أكدت المستشارة تهاني الجبالي, أن المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر حاليا شهدت استقطابا مبكرا, وأصبح الاحتشاد الوطني هو عنوان هذه المرحلة. كما فرضت الثنائيات نفسها علي الجميع, وبات هناك نوع من الخوف من فرض الدولة الدينية علي مصر.. وهذا يشكل أكبر التحديات التي تواجه بناء الدولة المدنية الحديثة. وقالت الجبالي, إن هناك تحديات تواجه هذا الواقع من أجل إعادة بناء الشرعية الدستورية, ورغم أن معني الدستور واضح فلن يكون ذلك سهلا لأن هناك تيارات تحاول أن تفرض أهدافها علي مشروع الدولة الوطنية الحديثة, وكل ذلك يؤكد أن الشعب المصري بحاجة لمعجزة جديدة لتخطي هذه المرحلة الصعبة, فالمرحلة الانتقالية المقدرة بعدة أشهر تعتبر قصيرة جدا, فمثل تلك المراحل الانتقالية تتخطاها الدول المتقدمة في سنتين علي الأقل. وأشارت إلي أن السيناريو المطروح حاليا, أن الانتخابات العامة ستكون أولا, ثم الدستور ثم رئيس الجمهورية وضع أعباء إضافية علي طبيعة المرحلة خاصة, ونحن نسعي لاستعادة الدولة المصرية. وذلك يجعلها مرحلة حرجة بها سيولة شديدة تواجهها محاولات للتماسك, بالإضافة إلي المؤامرات والمناورات الدولية والإقليمية التي تحاول استقطاب بعض القوي داخل المجتمع المصري وبعضها يحاول توظيفها في مصالحه, الأمر الذي يشكل ضغوطا علي الشعب المصري. وقالت, أعتقد أن نفس الدولة الحديثة لم تواجه هذه الضغوط في مرحلة سابقة حتي في ثورة يوليو1952 فقد كانت الدولة أكثر تماسكا لكن الأخطر بدأ مع ظهور بعض التيارات التي لا نعرف مصادر تمويلها, وحتي أحزابها تختلف وتمتلك إمكانيات لم تمتلكها أي أحزاب أخري. وتضيف تهاني الجبالي, أن ما يحدث في سيناء من انتهاك لحرمة الدولة المصرية مؤشر خطير وتهديد لمقومات الدولة, وهذا يفرض علينا أن نشعر بصعوبة المهام المطروحة علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يواجه كل المخاطر الداخلية والخارجية ويسعي ليصل بها لبر الأمان ولابد أن تكون مصلحة الوطن العليا هو عنوان المرحلة وليس البحث عن الغنائم السياسية. كما أكدت ضرورة التوافق علي إعلان المبادئ الدستورية لحماية مقومات الدولة والحقوق والحريات العامة.