بناء اقتصاديات الدول وتنمية قدراتها التنافسية يكون بفضل تبني ريادة الأعمال في مجتمعاتها التي ترتكز علي ركائز تبدأ بالتربية والتعليم فالبداية السليمة تكون ببناء فكر الإبداع والابتكار وريادة الأعمال من مراحل التعليم الأولي بان تكون مدرجة في صميم المناهج وحاضرة في تطبيقاتها العملية، ببدء بتشجيع الصغار علي إنشاء المشاريع وممارسة البيع والتجارة منذ صفوفهم الأولي فنجد بيع عصير الليمون في أمريكا تجربة مثالية شائعة لدي الأطفال في فصل الصيف . ولذلك لأهمية المساهمة في الارتقاء بقدرات الشباب المصري ومساعدتهم علي الحصول علي فرص عمل جيدة تتناسب مع مؤهلاتهم ، بدأ برنامج دعم التنافسية المصرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تنفيذ برنامج تدريبي يهدف لتأهيل طلاب المدارس الثانوية الفنية للالتحاق بسوق العمل من خلال التعرف علي احتياجات المصانع ومنظمات الأعمال وجمعيات المستثمرين من العمالة المدربة وربطها بالمناهج التعليمية في المدارس الفنية . وحسنا بدأ هذا البرنامج من خلال تنفيذ دورات تدريبية مكثفة لتأهيل الكوادر العاملة بوحدات التدريب بالمدارس الثانوية الفنية علي تحديد الاحتياجات التدريبية اللازمة لتأهيل كافة عناصر العملية التعليمية بالمدارس الثانوية الفنية من أجل تحقيق هدف تأهيل طلابها بكل ما يتطلبه سوق العمل ، ومعتمدا علي تفعيل دور وحدة التدريب المدرسية بالمدارس الثانوية الفنية باعتبارها إحدى الآليات المهمة القادرة علي توفير التنمية المهنية المستدامة لعناصر العملية التعليمية سواء كانوا مدرسين أو مدراء مدارس أو مجالس الأمناء ، وذلك بالعمل مع مجموعة من المدارس الريادية ويبلغ عددها 11 مدرسة موزعة على 4 محافظات الإسكندرية والشرقية وبورسعيد وبني سويف، وعلى مدار3 أسابيع حيث تم تحديد 15 % من الدرجات للمشارك ويتم منحها طبقا لتحديده الاحتياجات التدريبية لكل مدرسة ، و25% لإعداد عرض للبرنامج التدريبي ، و5% للخطة التدريبية بطريقة صحيحة ، و25% لتطوير الحقائب التدريبية التي تتضمن 4 أدلة ، أولها للبرنامج الذي سيتم تطبيقه ، وللمدرب وللمتدرب ،والأخير لوسائل الإيضاح التدريبية ، و10% للتقييم من قبل زملاء من خارج المدرسة ،و10% للالتزام بقواعد العمل والمشاركة الايجابية ، و10% للاختبار النهائي ، و5% للمستوي الرفيع للعروض التطوعية . ونجد أهم ما يستهدفه هذا البرنامج لدعم التنافسية المصرية هو توفير عمالة مدربة وفقا لاحتياجات سوق العمل مما يساعد على رفع الإنتاجية الصناعية وجذب العديد من الاستثمارات مما يدعم قدرة مصر التنافسية محليا ودوليا في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، وذلك بالاتفاق مع عدد من المستثمرين بالمناطق الصناعية في المحافظات الأربع على المساهمة في تطوير المدارس المشاركة في البرنامج التدريبي ، بالإضافة لتدريب الطلاب في المصانع لتطوير مهاراتهم حتى يتمكنوا من الحصول علي فرصة عمل بسهولة عقب انتهاء دراستهم بالمدارس الفنية ، بالإضافة إلي تأهيل المدرسين بالمدارس الفنية من أجل اكتشاف قدرات طلابهم ، وتحديد الأقسام التعليمية التي يمكنهم النجاح فيها مثل الطول المناسب لطالب النسيج أو الملابس ، و سيتم التدريب للطلاب المتميزين بالمصانع المتخصصة في صناعة الملابس الجاهزة بالمحافظات ، من أجل إلحاق المتميزين منهم بالعمل بها بعد الحصول علي الشهادة .. فهذا حقا طريقا من أجل بناء مصر الحديثة بعد نجاح ثورتها وحتي تعود لمكانتها وسط دول العالم المتقدمة ومنارة يهتدي بها العالم كما كان قديما . المزيد من مقالات محمد مصطفى