اصحي يانايم وحد الدايم ..السعي للصوم خير من النوم ..دي ليال سمحة نجومها سبحه .. نداء اعتدنا سماعه طوال أيام الشهر الكريم والذي تحول هذه الأيام إلي " إدونا العادة ".. والمسحراتي مهنة موجودة منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وكان بلال بن رباح رضي الله عنه أول من ارتفع بصوته لإيقاظ المسلمين في السحور فهو أول مسحراتي في التاريخ الإسلامي لصوته العذب أما في مصر فكان أول من قام بمهمة إيقاظ الناس للسحور هو الوالي عنتبة بن اسحق سنة 832ه، وكان يسير علي قدميه من مدينة العسكر في فسطاط مصر القديمة، وحتي مسجد عمرو بن العاص تطوعا وهو ينادي «عباد الله تسحرواب فإن في السحور بركة .. كسرت المرأة احتكار الرجل لمهن كثيرة ومنها المسحراتي، وأصبحت تشارك فيها .. جذبت عدسات مصوري وكالات الأنباء: والبداية كانت في العصر الطولوني ثم ظهرت في تركيا وامتدت منها إلي شوارع وأزقة القاهرة القديمة ومنهن" جارية بيومي" وتلتها " نادية صبحي" بقلعة الكبش وأخيرا "عائشة" مسحراتي حي حلوان ثلاثتهن ورثن المهنة إما عن الزوج أو الأب وخرجن للعمل بعد وفاته للإنفاق علي أسرهن مع حرصهن علي التقاليد والعرف في عالم المسحراتية فلابد وأن يصحب المسحراتي أحد أبنائه وهذا ما تفعله نادية فتصحب معها ابنتها كما كان يفعل معها والدها وهي صغيرة فيصحبها في تمام الثانية صباحا يستقبلهما الناس في أول أيام شهر رمضان بفرحة وفي أول أيام العيد بفرحة أكبر وبالرغم من كونها ورثت المهنة عن زوجها فممارستها للمهنة تختلف عن الطريقة التي كان يؤديها زوجها . وتقول زوجي كان ينادي علي الأشخاص بأسماء آبائهم وكان يقرنها بابتهالات دينية علي إيقاع نقراته علي الحي فقط .. " فرحة الطفل بالدنيا". وعن العائد المادي من مهنة المسحراتية تقول عائشة " إن الفلوس اللي بتيجي علي أد اللي بيتصرف " وإنها تأخذ ما يجود به أهالي المنطقة الذين توقظهم طوال رمضان .. ورغم قلة المبلغ المالي بالنسبة لمصاريف الحياة فإنها راضية بما يرزقها به الله عز وجل .. كما أنها تذهب مع ابنتها هنية 18 عاما ومن المتوقع ان ترث المهنة عن أمها فيطرقا أبواب أهالي الحي في أول أيام العيد فتحصل منهم علي عيدية العيد قد تكون نقودا أو ملابس أو كعكًا حسب ما يجود به كل بيت وكله رزق العيال. أما ام محمد فقد ورثت مهنتها عن والدها وبزواجها انقطعت صلتها بالمهنة حتي وفاة الزوج فأجبرتها الظروف علي الخروج من أجل الإنفاق علي أبنائها الثلاثة فتطوف بالشوارع من الواحدة والنصف صباحاً ولمدة ساعة تدق علي طبلتها الصغيرة وتنادي بأعلي صوتها "اصحي يا نايم وحد الدايم" وقد وجدت صعوبة في البداية حتي بدأ يتعرف عليها اهالي منطقة العباسية الذين تعاطفوا مع حالتها واعتادوا علي رؤيتها مرتين الأولي لتعلمهم بأنها من سيطوف بالمنطقة هذا العام لايقاظهم والثانية في اخر ايام الشهر الكريم للحصول علي "العادة" التي يدفعها الناس بنية انها جزء من زكاة عيد الفطر وتختلف تبعاً للقدرة المادية لكل منزل . مازالت تعاني ام محمد من بعض المشكلات لان هنالك مسحراتي رجل يتجول بنفس المنطقة لذلك يقوم بالتشاجر معها ولكن شباب المنطقة يقفون في صفها ويدافعون عنها ليجد هذا الرجل نفسه امام الامر الواقع ويبحث عن رزقه ايضاً في هذه المنطقة الطبلة أما أنا فأنادي علي أطفال