في مقال سابق تكلمنا عن شروط من يتقدم إلي انتخابات الرئاسة قدوة برسول الله وقلنا أن المطلب الأول في الحاكم المسلم هو التواضع والثاني هو العفة المالية والثالث هو سهولة الحاجب, ونستأنف الحديث فنقول: ان المطلب الرابع من رئيس الدولة: 4 هو الصدق: إن الكثير من السياسيين وأيضا من المفكرين يرون أن رجل السياسة والحكم لايلزمه الوضوح والمصارحة لأن الكثير من الأمور تحتاج إلي المواربة واللف والدوران, وأن نشر الحقائق كما هي قد تحدث بلبلة أو إثارة بين الجماهير وعامة الناس!! والاسلام لا يرضي بذلك ولا يقر بالكذب مهما كانت أسبابه وعلله. ومن حق الشعب أن يعرف الحقيقة حتي أبسط رجل في الأمة.. وحتي لو كانت فيها حرج فالله تعالي يقول:( إن الله لا يستحي من الحق) فالصدق ونشر الحقائق مطلب من الحاكم القادم, ففي ذلك احترام للشعب حتي يكون شريكا في الاصلاح والعمل والانتاج. 5 الحراسة الشخصية للحاكم: لها نظام مشروع في الاسلام.. ولكن الملوك والرؤساء في جميع العالم مبالغون في الحرس الملكي والحرس الجمهوري, بحيث تكلف هذه الحراسات مبالغ كبيرة من أموال الشعب ويحرمون الرعية من الخدمات الحيوية لحياتهم اليومية مثل الماء والخبز.. علاوة علي شغل جانب من الجيش الوطني الذي مهمته حماية البلاد في الخارج والداخل بحمايتهم الشخصية وقد, رأينا في ثورتنا الأخيرة أن الحرس الجمهوري لم ينفع الرئيس الراحل ولم يحمه من غضبة الشعب, فالذي يحمي الحاكم هو العدل مع الرعية وليس السلاح, وقد كان عمر بن الخطاب ينام تحت ظل أي شجرة دون حراسة حتي قال عنه الملوك( عدلت فأمنت فنمت ياعمر), وهذا لا يعني أن تلغي الحراسة المعقولة التي تمنع الأشرار, والرسول( صلي الله عليه وسلم) كان إذا رقد أو نام للراحة يسأل أصحابه( من يحرسني اليوم) فالحرص واجب لا مفر منه. 6 والوسطية في الملبس والمأكل: من القدوة الحسنة وليس المقصود بهذا التقشف الكاذب والملبس المهلهل كما يفعل بعض المنافقين والمتطرفين, فالله تعالي يقول:( خذوا زينتكم عند كل مسجد) والمقصود بالزينة الملبس الحسن المناسب والجيد والنظيف, وقد كان الرسول يحرم علي نفسه لبس الذهب.. وكان يحرم علي نفسه الحرير. ولكن ملبسه كان بسيطا ومناسبا وجميلا, فكان يلبس العباءة الشامية في الصلاة وفي الحرب يلبس العمامة والقميص والسروال بما يتناسب مع الفروسية وركوب الخيل!!! وكان صلي الله عليه وسلم) متأنقا في مظهره بغير مبالغة ولا إسراف!!! ويقول( أحسنوا رداءكم وأحسنوا ركابكم حتي تكونوا شامة في الناس). وكان يحب التعطر ويعتني بشعر رأسه ويطلقه علي كتفيه ويذهب إلي أم حرام بنت ملحان لكي ترجل له شعره!!!!. 7 وزوجة الحاكم يجب أن تكون قدوة للنساء الرعية, فالمرأة نصف المجتمع!! وزوجة الحاكم أقدر من الرجال في إصلاح أحوال المرأة وحسن رعاية الأمومة والطفولة والتعليم ومحاربة العادات الضارة. وهي دعامة للتقدم والتطور والاصلاح, ومن يريد عزل امرأته في البيت فلا حاجة لنا به. وكم من امرأة رفعت مكانة زوجها إلي القمة والمجد. وكم من امرأة عابثة مستهترة هبطت بقيمة زوجها إلي حد الثورة عليه وسقوطه من الحكم!!! ويجب علي كل من يتقدم للرئاسة أن تحضر زوجته معه وأن تشارك في الحوار أمام وسائل الاعلام, فهذا حق الشعب أن يعرف كل شيء عن رئيسه القادم وأسرته. وقد كان الرسول( صلي الله عليه وسلم) يطصحب بعض زوجاته معه في كل غزوة ومعركة, ولم تكن وظيفة المرأة فقط في خدمة الجيش والطعام, بل كان لزوجة الرسول رأي ونصيحة!! وفي صلح الحديبية أدلت أم سلمة برأي حل الخلاف بين المسلمين فأعلن الرسول( حبذا رأي أم سلمة فقد نجي الله بها المسلمين من عذاب كبير) وكانت زوجته عائشة تعطي الدروس في الدين للرجال والنساء, ويقول لهم الرسول( خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء).