مسحراتي الثورة! هل علينا شهر رمضان.. شهر الصوم ونزول القرآن الكريم والانتصارات, ففيه انتصر المسلمون في غزوة بدر وتم فتح مكة وهزيمة التتار في عين جالوت وهزيمة اسرائيل في حرب العاشر من رمضان وفي الشهر الكريم تبرز شخصية المسحراتي, فكان أول مسحراتي في الإسلام بلال مؤذن الرسول, أما أول مسحراتي في مصر فهو الوالي عتبة بن اسحق (238 ه) الذي تطوع بنفسه لأداء تلك المهمة بمدينة الفسطاط, ثم تطور المسحراتي بعد ذلك بالضرب علي الطبلة. إلا أن هذا الشهر قد جاء هذا العام بعد أن تفجرت ثورة25 يناير السلمية وهي ثورة شعب فجرها الشباب وحماها الجيش وتبني مطالبها فأسقط رأس النظام الحاكم الفاسد وأحبطت مخطط التوريث, وأعادت للمصري كرامته في الداخل والخارج, كما أعادت لمصر مكانتها ودورها العربي والإقليمي والدولي. وإذا كان المسحراتي العادي يوقظ النائمين وينبه الآخرين لتناول السحور فإن مسحراتي هذا العام مسحراتي غير تقليدي, مسحراتي ثورة 25 يناير, يطالب الثوار بخفض عدد ائتلافاتهم 219 ائتلافا وكيانا سياسيا بعضها أدي ويؤدي دورا رئيسيا في الثورة والحشد الشعبي لها واستمرارها في المطالبة بتحقيق أهدافها ولم نعد نري وجوه بعض أعضائها في ميدان التحرير بينما هناك ائتلافات وهمية وانتهازية مستنسخة لا هدف لأعضائها سوي والشهرة والمنفعة الشخصية, وقد ترك ذلك آثارا سلبية شعبية وهو أمر طبيعي يحدث بعد كل ثورة سرعان ما يتغير فتبقي الائتلافات والكيانات القوية والحقيقية لتشكل أحزابا تدخل الانتخابات للمشاركة في صنع المستقبل بينما نتواري الائتلافات المصطنعة. كما يطالب المسحراتي الثوار بالانتباه والحذر من المنافقين وأصحاب المصالح الخاصة الذين انضموا إلي ائتلافاتهم ليخطفوها لإقامة نظام جديد للدولة علي هواهم وبفكر متشدد وتخلوا عن ما اتفقوا عليه مع الثوار في ميدان التحرير يوم جمعة لم الشمل. ويؤكد المسحراتي أن الله خلق الدنيا في ستة أيام ويطالبهم بوقف الاعتصامات لإعطاء الفرصة للمجلس الأعلي والحكومة لتنفيذ بقية مطالب الثورة, والعودة للعمل, فالثورة لم تقم لإسقاط النظام السابق فقط وإنما لإقامة نظام مدني ديمقراطي وهو التحدي الكبير أمام ثورة وثوار 25 يناير. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين