أكد اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن الجيش المصري ليس امتدادا للنظام السابق ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وابنيه علاء وجمال. وجميع المتورطين مع نظامه أمر يخص القضاء المصري ولا تدخل للمجلس الأعلي للقوات المسلحة في النظام القضائي, مشيرا إلي أن المحاكمات العسكرية تستهدف من يعرضون أمن مصر للخطر خلال هذه المرحلة الانتقالية فقط. وأكد العصار أن الجيش اختار في بيانه في أول فبراير الماضي الوقوف مع الشعب وليس الرئيس السابق, مشيرا إلي أن الجيش كان ملتزما بعدم التدخل سياسيا وكان يعبر عن رأيه من خلال القنوات الرسمية وليس عن طريق التدخل بالقوة. ونوه بأن حرية التعبير والمظاهرات السلمية حق مكفول للشعب المصري وخيار لا رجعة فيه بالنسبة للجيش المصري, مؤكدا أنه ليس هناك من يستطيع أن يفرض رأيه كائنا من كان في الداخل أو الخارج علي الشعب المصري الذي عرف طريق الحرية ولن يتنازل عنه. من ناحية أخري, أكد اللواء العصار أن السلام خيار استراتيجي لمصر ولا رجعة فيه, ولكن يتعين علي إسرائيل أن تضع في اعتبارها ما حدث من تغيرات لدي الشعب الذي يبحث عن تحقيق مصالحه. كما أكد ضرورة الثقة في الجيش المصري كراع للعملية الانتقالية ومساعدته علي القيام بهذه المهمة والانتهاء منها علي أفضل وجه لتجنيب المنطقة الكثير من المشاكل التي يمكن تجنبها, مشيرا إلي أن الجيش المصري يفي بكل ما وعد به في بداية توليه لهذه المرحلة الانتقالية ويستجيب لنبض الشارع ومطالب المواطن الحريص علي مستقبل بلده. جاء ذلك في تصريحات للواء محمد العصار خلال لقاء مفتوح مساء امس بمقر مكتب الدفاع المصري في واشنطن ولقاء في معهد السلام في واشنطن. ويرأس اللواء العصار وفدا عسكريا مصريا للمشاركة في لقاء الورقة البيضاء المصري الأمريكي الذي يعقد مرتين سنويا منذ عشرات السنوات لمراجعة العلاقات المصرية الأمريكية القائمة علي المصالح المشتركة مع مسئولين أمريكيين ومراكز الفكر والأبحاث والدراسات الإستراتيجية وأساتذة الجامعات. ويضم الوفد اللواء طلعت الهواري مدير مركز إدارة الأزمات واللواء أحمد المعتز مسئول العلاقات المصرية الأمريكية بوزارة الدفاع. حضر اللقاءين اللواء محمد الكشكي ملحق الدفاع المصري في واشنطن, وأدار اللقاء الأول ستيفن كووك الزميل الأقدم لدراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية.. كما شارك في اللقاءين عدد من المسئولين الحكوميين الأمريكيين والخبراء والباحثين وممثلي مراكز الدراسات الإستراتيجية. وسيلتقي الوفد مع عدد من المسئولين الأمريكيين بوزارتي الدفاع البنتاجون والخارجية وعدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي. وفي رده علي سؤال بشأن ماذا تريد مصر من الولاياتالمتحدة بالتحديد, قال اللواء العصار إن مصر تريد الدعم السياسي إضافة إلي الدعم الاقتصادي, مشيرا إلي أن مصر تتطلع إلي الإسراع في تقديم الدعم الاقتصادي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر ليكون فوريا وليس علي المدي المتوسط والطويل لتلبية الاحتياجات الحالية التي ترافق المرحلة الانتقالية وبداية التحول الديمقراطي, وهي أكثر مرحلة تحتاج فيها مصر إلي المساعدة. وفيما يتعلق بالمساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة بشكل مباشر للمنظمات غير الحكومية في مصر, قال اللواء محمد العصار إن السفيرة الجديدة للولايات المتحدة لدي مصر آن باترسون قد أبلغته بأن الولاياتالمتحدة قدمت105 ملايين دولار لهذه المنظمات لمساعدتها علي المشاركة في الحياة السياسية في مصر. وأوضح أن هذه المساعدات أدت إلي حالة من الارتباك في الشارع المصري نظرا لأنها لا تخضع للإشراف الحكومي كما أنها توجه لمنظمات غير حكومية وغير مسجلة, وبالتالي فإن طريقة إنفاقها غير معروفة وتمثل خطورة في ظل فقد أسلحة الشرطة وهروب حوالي20 ألف سجين من السجون المصرية في الأحداث التي مرت بها البلاد. وأشار إلي أن الهدف من هذه المساعدات لم يتحقق علي كل المستويات, كما أنها تعمل علي إرباك الشارع المصري.