يواصل الوفد العسكري المصري رفيع المستوي اجتماعاته في واشنطن في إطار مشاورات ما يعرف ب الورقة البيضاء للحوار الإستراتيجي بين مصر والولاياتالمتحدة وأجري الوفد الذي يترأسه اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ثلاثة حوارات موسعة أمس الأول الاثنين مع الشخصيات البارزة في مراكز الأبحاث الأمريكية بمقر مكتب الدفاع المصري ومعهد السلام الأمريكي وأربعة مراكز أبحاث بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية, وفي اللقاءات بنخب المراكز البحثية في العاصمة الأمريكية, واللقاء المفتوح بمعهد السلام, أكد اللواء محمد العصار عددا من ثوابت القوات المسلحة في التعامل مع الأوضاع في البلاد وفي مقدمتها: أن المجلس العسكري ليس امتدادا للنظام السابق ويريد إحداث تحول حقيقي في الحياة السياسية المصرية, ويريد إعادة بناء المؤسسات التشريعية والرئاسة وإستعادة الهوية المدنية للدولة ويقف علي مسافة واحدة من جميع القوي الموجودة علي الساحة اليوم, وقال اللواء العصار أن أحداث يوم28 يناير الماضي قد أدت إلي نوع من الانهيار في الدولة, وأن القوات المسلحة تعمد إلي إستعادة العملية السياسية وإجراء الانتخابات البرلمانية وكتابة الدستور الجديد وإنتخاب رئيس جديد للبلاد, وأكد اللواء العصار أن الفترة الإنتقالية قد إمتدت إلي9 أشهر بدلا من ستة أشهر, ولا يخطط المجلس العسكري لتمديد الفترة الإنتقالية أكثر من الفترة الحالية لأن القوات المسلحة تريد أن تعود للتركيز علي دورها في حماية البلاد خاصة في ظل الإضطراب الحالي في المنطقة. أن المجلس العسكري يعتبر كل الشباب في ميدان التحرير من الوطنيين والمخلصين ويعبرون عن رغباتهم في العملية السياسية, مشيرا إلي أن الفجوة الحالية تعود إلي تعجل القوي الشبابية في التغيير, بينما يواجه المجلس العسكري تحديات متنوعة علي أصعدة شتي, وحول أحداث ميدان العباسية, قال اللواء العصار إن قوات الشرطة العسكرية لم تتدخل علي الإطلاق بين المتظاهرين وأهالي منطقة العباسية والذين رفضوا أن تتحول منطقتهم إلي ميدان تحرير آخر, وتتعطل مصالحهم مثلما حدث في المحلات الواقعة في الميدان. أن المجلس العسكري لديه آليات واضحة للتعامل للإستجابة للمطالب الحالية للرأي العام المصري, وفي مقدمتها آلية الانتخابات, حيث قام المجلس العسكري بإصدار قانون الانتخابات العامة التي ستجري في نوفمبر المقبل علي الأرجح, وهناك تحديات خاصة باستعادة الأمن وتطمين السائحين واستعادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة, حيث يعمل المجلس بالتعاون مع الحكومة الحالية علي تذليل المصاعب الحالية, وقال اللواء العصار أن الشرطة المصرية قد استعادت90% من قدراتها. أن مصر لن تسمح بالمراقبة الأجنبية للانتخابات المقبلة, ولكنها سوف تسمح للزوار الأجانب بالإطلاع علي العملية الانتخابية وليس المراقبة داخل اللجان. أن عملية كتابة الدستور منوط بها البرلمان المقبل, وهو الذي سوف يختار لجنة كتابة الدستور دون تدخل من القوات المسلحة. وردا علي إستفسارات عديدة حول محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وابنيه, قال اللواء العصار أن المجلس العسكري لا يتدخل إطلاقا في عمل السلطة القضائية والخطوات القانونية المتصلة بتلك المحاكمات مشيرا إلي أن هناك جماعات في مصر تشكو من بطء هذه العملية, بينما هناك أصدقاء في الغرب يتحدثون عن أسباب الإسراع بعقد المحاكمة! وقال اللواء العصار أن القوات المسلحة لم تكن موافقة علي كل قرارات النظام السابق, وكانت ضد محاولات توريث مبارك, وقد أوضحنا موقفنا وإنحزنا للشعب. وأوضح اللواء العصار أن هناك خلافا مع الولاياتالمتحدة حول عمليات تمويل منظمات المجتمع المدني غير المرخص لها رسميا, وقال أن هناك إتفاقيات تحكم تقديم أموال للمنظمات غير الحكومية, حيث من غير المقبول السماح بتقديم أموال تمس السيادة الوطنية.