مازال مزارعو محافظة الغربية يعانون من عدم توافر الأسمدة الأزوتية اللازمة لزراعاتهم, خاصة بعد أن قلت خصوبة التربة لعدم تسميدها بالسماد البلدي, وكذلك لعدم اهتمام الدولة بالفلاح ومشكلاته مما أثر علي الثروة الزراعية وأدي إلي ضعف الإنتاج وقلة المحصول, وتحمل الفلاح تبعات الزيادات المستمرة في الأسعار, نتيجة زيادة الرواتب التي لا علاقة له بها, فاكتوي بنارها حتي وصل سعر شيكارة السماد180 إلي جنيها رغم أن سعرها في الجمعيات الزراعية في حالة توافرها لا يتعدي75 جنيها. يؤكد مسعد محمد مزارع من قرية سماناي مركز قطور أن زراعة الأرز( وهو محصول صيفي) أصبحت تكلف الفلاح أكثر من عائد إنتاجيته, فبحسبة بسيطة يستهلك الفدان الواحد من الأرز ألف جنيه أسمدة أزوتية, وألفين أخري أيدي عاملة لحرث الأرض وتسويتها بالإضافة الي700 جنيه قيمة استهلاك مياه الري, خاصة أننا نعاني أشد المعاناة في الحصول عليها وبالتالي فإن إجمالي ما ينفق علي الفدان الواحد من الأرز يبلغ نحو3 آلاف جنيه, الأمر الذي يترتب عليه معاناة للفلاح دون عائد مجز, ويضيف أن أرتفاع اسعار كل شيء جعل الفلاح يتحول إلي زراعة محاصيل أخري ليست استراتيجية بالنسبة للدولة عموما( مثل الأرز والقطن وغيرهما) وأصبح يزرع( اللب) مثلا حتي يستطيع أن يوفر مصاريف أولاده وأسرته. ويشير إبراهيم حسين مزارع من كفر الزيات إلي أنه رغم التكلفة الباهظة للزراعة عموما فقد خسرنا نحن مزارعي البطاطس الجلد والسقط الموسم الماضي لعدم التصدير, نتيجة اصابة محصول البطاطس بالعديد من الأمراض. ويؤكد ان المحاصيل المهمة كلها أصبحت تكلف الفلاح في الزرعة الواحدة آلاف الجنيهات سواء بالنسبة للأرز أو القطن أو الذرة أو حتي القمح.. مما جعل الفلاحين يتجهون نحو زراعة أي شيء يحقق لهم ربحا خاصة أنهم يواجهون كل يوم زيادة من كل شكل وكل نوع بحجم زيادة الرواتب أو ارتفاع الحد الأدني أو حتي منحة رمضان أو المدارس. أما الفلاح الذي هو أساس حضارة مصر الزراعية, فلا أحد في الدولة يسأل عنه أو يهتم به, مما يشير إلي خطر الاستيراد الذي يحيط بنا في كل المجالات وأصبحت المنتجات الصيفية تملأ أسواقنا وبيوتنا في كل شيء وبأرخص الأسعار. من جانبه يؤكد السيد محمد الفخراني محافظ الغربية أن مشكلة الأسمدة الزراعية في طريقها للحل وذلك بالتنسيق مع وزير الزراعة الجديد حيث ستشهد الأيام المقبلة ورود الكمية الخاصة بالمحافظة, خاصة أننا محافظة زراعية بالدرجة الأولي. وأرجع المحافظ السبب إلي توقف مصانع الأسمدة بطلخا وأبو قير والمالية بكفر الزيات عن الإنتاج منذ أحداث الثورة بالإضافة إلي التزام هذه المصانع ببرامج تصديرية لمختلف دول العالم.