صرحت مصادر مطلعة ل «الأهرام العربى»، أنه يجرى الآن الإعداد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى واشنطن فى النصف الثانى من فبراير المقبل، حيث سيعد أول رئيس دولة عربية يستقبله الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب عقب توليه منصبه بشكل رسمى السبت الماضى، وسيجرى السيسى مباحثات مطولة مع ترامب حول عدد من القضايا منها العلاقات الثنائية والمساعدات الأمريكية لمصر، كما سيتم بحث ملفات مكافحة الاٍرهاب والأوضاع فى ليبيا وسوريا والعراق وعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وأشارت المصادر أنه يجرى الإعداد لعقد عدد من اللقاءات للرئيس السيسى فى واشنطن مع عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية الجديدة، ومنهم نائب الرئيس الأمريكى مايكل بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس، ووزير الخارجية ريك تيليرسون، ومستشار الأمن القومى الجنرال المتقاعد مايكل فلين، وأيضا سيلتقى عددا من أعضاء الكونجرس البارزين بمجلسيه النواب والشيوخ. كما سيلتقى السيسى عددا من رؤساء وممثلى عدد من الشركات الأمريكية الكبرى التى لديها استثمارات أو ترغب فى الاستثمار فى مصر، وممثلين عن مجلس رجال الأعمال المصرى - الأمريكى، وسيجرى السيسى عددا من اللقاءات التليفزيونية والصحفية أثناء زيارته للولايات المتحدة. وكان الرئيس السيسى قد تلقى مساء الاثنين اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، الذى أعرب خلال الاتصال عن تطلعه لزيارة السيسى المرتقبة لواشنطن، وذلك لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين، بما يحقق تطلعات الشعبين الصديقين.كما أكد خلال الاتصال قوة العلاقات المصرية - الأمريكية، وما تتسم به من طابع إستراتيجى، مؤكداً حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائى بين الولاياتالمتحدة ومصر فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة والارتقاء به إلى آفاق أرحب. ومن جانبه، وجه السيسى التهنئة مجدداً للرئيس «ترامب» على توليه رسمياً مهام منصبه، متمنياً له وللشعب الأمريكى الصديق مزيداً من التقدم والازدهار. كما أعرب السيسى عن تطلع مصر، لأن تشهد العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين دفعة جديدة فى ظل إدارة الرئيس «دونالد ترامب». وقد تطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أشاد الرئيس «دونالد ترامب» بالجهود المُقدّرة التى تبذلها مصر على هذا الصعيد. وقد أكد السيد الرئيس فى هذا الإطار أن مصر عازمة على مواصلة جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره والقضاء عليه، وذلك برغم الأعباء التى تكبدها الاقتصاد المصرى على مدار الثلاث سنوات الماضية، وما قدمه الشعب المصرى من تضحيات غالية. وقد أبدى الرئيس الأمريكى تقديره لما تحملته مصر من صعاب خلال حربها ضد الإرهاب، مؤكداً حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على تقديم الدعم والمساندة اللازمتين لمصر فى جميع المجالات، فضلاً عن تطوير التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة. وأكدت المصادر المطلعة أن ملف مكافحة الإرهاب والتعاون المصرى - الأمريكى فى هذا المجال سيكون على رأس الموضوعات التى سيبحثها الرئيسان، خصوصا مع التقدير الذى أبداه ترامب للجهود المصرية فى هذا المجال. ومن جانبه ذكر سامح شكرى، وزير الخارجية، وردا على سؤال حول الاتصالات المصرية - الأمريكية خصوصا فيما يتعلق بما يتردد عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بأن «هناك تعاونا مصريا - أمريكيا لتحقيق ما يعود على البلدين من مصلحة، وكان لمصر تواصل وتشاور مع الإدارة الأمريكية الجديدة قبل توليها مقاليد الأمور بشكل رسمى بالأمس، وذلك من خلال اللقاء الذى تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس المنتخب دونالد ترامب وقت الحملة الانتخابية على هامش زيارة الرئيس السيسى لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، بجانب زيارتى لأمريكا فى ديسمبر ولقائى بنائب الرئيس المنتخب بنس، وكلها لقاءات أكدت قوة العلاقة والرغبة المشتركة، لأن تكون علاقة قوية ومبنية على الاحترام المتبادل والثقة فى أنها ولطبيعتها الإستراتيجية تستطيع أن تواجه التحديات المشتركة العديدة سواء على مستوى الإقليمى أم الدولى»، وأكد شكرى «علينا ألا نستبق الأمور والإدارة تولت مهامها بالأمس وستسير سياستها، وسيتم التعامل معها من منطلق أهمية التواصل وطرح الرؤى والحوار الذى كانت دائما ما تتسم به العلاقة، حتى يكون هناك وضع للسياسات تعود بالنفع والفائدة على البلدين، ونحن ننتظر تولى الإدارة الجديدة لمسئولياتهم، حتى نبدأ فى حوار مكثف معها لدعم العلاقات الثنائية وتناول القضايا الإقليمية ووضع تصور مشترك لكيفية معالجة المشاكل المزمنة القائمة ومواجهة التحديات القائمة حاليا». وأكدت المصادر المطلعة أن الملف الليبى، سيكون على رأس الموضوعات التى سيتم بحثها فى محادثات السيسى وترامب، حيث تبذل مصر جهدا كبيرا لعقد اجتماع بين ممثلى القوى الليبية الثلاث وهم فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسى الليبى لحكومة الوفاق الوطنى وعقيلة صالح رئيس البرلمان، والفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطنى الليبى، وأن الثلاثة قد التقوا خلال زيارتهم لمصر أخيرا مع المسئولين المصريين المعنيين بالملف للوصول إلى نقاط تلاقٍ تتفق عليها جميع الأطراف، خصوصا أن مصر استضافت السبت الماضى اجتماع دول جوار ليبيا. كما أنه سيتم أيضا التطرق خلال المحادثات إلى الملف السورى، حيث تسهم مصر فى هذا الملف من خلال استضافة الحوار الثالث للمعارضة السورية، والذى يجرى الترتيب له فيما بين العناصر السورية، لإتاحة المناخ المناسب بعد الحوارين السابقين، ولبلورة موقف مشترك وتوجه واضح نحو حل الأزمة السورية من خلال السبل السياسية والبعد تماما عن الصراع العسكرى، خصوصا بعد فشل مفاوضات الأستانة بكزاخستان برعاية روسية - تركية من تحقيق أهداف الوصول لاتفاق سياسى وقرب عقد مفاوضات جنيف المقبلة. وأكدت المصادر أن ملف عملية السلام، سيحتل حيزا من المباحثات المصرية -الأمريكية، خصوصا مع الجمود الذى وصل إليه هذا الملف وفشل مؤتمر باريس للسلام الذى عقد الشهر الجارى فى التوصل إلى أى خطوة لتحريك هذا الملف للأمام.
