشرات السنين طالما يتم الحفاظ عليها من الصدأ، بينما المكواة الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والبخار لها عمر افتراضي. وكان يجب تسخينها من 5 إلى 10 دقائق على نار “وأبور الجاز” حسب الحجم والوزن قبل أن ترفع ويتم مسحها جيدا بقطعة قماش ثم يبدأ الكي، مشيراً إلى أهمية أن يضع المكوجى قدمه على المكواة في أثناء الكي لمزيد من الثقل والضغط على قطعه القماش لاسيما مع انحناء المكوجى في أثناء الحركة بكل جسمه على ذراع المكواة. وتعرف درجة حرارة المكواة بالخبرة دون الاعتماد على أجهزة قياس، فلكل قطعه ملابس ما يناسبها من حرارة ومن طريقة رش ماء حسب نوع القماش، فالصوف يحتاج إلى أن تكون المكواة في أعلى درجة ممكنة. وكانت الجلابية الصوف أو الكشمير تكوى مقابل قرشين، والفستان الحريمى ب3 قروش.. ثم رفع سعر كي القميص أو البنطلون والجلباب إلى جنيه بعدما كان 75 قرشا والبدلة كي وتنظيف سبع جنيهات. سنان السكاكين سنان السكاكين عرف سنان السكاكين والآلات الحادة في القرن التاسع عشر عام 1865، وهذه المهنة متوارثة منذ أيام الفراعنة، تحتاج إلي تركيز شديد وثبات في اليد أثناء وضع السكين علي الحجر 'القرص الحجري' والقيام بإدارته ووضع السكين عليه في الوقت الذي يدور القرص أسفلها يحدث أحتكاك بينهما 'القرص والسكين' مما ينتج عنه شرارات من النار قد تصيب العامل في عينيه.. ولكل سكين طريقة في السن تتناسب مع طبيعة الشئ الذي تستخدم فيه ولكن هذه المهنة في تناقص مستمر وأقلية الذين يعملون بها حاليا .. وللأسف قد اندثرت هذه المهنة ولم نسمع الرجل الذى كان يمر ويقول -اسن السكانين اسن مقص- .. وقد اعتادت ربات البيوت قديماً على عادة سن السكاكين في فترة عيد الأضحى المبارك لتقطيع لحم الأضحية وكانت ربة المنزل قديماً كثيراً ما تقوم بإرسال آلاتها الحادة مع أحد أبنائها لتحصل على سكين حاد، وإن كانت خيّاطة فهي ترسل مقص الخياطة، وحالياً أكثر المقبلين هم من أصحاب محلات الجزارة ومحلات الذبح أي "المسالخ" والذين يحتاجون السكاكين الحادة طوال السنة، وأيضاً بائعي الأقمشة وقليل من الفنانين الذين يعملون بالورق المقوى ويحتاجون إلى مقص مسنون دوماً . وقديماً قبل دخول المحرك إلى المهنة، كان حجر السن يدار بواسطة محور يثبت على قرص متحرك ويدار بواسطة القدم، وهذا كان يتطلب وقتاً وجهداً إضافياً لذلك كانت أجرة السن مجزية ومع دخول المحركات فقد زادت السرعة في المهنة، وقلت الأجرة فهذه مشكلة يعاني منها أصحاب المحلات الصغيرة والتراثية . مهنة الدلالة الدلالة في الأصل هي سيدة كانت تطوف على المنازل تحمل الأقمشة والملابس وتختار أفضل ما في السوق ويناسب زبائنها وتبيعه إليهم، كانت هي المتحكم الأول والأساسي في الموضة والألوان في هذا الوقت، بعد فترة تعد الدلالة أحد افراد المنزل وتربطها علاقات صداقة وثيقة بأهله ونساءه تحديدا مع الوقت تحولت المهنة لمسمى أخر يناسب العصر ولم تعد تقتصر على النساء فقط بل لم تعد تدور على المنازل بل أصبح لها مكاتب وشركات خاصة ومبدعين من نوع جديد تحولت الدلالة بعد إضافات كثيرة لتصبح " ستايلست". تلميع النحاس مبيض النحاس مهنة «تبييض النحاس» هى مهنة مرتبطة بوجود وانتشار النحاس، وكان «مُبيِّض النحاس» يتجول في القرى ويعلن عن قدومه لتأتيه النساء بأوعيتهن «المجنزرة»، أي التي اخضرَّ لونها، ويحط رحاله في مكان فضاء لعدة أيام، ويشتغل بحماس في تبييض الأواني بقوة ليزيل عنها «الجنزار» الذي أصابها، ثم يضعها علي نار حامية ليتمكن من طليها بالقصدير وهي ساخنة، فالحرارة الشديدة تساعد علي ذوبان القصدير وانتشاره علي سطح النحاس والالتصاق الشديد به، وتساعد النشادر علي اكتمال هذه العملية بسهولة، فتصبح الطبقة بيضاء وهذا سبب تسمية المهنة «مبيض». والقصدير كان يشكل طبقة عازلة للنحاس حتي لا يتفاعل مع الطعام ويفرز عناصر سامّة، وكان الجنزار دليلا علي انتهاء مفعول القصدير، وإشارة لضرورة التبييض، ولأن النحاس كان يحتاج إلي جهد كبير في تنظيفه، وسخونته الشديدة كانت تحتاج إلي قدرة هائلة علي الاحتمال، كان «مبيض النحاس» يقاوم الألم بالغناء الشجي، فيعفيه من التأوه، حتي لو كان الغناء غير مفهوم، المهم أن يتوافق مع حركة جسده، ويكون فعالا في مقاومة حرارة النحاس، ولكي يحرك جسده بحرية وكأنه يؤدي «رقصة التويست» كان يقبض بيديه علي شئ ثابت كشجرة، وإذا أنجز الإناء يقفز قفزتين سريعتين ليعلن اكتمال تبييضه ليبدأ في آنية أخري. ولا يغادر القرية حتي يكون قد أعفي أهلها وخلَّص أوانيها النحاسية من مخاطر الجنزار الأخضر، وحين يتقدم شاب للزواج بفتاة فالاتفاق علي «النحاس» كان يرتبط بالكلام عن الذهب، فكما يُسأل عن جرامات الذهب التي سيقدمها لعروسه، تتم مفاوضته أيضا علي كم قنطارا من النحاس يمكنه أن يشتريها للشوار، ليتمكن أهل العروسين من التباهي بالذهب والنحاس معا أمام المجتمع بأوانى الطهو، والإبريق، والصواني، و«طشوت الغسيل»، وغير ذلك من الآنيات النحاسية. وقد كان النحاس يمثل مخزونا إستراتيجيا للأزمات، فإذا ألمَّت بالعائلات أزمات مالية «تفُك زنقتها» بثمن النحاس، لأنه مخزن قيمة سعره غالبا ما يزيد. ومن الطرائف المرتبطة بالنحاس أن الريفيين كانوا إذا ضبطوا لصاً لدي أحدهم، «يُشيّلُونه نحاس البيت»، ويدورون به في شوارع القرية ليُجرسُوه بفعل السرقة، ومن هنا جاءت كلمة «زفُّوه بالنحاس» دلالة علي فضيحة من يضبط بجريمة ويفتضح أمره بين الناس. حلاق زمان نادراً ما نرى اليوم حلاقاً يتجول كأيام زمان حاملاً حقيبته التي تضم عدة الشغل من مقصات وأمشاط وزجاجات الكولونيا ومناشف الزبائن وكثيراً ما يدو على المحال أو يدخل إلى بعض البيوت تلبية لطلب أصحابها، وعندما كان يشعر بالتعب كان يجلس على إحدى المقاهى يأخذ قيلولة، وكان هناك عدد من الزبائن، ثم بعد ذلك ومنذ أكثر من خمسين سنة تطورالحلاق ليحلق لزبائنه على كرسي من الخرزان له مسند متحرك يوضع خلف رقبة الزبون ليستند عليه ، وأمام هذا الكرسي كرسي آخر صغير يُوضع تحت قدميه ولا يزال بعض الحلاقين القدامى يحتفظون بهذه الكراسي القديمة كذكرى عزيزة من أيام الماضي الجميل . مهنة تصليح وابور الجاز التى اندثرت أيضا بائع الجاز الذى كان يمر على المنازل واختفى