كتب - عبد الوهاب حامد: شهد أبو عبيدة بن الجراح المشاهد كلها مع رسول الله بدرا وما بعدها, وعندما جرحت وجنة النبي صلي الله عليه وسلم في غزوة أحد ودخلت حلقتان من حلقة المغفر في وجنته, قام أبو عبيدة بنزع احدي الحلقتين من وجه النبي فسقطت ثنيته ثم نزع الأخري. , فسقطت ثنيته الأخري, فكان ساقط الثنيتين لأنه خاف أن يؤلم رسول الله فتحامل علي ثنيتيه فسقطتا, وقد أرسله رسول الله علي سرية وأرسلها إلي جانب البحر. ومن هذا كان أبو عبيدة أحب الصحابة إلي رسول الله, فعن عبد الله بن شفيق قلت لعائشة: أي أصحاب بالنبي صلي الله عليه وسلم كان أحب إليه؟ قالت: أبو بكر, قالت: ثم من؟ قالت: ثم عمر قلت: ثم من؟ فقالت: ثم أبو عبيدة بن الجراح قلت: ثم من؟ فسكتت وقال صلي الله عليه وسلم نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح وهو عامر بن عبد الله بن الجراح أمين الأمة الإسلامية, وأحد العشرة المبشرين بالجنة, وأحد الخمسة الذين أسلموا في يوم واحد علي يدي أبي بكر الصديق, وهم عثمان بن مسعود, وعبيدة بن الحارث, وعبد الرحمن بن عوف, وأبو سلمة بن عبد الأسد, وأبو عبيدة بن الجراح, أمير جيوش الشام وأول من لقب بأمير الأمراء. قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم: أن لكل أمة أمينا, وأن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ولما جاء وفد نجران من النصاري إلي رسول الله وهم: العاقب واسمه عبد المسيح, والسيد ومن معهما قالوا للنبي: ابعث الينا رجلا أمينا يعلمنا السنة والاسلام فقال صلي الله عليه وسلم: لأبعثن إليكم رجلا أمينا حق أمين حق أمين, فإستشرف لها الناس, فبعث أبا عبيدة بن الجراح. سئلت عائشة رضي الله عنها: من كان رسول الله مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر فقيل لها: ثم من بعدأبي بكر؟ قالت: عمر ثم قيل لها من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح ثم انتهت إلي هذا. وبوم السقيفة وهو يوم اجتماع المهاجرين والأنصار لاختيار خليفة رسول الله قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بعث الصديق أبا عبيدة أميرا علي ربع الجيش إلي الشام, وخرج معه ماشيا يوصيه, وجعل له نيابة حمص, ويقال أن أبا عبيدة نزل بالجابية وأنه لما مر بأرض البلقاء قاتلهم حتي صالحوه. في سنة ثماني عشرة كان طاعون عمواس وهو منسوب إلي بلدة صغيرة يقال عنها عمواس, وهي بين القدس والرملة, لأنها كانت أول ما ظهر الداء فيها, ثم انتشر في الشام منها فنسب إليها فأصيب أبو عبيدة بهذا الطاعون وتوفي هو وعدد من أمراء المسلمين في يوم واحد, وقيل أنه قد مات في هذا الطعاون خمسة وعشرون ألفا, وقيل أكثر من ذلك, توفي أبو عبيدة وعمره ثمان وخمسون سنة رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.