مع الفقر الشديد الذي يعيش فيه معظم سكان محافظة أسيوط ارتفعت معدلات الجريمة في غياب التخطيط والمتابعة المجتمعية, وقد وضح أن أهم الأسباب المؤدية للجرائم هي تلك التجارة الرائجة للمخدرات التي اتسع نطاقها مع غياب الأمن عن الشوارع فترة كبيرة أثناء أحداث الثورة. استغل معها التجار تلك الظروف وبدأوا في جلب المخدرات من البلدان المجاورة حيث وصل ببعضهم الحال أن يبيعها جهارا نهارا كما حدث في منطقة غرب المدينة بجوار قسم شرطة أول أسيوط اختفي فجأة من الأسواق مخدر الحشيش بعد أن ارتفع ثمنه 50% عن العام الماضي ليصل سعر القرش من 80 إلي 120 جنيها... بينما شهدت أسواق المخدرات اختفاء نهائيا للبانجو الذي كان المخدر رقم (1) المفضل لدي أبناء اسيوط قبل ان يختفي بعد انهيار امبراطورية عزت حنفي بالنخيلة.. الأهرام تجولت في سوق المخدرات, والبداية كانت من مركز منفلوط حيث يعتبر الحشيش المخدر المفضل لدي متعاطي المخدرات بالمركز كما هو الحال الآن بكافة مراكز أسيوط, حيث تنتشر بالمركز أغلب أنواع الحشيش وهي (الليبي ويتم تهريبه من ليبيا والمغربي ويهرب من المغرب إضافة إلي الإسكندارني والفيومي) ونادرا مايصل أسيوط أنواع اللبناني والأفغاني ويصنف تجار هذه الأنواع إلي صنفين ثلاثات وسبعات ويعتبر الحشيش المغربي المفضل لدي الحشاشين حيث ارتفع سعره هذا العام إلي 120 جنيها ومن المتوقع أن يزيد أيام العيد ليصل إلي 200 جنيه, ويعتبر الحشيش الليبي الأقل إقبالا من قبل البعض لكنه ينتشر بشدة في بعض المراكز مثل منفلوط والفتح وأسعاره كالتالي: 20 جنيه لربع القرش, و30 لنصف القرش, 60 للقرش, و100 جنيه لربع الأوقية, و180 لنصف الأوقية, و300 جنيه للأوقية, 450 لنصف الكيس, و800 للكيس, وهذه الأسعار مضاعفة بالنسبة للحشيش المغربي حيث يصل سعر كيس السبعات المغربي إلي 1800 جنيه. ولم يختلف الوضع كثيرا في مركز منفلوط عن مركزي القوصية وديروط المجاورين له وإن كان النشاط يزيد بعض الشيء في مركز ديروط, كما شهد مركز الفتح اختفاء نهائيا لمخدر البانجو وشبه اختفاء لمخدر الحشيش بعد أن ألقي رجال مباحث شرطة الفتح القبض علي اثنين من التجار وبجوزتهم كميات معدة للاتجار حيث إنه من المتوقع أن يمر العيد علي ابناء المركز نقيا من أدخنة مخدر الحشيش. وعلي عكس مركز الفتح يأتي مركز أبو تيج مسقط رأس عزت حنفي امبراطور النخيلة الذي تقع قريته النخيلة بنفس المركز حيث اختفي نهائيا مخدر الحشيش بينما اقتصرت تجارة المخدرات علي البانجو الذي حل محل الحشيش وأصبح هو المخدر الوحيد بالمركز. كما شن رجال مباحث أبنوب ومباحث المخدرات أكثر من حملة أسفرت عن سقوط كميات كبيرة من الحشيش كانت معدة للاتجار, بينما اختفت أنواع كثيرة من المخدرات بمركزي صدفا والغنايم وارتفعت أسعارها بصورة جنونية خاصة بعد القضاء علي وكر أولاد عطيفي بالغنايم الذي كان يعد الممول الأول للمركزين في هذا النشاط. وفي نفس الوقت لاتزال تجارة المخدرات وعلي رأسها الحشيش والأفيون مزدهرة بمركزي ساحل سليم والبداري وقرية درنكة غرب أسيوط لموقعهما بجوار جبل أسيوط والذي يسهل هروب المجرمين بينما يجعل المهمة صعبة أمام رجال الأمن. ومايثير الدهشة في مجتمع كأسيوط أنه برغم علم الكثير من الجهات بارتفاع أعداد المدمنين إلا أنهم لايلقون الاهتمام المطلوب ولا الرعاية اللازمة فقد خلا المشهد تماما من مراكز لعلاج هؤلاء المدمنين, ولم تتحرك منظمات المجتمع المدني وعلي رأسها الجمعيات الأهلية في اقتحام عالم المدمنين ومحاولة السيطرة والتدخل في الظروف المؤدية إلي ذلك, والعجيب أنه برغم وجود مركز لعلاج المدمنين في جامعة أسيوط إلا أنه وحتي الآن لم تتقدم أي جمعية أهلية أو منظمة بالمحافظة للتعاون مع ذلك المركز. فيوما بعد الآخر تزداد أعدادهم دون أن يحرك المسئولون ساكنا تجاه ذلك الخطر المحدق الذي يداهم أبناء المجتمع ويخلق حالة من الفوضي وتقترف باسمه معظم الجرائم, مما أفقد المحافظة أمنها وسلامها الاجتماعي.