فيما اعتبر سباقا دوليا علي دعم السلطة الليبية الجديدة من أجل نصيب أكبر من عقود النفط والاستثمارات المستقبلية, شهدت كواليس قمة أصدقاء ليبيا- التي اختتمت أعمالها بباريس أمس الأول- اجتماعات علي الهامش. كشفت النقاب عن بوادر صراع لتقسيم الكعكة الليبية وكيفية الحصول علي فرص أوفر في عملية إصلاح وتوسيع قطاع النفط وإعادة أعمار المرافق العامة والبنية الأساسية. وفي إشارة واضحة إلي فوز فرنسا وبريطانيا بالنصيب الأكبر من مكتسبات هذا الصراع, أكد وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه من المنطقي والعادل أن تحصل فرنسا علي مميزات أكبر لانها كانت الراعية للمبادرة واول من ساندت الثوار بالاضافة الي ان تكاليف الدعم العسكري كانت باهظة, منوها في السياق نفسه أن فرنسا لم تكن بمفردها بل شاركتها دول اخري في مقدمتها بريطانيا وايطاليا وشركاء دوليين. جاء ذلك في الوقت الذي اجتمع فيه مسئولون من المجلس الوطني الانتقالي الليبي مع مسئولين اجانب ومجموعات للمانحين في باريس- أمس- لبحث الاحتياجات المالية خلال الأسابيع والأشهر القادمة فيما تبدأ ليبيا إعادة الإعمار. واجتمع وزير الإعمار الليبي احمد الجهاني وعارف النايض العضو الكبير في فريق إعادة الإعمار التابع للمجلس الوطني مع خبراء في إعادة البناء من هيئات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والوكالة الامريكية للتنمية الدولية. وقال مسئولون امريكيون وفرنسيون ان الاجتماع الذي يأتي بعد مؤتمر أمس الأول يتعلق في الأساس بالاستماع الي احتياجات المجلس.وأضافوا أنه لم يتم تقديم تعهدات, بل سيحدد الليبيون احتياجاتهم لإعادة الإعمار واستراتيجية مجموعة التوجيه المقترحة للمجلس الوطني الانتقالي هي ضمان أن تكون العملية بقيادة ليبية والبدء في تحديد الدول التي ستشارك في المشاريع المختلفة. وأعلن ميخائيل مارجيلوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلي أفريقيا- من جانبه- أن بلاده دعت قيادة المجلس الانتقالي الليبي لزيارة موسكو. وأوضح مارجيلوف الذي شارك في مؤتمر أصدقاء ليبيا في باريس في تصريح أوردته وكالة أنباء نوفوستي الروسية أنه عقد اجتماع عمل مع مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي علي هامش المؤتمر, وأنه سلمه دعوة لزيارة موسكو في أقرب وقت لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالين السياسي والاقتصادي. وفي ختام المؤتمر, تعهد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفي عبد الجليل بوضع دستور جديد واجراء انتخابات في غضون18 شهرا. وقال عبدالجليل إنه علي الشعب الليبي الآن الدفع باتجاه المصالحة, مضيفا الأمر متروك للشعب لإنجاز ما وعدنا به, السلام والمصالحة. ومن جانبه, أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن مهمة قوات التحالف الدولي تحت مظلة حلف شمال الأطلسي في ليبيا ستنتهي عندما يتم الإعلان عن ليبيا المحررة, منوها بأن المهمة تم تمديدها في وقت سابق إلي نهاية سبتمبر المقبل. ورأي رئيس الدبلوماسية الإيطالية في مداخلة إذاعية أن سقوط النظام الليبي مسالة أيام قلائل, وقال إذا سقطت سرت مستسلمة في غضون أيام, أي بحلول يوم غد السبت وهذا ما أتمناه, فهي الركيزة الاخيرة للنظام الليبي. وعلي الصعيد نفسه, رفع الاتحاد الأوروبي- رسميا- عقوبات علي الموانيء وشركات النفط والبنوك الليبية فيما اجتمع وزراء الخارجية لبحث كيفية مساعدة البلاد خلال الفترة الانتقالية بعد حكم الزعيم المخلوع معمر القذافي الذي استمر اربعة عقود. وذكرت النشرة الرسمية للاتحاد الأوروبي28 كيانا ليبيا تم رفع القيود عنها منها موانيء طرابلس والخمس والبريقة وراس لانوف والزاوية وزوارة. ومن الشركات المدرجة ايضا الخطوط الجوية العربية الليبية وشركات للطاقة منها شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز وشركتا سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز والواحة للنفط. وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن الأممالمتحدة سيكون لها دور رائد في المساعدة في نزع السلاح بليبيا واستتباب الامن بعد انتهاء الصراع لكن اوروبا اظهرت قدراتها في هذا المجال.