حالة من الفقر الإعلاني تشهدها شاشة التليفزيون المصري في رمضان هذا العام بعد أن كان شهر رمضان هو الموسم الإعلاني بالتليفزيون, ولأول مرة يشهد التليفزيون تلك الكارثة التي تمثلت في عدم وجود إعلان واحد (بخلاف المسابقات), فبالرغم من عرض مجموعة من البرامج الرمضانية الجديدة والمسلسلات والتي تعرضها قنوات أخري ويأتي عليها إعلانات بهذه القنوات, فهل تعرض التليفزيون المصري لمؤامرة أفقدته إعلاناته بفعل فاعل وجعلت المعلنين يهربون بصفقات مع آخرين ضد التليفزيون المصري؟. يقول سعد عباس رئيس شركة صوت القاهرة: جاء قرار د.سامي الشريف رئيس الاتحاد السابق في يوليو الماضي بإلغاء عقد وكالة صوت القاهرة للإعلانات متسرعا وفي توقيت غير مناسب حيث صدر قبل شهر رمضان وهو الموسم الإعلاني, وترتب علي هذا رحيل مدير وكالة إعلانات صوت القاهرة ومجموعة كبيرة ومهمة ومؤثرة في السوق الإعلانية, كما أن إلغاء بعض البرامج التي كانت مستغلة إعلانيا أدي لإلغاء العقود أيضا والتي كانت تمثل نحو 80 مليون جنيه, وقد حققت إعلانات العام الماضي 160 مليون جنيه. وأكد عباس: إنه من أهم الأسباب التي تسببت في الكارثة أيضا أن بعض الوكالات الإعلانية المنافسة أقنعت القطاع الإقتصادي أنه في حالة إلغاء حصرية صوت القاهرة ستجلب الإعلانات وهو ما لم يحدث بالطبع, والتقصير ليس في الأفراد ولكنه في القرارات فهناك معوقات وروتين لا يصلح العمل في إطاره الآن بعد أن أصبحت هناك شاشات متعددة للقنوات الخاصة, ولابد من أنظمة جديدة تصلح للتعامل في وقت يزخر بقنوات متميزة والإعلانات علي شاشاتها أرخص والنظم الإدارية بها أسهل, وأضاف: إن قرار وزير الإعلام أسامة هيكل بعودة الإعلانات لصوت القاهرة من أهم القرارات وستعود عملية النمو مع نهاية العام بصورة طيبة. ويقول د.فرج الكامل عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية: لجلب الإعلانات في التليفزيون الحكومي لابد من التخلص من عقلية الموظف الحكومي في مواجهة القنوات الخاصة التي تحاول زيادة مواردها ودخلها بالإعلانات بينما في التليفزيون المصري ليس لديهم الحافز القوي لجلبها, فلابد من تغيير المنظومة ككل وإلغاء هذا النمط من العمل واستبداله بنمط وفكر جديد يناسب هذه المرحلة وإذا وجد حل للمشكلة الكبري وتغير أسلوب العمل ومنظومة التليفزيون وإدارته فستتغير أيضا منظومة العمل في جلب الإعلانات. ومن جانبه أكد أسامة هيكل وزير الإعلام: أن هناك محاولات جادة بدأت بالفعل لإنقاذ ما حدث بسبب فقد التليفزيون المصري لإعلاناته وبدأنا في وضع خطط اقتصادية بالإضافة لاتصالات مستمرة مع كل الأطراف لعودة الإعلانات لشاشة التليفزيوني المصري.