حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك أمس من أن الاقتصاد العالمي دخل في مرحلة جديدة وخطيرة, مشيرا إلي أنه يجب علي دول منطقة اليورو التحرك سريعا, موضحا أن أزمة الديون التي تمر بها بعض الدول الأوروبية تعتبر أكثر إثارة للقلق في الوقت الراهن مقارنة بحالة الذعر التي أصابت الأسواق الأمريكية. بعد خفض مؤسسة ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وأضاف زوليك في تصريحات له نحن في بداية عاصفة جديدة ومختلفة, فهي ليست نفس الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق العالمية عام2008, مشيرا إلي أن الوضع ينذر بنتائج وخيمة لأن اقتصاديات الدول الغنية تعاني, لتضاف بذلك إلي معاناة الدول النامية نفسها. وجاءت تحذيرات زوليك في الوقت الذي اجتمع فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع رؤساء ثماني شركات أمريكية كبري لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة الراهنة. ومن ضمن الشركات التي التقي أوباما برؤسائها لمناقشة مشاكل الاقتصاد وخطط لخلق الوظائف الجديدة: جونسون آند جونسون وزيروكس وأميريكان أكسبريس. وأوضح الرئيس الأمريكي ان مشاكل الديون في اوروبا هي احد التحديات العالمية التي تؤثر علي الانتعاش المتعثر في الولاياتالمتحدة, لكن البيت الابيض قال ان الادارة واثقة في قدرة الزعماء الاوروبيين علي معالجة الوضع. وفي تطور مهم, أقرت الحكومة الإيطالية أمس حزمة تقشف جديدة بقيمة45 مليار يورو, أي ما يعادل64.1 مليار دولار, حيث اعتبر رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني هذه الخطوة تتوافق مع الشروط التي وضعها البنك المركزي الأوروبي لمساعدة بلاده في تمويل ديونها. وقال بيرلسكوني عقب اجتماع لحكومته في روما: قلوبنا تقطر دما, وأضاف كانت الحكومة تفخر بأنها لا تضع يديها في جيوب الإيطاليين, ولكن الوضع العالمي تغير. ومن جانبه, أكد وزير الاقتصاد الإيطالي جوليو تريمونتي أن هذه التدابير تهدف إلي تحقيق التوازن في ميزانية إيطاليا بحلول عام2013, موضحا أن مبلغ45 مليار يورو ستضاف إلي مبلغ48 مليار يورو شملتها حزمة تقشف سابقة أقرتها الحكومة الشهر الماضي. وتشمل الحزمة التي أقرتها الحكومة فرض ضريبة إضافية تتراوح بين5 و10% علي من يتجاوز دخلهم90 ألف يورو في العام, وتشمل أيضا خفض إنفاق الوزارات الذي سيوفر نحو5,8 مليار يورو علي مدي عامين. وأضاف تريمونتي أن خطة التقشف ستخفض العجز في الميزانية إلي1.4% من الناتج المحلي الاجمالي في2013, وأشار إلي أن العجز سينخفض بمقدار20 مليار يورو في العام المقبل و25.5 مليار يورو في2013, وأن بعض الاجراءات سيكون لها تأثير ايجابي علي حسابات العام الحالي. ومن أثينا- عبد الستار بركات: تراجع إجمالي الناتج المحلي لليونان في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة6.9% مقابل الفترة نفسها من العام الماضي نظرا لانخفاض معدلات الطلب الداخلي, إلا أن الهبوط كان محدودا بفضل تحسن الميزان التجاري. ومن المنتظر أن ترسل المفوضية الأوروبية خبراء لها إلي اليونان في سبتمبرالمقبل لتحديد الوسائل التي يمكن أن تساعد بها المفوضية الأوروبية اليونان في تحسين نظامها الإداري. وفي أسواق المال, أغلقت الأسهم الأمريكية مرتفعة في إشارة أولية تفيد بأن أسوأ مرحلة في موجة المبيعات ربما تكون قد انتهت في ختام واحد من أكثر الأسابيع تقلبا في الذاكرة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبري125.71 نقطة أو1.13% الي11269.02 نقطة, في حين صعد مؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا6.17 نقطة أو0.53%, ليغلق علي1178.81 نقطة. وفي سوق البترول, أغلقت أسعار العقود الآجلة لخام برنت مستقرة بعد أن تخلت عن مكاسبها كلها تقريبا عقب بيانات ثقة المستهلكين في الولاياتالمتحدة التي اثارت مخاوف من مشاكل اقتصادية اكثر حدة قد تكبح الطلب علي البترول. وأنهت عقود برنت تسليم سبتمبر جلسة التعاملات في بورصة البترول الدولية بلندن مرتفعة سنتا واحدا لتسجل عند التسوية108.03 دولار للبرميل, وأنهت عقود خام القياس الاوروبي لأقرب استحقاق الاسبوع منخفضة1.34 دولار أو1.23% في ثالث اسبوع علي التوالي من الخسائر. وهبطت اسعار الذهب مساء أمس الأول لثاني جلسة مواصلة التراجع عن مستويات قياسية مرتفعة مع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وإقبالهم علي شراء الاسهم. وهبط سعر الذهب للمعاملات الفورية1.5% منهيا جلسة التعاملات في سوق نيويورك عند1745.99 دولار للأوقية.