رغم توحد القوى السياسية والوطنية بجميع اتجاهاتها فى جمعة الثورة أولا أمس الأول، إلا أن الاختلافات بدأت تظهر بين هذه التيارات بالاسكندرية مابين داع للعصيان المدنى باغلاق المحاور المرورية والطرق العامة والتصعيد، وبين الداعين الى الاكتفاء بالاعتصام المفتوح حتى تتحقق مطالب الثورة، وقد تباينت أيضا ردود الأفعال حول بيان الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأخير، حيث يرى البعض فيه استجابة لعدد من المطالب، بينما يرى الاخرون انه مجرد وعود ومسكنات، ولأول مرة كثف الداعون الى العصيان المدنى تحركاتهم للمناطق العشوائية والنائية من منطلق ان يعم العصيان جميع مناطق الاسكندرية، وقد بدأة بالفعل ظهر أمس المتظاهرون الفئويون والثوار بقطع طريق شارع فؤاد والكورنيش. وفى هذا الشأن يؤكد أحمد ممدوح الناشط السياسى وعضو منظمة الاشتراكيين الثوريين ومركز النديم أن العصيان المدنى فى الاسكندرية بدأ بالفعل من خلال قطع الثوار طريق الكورنيش فى الجمعة الماضية للتعبير عن رفضهم لرد فعل حكومة الدكتور شرف والمجلس العسكرى لعدم تحقيق مطالب وأهداف الثورة، وأيضا بدأ الاعتصام المفتوح باقامة الخيام بميدان سعد زغلول بمحطة الرمل لأسر الشهداء وبعض الثوار.. مشيرا الى ان المنظمة أصدرت بيانا للاعتصام والاشتراك مع جميع القوى السياسية، وذلك فى حالة عدم تحقيق مطالب أسر الشهداء والثوار، مشيرا الى ان خطاب وبيان د. شرف لم يرض مطالب أسر الشهداء والثوار حتى الآن، وان حديث اللواء منصور العيسوى كان مستفزا لمشاعر المواطنين، وعلى جانب آخر، يقول نائل حسن منسق حركة 6 ابريل بالاسكندرية إن فكرة العصيان المدنى غير مطروحة بالاسكندرية لدى أعضاء الحركة إلا أن من المؤكد أن القوى السياسية تجتمع على الاعتصام والاستمرار فيه الى ان يتم تحقيق المطالب كاملة، وعن بيان الدكتور شرف، أكد أنه لم يضف شيئا، وكان مخيبا للآمال، وأنه أصاب الجميع بالحزن، ويتساءل نائل حسن أين المجلس العسكرى من الأحداث الجارية، ويطالب باطلاق السلطات للدكتور شرف لتفعيل حكومة قوية ليست من فلول النظام السابق والحزب الوطني. فى حين يرفض الدكتور حمدى حسن المتحدث الرسمى لكتلة جماعة الاخوان المسلمين بمجلس الشعب السابق فكرة العصيان المدنى جملة وتفصيلا، لأنه سيؤدى بنا الى ماحدث فى دولتى ليبيا واليمن، وأن العصيان سيكون لصالح اعداء الوطن وفلول النظام السابق خاصة الحزب الوطنى المنحل، موضحا أن بيان رئيس الوزراء يحقق بعض المطالب، ولم يحقق المطالب كلها التى قامت من أجلها الثورة ونطالب أولا بعزل النائب العام وتطهير مؤسسة القضاء من القضاة الفاسدين ووزارة الداخلية والحسم الشديد مع الضباط المتهاونين فى أداء عملهم، ومطلوب استجابة لمطالب الشعب بتغيير المحافظين، وكذلك الوزراء الذين لايزالون ينتمون للنظام السابق، ويؤكد فضيلة الشيخ أحمد المحلاوى امام وخطيب مسجد القائد ابراهيم، أنه يرفض تماما العصيان المدنى فى هذا الوقت لأننا لم نصل الى مرحلة اليأس، فالعصيان يؤدى الى تعطيل المصالح، والبلاد ويجب ان نضع الأمور فى نصابها ولا ننزلق وراء الشعارات الزائفة التى يطلقها أصحاب المصالح ويجب الا نفقد الثقة فى المجلس العسكرى الذى حمى الثورة ومازال يحقق أهدافها خطوة بعد الأخرى ونقدر مسئولياتهم ويجب ان تعرف الناس ويعون ذلك جيدا حتى لا ندخل فى متاهات جديدة لا داعى لها، مشيرا الى ان بيان رئيس الوزراء خطوة ايجابية لاستقرار الأمن بالبلاد، وأن الدكتور شرف يعرف جيدا مسئولياته، وأى خطوة ايجابية يتخذها ندعمها ونقف معه ونتعاون بكل قوة من منطلق أن الفساد لن يتم القضاء عليه فى يوم وليلة وانما يستغرق بعض الوقت، ولكن يجب اجراء محاكمات عاجلة لرموز النظام السابق الفاسد والقصاص لدماء الشهداء