حذر روبرت زويك رئيس البنك الدولي من فقدان ثقة السوق في القيادة الاقتصادية بدول مهمة مثل الولاياتالمتحدة وأوروبا يتسبب مع تعاف اقتصادي هش في دفع الاسواق صوب منطقة خطر جديدة الأمر الذي ينبغ أن يأخذه صناع السياسات علي محمل الجد. وأضاف روبرت زوليك متحدثا خلال حفل عشاء لمؤسسة مجتمع اسيا أن الاقتصاد العالمي يمر بتعاف متفاوت السرعة حيث أصبحت الدول النامية مصدر النمو والفرص في الوقت الحالي. وقال ما حدث في الأسابيع القليلة الماضية هو تضافر بعض الاحداث في أوروبا والولاياتالمتحدة بشكل أفضي الي فقدان الثقة لدي كثير من المتعاملين بالأسواق في القيادة الاقتصادية لبعض الدول المهمة. "أعتقد أن تلك الأحداث بالإضافة إلي بعض أوجه الهشاشة في طبيعة التعافي الاقتصادي قد دفعت بنا الي منطقة خطر جديدة. أنا لا أقول هذه الكلمات ببساطة.. لكي يعيها صناع السياسات ويأخذونها بالجدية التي تستحقها". وقال زوليك إن عملية معالجة مشكلة الديون السيادية وبعض القضايا الملحة في منطقة اليورو كانت تجري "متأخرة يوما" عادة مما أثار مخاوف الأسواق من أن السلطات ربما لا تسيطر علي المشكلة أو تتحرك في الاتجاه الصحيح. وقال "هذا "القلق" تراكم ومن ثم ننتقل من سييء إلي أسوأ بالنسبة للكثير من دول منطقة اليورو". وبخصوص الولاياتالمتحدة قال زوليك إن المخاوف لا تتعلق بأن أكبر اقتصاد في العالم يواجه مشكلة وشيكة لكن "بصراحة فإن الأسواق تعودت أن يكون للولايات المتحدة دور مهم في النظام الاقتصادي والقيادة". وقال إن جهود خفض الانفاق الحكومي الأمريكي قد تركزت حتي الآن علي الانفاق التقديري وليس البرامج الاستحقاقية مثل الضمان الاجتماعي. وقال "إلي أن يبذلوا جهدا في تلك البرامج فان الشكوك ستستمر ازاء التعامل مع الانفاق طويل الاجل". وقال زوليك إن ثقة السوق تضررت لكن القضية الحقيقية هي ما اذا كان ذلك سينتقل الي ثقة الشركات والمستهلكين وهو ما ليس واضحا حتي الآن. وأضاف "الشيء المختلف عن ذي قبل هو أن الأسواق الناشئة هي الآن مصادر النمو والفرص. حوالي نصف النمو العالمي هو من اسهام العالم النامي.. وهذا تغير سريع جدا علي مدي زمني قصير نسبيا من الناحية التاريخية". وبالنسبة للصين قال زوليك إن ارتفاع سعر صرف اليوان سيكون عملا بناء ولاسيما للمساعدة في معالجة الضغوط التضخمية التي تعاني منها الصين. وقال إن أستراليا في وضع أفضل بكثير من دول متقدمة أخري نظرا لقيامها باصلاحات هيكلية. وأشار علي الصعيد المالي الي أن ديون أستراليا لا تتجاوز سبعة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي. من ناحية أخري حذر البنك الدولي من العاصفة الجديدة التي تهدد اقتصادات دول منطقة اليورو وعملتها الموحدة تتواصل المحاولات الأوروبية المستميتة لإنقاذ اقتصاداتها من الأزمة التي تفاقمت بفعل تخفيض التصنيف الائتماني المالي للولايات المتحدة وذلك خشية انتقال عدوي الديون الخانقة إلي إيطاليا وإسبانيا وقبرص بعد أن عصفت هذه الأزمة بدول اليونان وأيرلندا والبرتغال. فقد وصف رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في مقابلة نشرتها الصحيفة الاسترالية الأسبوعية ويكند استراليان الأزمة الاقتصادية في منطقة اليورو بأنها بداية عاصفة جديدة تختلف عن أزمة 2008 محذرا من أن معاناة اليونان والبرتغال من أزمة ديون خانقة ووجود دول أخري مهددة ومن دون أي إمكانية لخفض قيمة العملة يفتح احتمال أن تكون التحديات التي تواجهها منطقة اليورو من الأكثر أهمية. واعتبر زوليك أن الأزمة في منطقة اليورو قد تكون التحدي الأهم للاقتصاد العالمي الأمر الذي يحتم علي الدول الأوروبية اتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن علي حد تعبيره. ورأي زوليك أنه رغم حالة الهلع التي تسبب بها خفض تصنيف الدين الأمريكي في الأسواق فإن أزمة الدين في الدول الأوروبية تثير قلقاً أكبر في الوقت الراهن محذراً من أن اقتصاد منطقة اليورو ليس وحده المهدد بل مستقبل العملة الأوروبية نفسها ولاسيما أن اليونان والبرتغال اللتين تعانيان من مشكلة الدين ودول أخري مهددة بخفض قيمة العملة الأوروبية الموحدة.