بدأت في جوبا أمس الاحتفالات الرسمية بإعلان جمهورية جنوب السودان لتصبح الدولة الأحدث في أفريقيا والعالم. ومثل مصر في الاحتفال وفد برئاسة الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء وحضر الاحتفال ثلاثون زعيما أفريقيا فضلا عن مسئولين كبار من مختلف أنحاء العالم احتفالا بإعلان استقلال أحدث بلدان العالم والدولة المستقلة الرابعة والخمسين في القارة الافريقية. وقد اعترفت مصر أمس رسميا بقيام دولة جنوب السودان, وذلك اثر اصدار الرئاسة السودانية في الخرطوم بيانا باعتراف جمهورية السودان رسميا بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وتم رفع علم جمهورية جنوب السودان في ساحة ضريح الدكتور جون جارانج بمدينة جوبا أمس ليحل محل العلم السوداني الذي تم تنكيسه إيذانا بإعلان إستقلال جمهورية جنوب السودان كدولة مستقلة سارعت للإعتراف بها دولة السودان الشمالي عشية إعلان الإستقلال, و اعترفت بها مصر أيضا ولقيت إعترافا دوليا واسعا من أول لحظة لإستقلالها, وذلك بمشاركة أعداد غفيرة من أبناء الجنوب قدرت بقرابة المليونين, ومشاركة واسعة من ممثلين عن دول العالم ومنظماته. كما أدي سيلفاكير ميارديت القسم كرئيس لجمهورية جنوب السودان, ووقع علي الدستور الذي أجازه برلمان الجنوب, وذلك بعد ليلة حافلة لم تنم فيها جوبا عاصمة الجنوب وسكانها الذين انخرطوا حتي الصباح في إحتفاليات متعددة في شوارع العاصمة إبتهاجا بالوصول إلي هذا اليوم الفاصل في تاريخهم. وأكد سلفاكير خلال آدائه القسم بأداء مهامه بصدق وبطريقة ديمقراطية في سبيل تحقيق التنمية والرفاهية لشعب الجنوب, وأنه سيعمل علي تعضيد قيم الديمقراطية والحكم الرشيد والحفاظ علي وحدة وعزة شعب الجنوب, كما أكد السيد جيمس واني إيجا رئيس المجلس التشريعي بجنوب السودان أن المجلس المنتخب من شعب جنوب السودان قد أجاز الإستقلال إستنادا إلي إرادة الشعب الجنوبي الذي إختار هذا الخيار بأغلبية ساحقة بلغت99% في إستفتاء تقرير المصير الذي تم إجراؤه في شهر يناير الماضي من أجل إقامة دولة مستقلة وذات سيادة وإقامة دولة تحترم التنوع وحقوق الإنسان والديمقراطية وتساهم في الإستقرار الإقليمي وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية, وقال: إن البرلمان إستصحب في ذلك النضال البطولي لشعب الجنوب من أجل الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والإنعتاق السياسي والإقتصادي والمعاناة الكبيرة لشعب الجنوب الناتجة عن النزاع بين شمال السودان وجنوبه, وقد قررنا نتجاوز تلك العقبات بروح جديدة من الأمل وبروح التسامح والتصالح, وقال رئيس البرلمان الجنوبي: إن جمهورية جنوب السودان ستكون دولة متعددة الأعراق والثقافات واللغات والعرقيات, وأن هذا التنوع سيتعايش سلميا في مجتمع علماني تحترم فيه مصالح المواطنين وحرياتهم, وقال: إن جمهورية جنوب السودان ستلتزم بتعزيز العلاقات الأخوية والتعاون مع كل الأمم بما فيها جمهورية السودان, مشيرا إلي الروابط الكبيرة معها. من جانبه دعا الرئيس الكيني مواي كيباكي إلي التعاون بين دولتي شمال السودان وجنوبه وإلي التعايش السلمي بين الدولتين, والذي وصفه بأنه أمر مهم للغاية بالنسبة للمنطقة وماوراءها, ووجه التحية لزعيم الحركة الراحل الدكتور جون جارانج ولشعب الجنوب وللرئيسين عمر البشير وسيلفاكير ميارديت, وقال: إن شعب الجنوب له تطلعات كبيرة للحصول علي الخدمات من حكومة الدولة الوليدة, وبالتالي هناك تحديات متمثلة في البناء الوطني, وناشد كيباكي حكومة الشمال دعم الدولة الوليدة حتي توفر الشروط المسبقة للتعايش السلمي, وأكد أن كينيا ستقف إلي جانب دولة جنوب السودان في تعزيز السلم والتنمية والتعاون الإقتصادي. ومن جانبه أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة رغبة المنظمة الدولية في مواصلة ومساعدة دولة الجنوب في مسيرتها التنموية, ولن تألو جهدا في دعم مسيرة السلام لتمضي إلي نهايتها, وقال: إن دولتي شمال السودان وجنوبه لديهما مصالح وأن الأممالمتحدة علي إستعداد لدعمهما في القضايا التي تهم السلام, وناشد المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتحسين الأمن ودعم الحكم الديمقراطي وبناء القدرات وتحدث الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب عن الدور البارز الذي لعبه الرئيس السوداني عمر البشير في تحقيق السلام في السودان, ووصفه بأنه رجل عظيم أشرف علي توقيع إتفاقية السلام وتنفيذ بروتوكولاتها بشجاعة, وقال: إن البشير يملك شجاعة هائلة ورؤية ثاقبة ضمنت وصول إتفاقية السلام إلي نهاياتها, وأثبت البشير أنه من خيرة قادة السودان, ودخل التاريخ من أوسع أبوابه كقائد شجاع وحكيم.