نظمت جمعية «حياة بلا تدخين» ندوة بعنوان «كن انت التغيير الذى تريده» شاركت فيها الداعية د.عبلة الكحلاوى والفنان طارق الدسوقى بنادى الصيد بالدقى فى اطار النشاط الصيفى للجمعية وحرصها الدائم على الوجود بين الشباب والتفاعل معهم بشكل مباشر. وأعلن فريق الجمعية ان الحملة ستستمر داخل النادى على مدى اسبوع لتنتهى يوم 7 يوليو القادم من أجل توعية الأعضاء بأضرار التدخين ووسائل الإقلاع المناسبة لكل منهم وتقديم النصائح لهم من خلال فريق من المتطوعين، وذلك فى اطار مطالب التغيير والاصلاح التى ينادى بها الشعب المصرى ليعلن عن مطالبه الشرعية فى حماية المجتمع من آفة التدخين. بدأت د. عبلة الكحلاوى حديثها عن أهمية الاستشعار بآفات المجتمع ومنها بالطبع آفة التدخين وكل مايعكر صفو الأمة، فبعد قيام الثورة المباركة يجب علينا الآن الوعى بسلوكياتنا وتصرفاتنا وتجنب المخاطر لأن القضية ليست فقط فى التدخين ولكن القضية فى هؤلاء الذين يريدون تغييب العقل المصرى والعربى والإسلامى وعملية الاختراق التى تحدث لنا الآن. وحذرت الشباب الواعد من الجرى وراء الشائعات المغرضة والتطاول والاجتراء الزائد الذى يخرج أحيانا على الآداب العامة ومكارم الأخلاق وطالبتهم بالعودة إلى صحيح الدين والتمسك بالفضيلة والأخلاق مستشهدة بالحديث الشريف «إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق». ثم تطرقت للحديث عن المرحلة الانتقالية التى تعيشها البلاد وان الوقت الحالى يرصد مشاهد غريبة على مجتمعنا، فتحولت المرحلة الانتقالية إلى مرحلة انتقامية، فبعد ان بدأنا فى التحرر بدأنا ندمر ماوصلنا إليه نتيجة الاجتراء الذى أصبح من اكبر آفات الوقت الحالى حيث اصبح هناك انفلات واضح على جميع الأصعدة وعدم احترام القيادات التى تحاول بشتى الطرق تسيير أعمال البلاد، وأوضحت أننا جميعا ضد النظام البوليسى السابق ولكن ليس من العقل خرق النظام العام وتواصل الاعتصامات الفئوية وقطع الطرق والاشتباكات المتواصلة مع قوات الجيش والشرطة من دون ان ندع فرصة للنهوض. وقالت د. عبلة إننى أشجب وبشدة ماحدث فى ميدان التحرير الأيام السابقة فهذه ليست سوى بلطجة وليس هناك معنى لما حدث ولمصلحة من يظل الوضع الحالى على ماهو عليه بل يزداد سوءا يوما بعد يوم، ونددت بكل التيارات التى تحاول فرض سطوتها وكلمتها بالقوة واختلاق المشاكل وإثارة المشاعر مستغلة حالة النشوة بالثورة العظيمة موضحة أن الله سبحانه وتعالى بارك الثورة وكرمها فكان الجيش المصرى فى جانب الشعب، وبرغم مساوىء النظام البوليسى السابق هناك محاولات ومساع جادة لتغيير نظام الشرطة فيجب علينا جميعا تدعيم حكومة تسيير الأعمال لانها فى ورطة كبيرة والوقت الحالى يحتاج إلى تضافر جميع الجهود. مؤكدة أنه يجب ان نتحلى بالصبر والشجاعة، وحملت وسائل الإعلام المسئولية لتهويلها الاحداث الصغيرة والعكس صحيح وأن الاعلام لابد ان يتسم بالمصداقية فى التعامل مع الاحداث. وحول قضية الفتنة الطائفية اوضحت د. عبلة ان الإسلام دين بناء واحترام لجميع الأديان السماوية، بل ان إيمان المؤمن لايكون صحيحا إلا إذا آمن بجميع الأنبياء السابقين، وآمن بما انزل الله تعالى عليهم من الكتب السماوية الصحيحة، قال تعالي: «قولوا أمنا بالله وماانزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتى موسى وعيسى وما أوتى النبيون من ربهم لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون»، [سورة البقرة الآية 136] ان تعايش مسلمى مصر واقباطها منذ قديم الاذل لأننا شعب واحد من اصول واحدة ولم تدخل بيننا تلك الفتن إلا مع وجود الكيان الصهيونى الذى يسعى بكل قوة إلى التغلغل وزرع الفتن بين فئات الشعب موضحة ان اصحاب تلك الاصابع الخبيثة لايهدأون ولايكلون من محاولاتهم مستخدمين كل الطرق غير المشروعة لإحداث الوقيعة حتى نكون امة مهلهلة كما قالها صريحة رئيس الموساد السابق فى جميع وسائل الاعلام. وفى نهاية الندوة دار حوار مفتوح مع د. عبلة الكحلاوى وقامت بالرد على اسئلة الحضور واستفساراتهم التى جاء فيها سؤال عن دور الاسر فى تربية أولادهم فأجابت: يجب العودة إلى تعاليم الدين الصحيح لتربية الأطفال تربية سليمة واكسابهم القيم والعادات والتقاليد وزرع حب الوطن وأعربت عن شكرها لجميع امهات مصر لانهن على حد قولها:«عرفوا يربوا» فهؤلاء شباب التحرير الذين قاموا بالثورة المجيدة التى سيخلدها التاريخ وهم الشباب الذين طالبوا بحقهم وحقنا فى حياة كريمة خالية من اى استبداد أو دكتاتورية، هؤلاء الشباب الذين أصبحوا حديث العالم بثورتهم البيضاء يستحقون دائما وابدا الاشادة بهم وبمن قاموا بتربيتهم. وردا على سؤال عن تحديد هوية ومرجعية مصر فى المرحلة القادمة قالت إن الهوية دائما وأبدا لا تتغير، فالهوية مصرية ولنا جميعا كل الفخر بأننا مصريون أما المرجعية فالإسلام هو مرجعيتنا دين العدالة والمساواة بين الجميع، وهناك العديد من الشخصيات المسيحية التى أسهمت فى فكرة الانتماء عبر التاريخ ولعل أشهر نموذج مصرى هو السياسى البارز مكرم عبيد الذى كان دائما يؤكد الانتماء العربى لمصر وهو صاحب عبارة «أنا مسيحى دينا.. مسلم ثقافة». وفى ردها على أحد الاسئلة عن المواصفات التى تتمنى ان تراها الدكتورة عبلة الكحلاوى فى الرئيس القادم للبلاد أجابت بأنها تتمناه مؤمنا يقيم العدل يتقى الله فينا ولديه طموحات وخطط لاستيعاب كل المشكلات والملفات التى سيواجهها مثل مشكلة العشوائيات، حيث يوجد فى مصر 1150 منطقة عشوائية ونسبة البطالة المرتفعة ففى الصعيد وحدها تخطت نسبة 36% فى حين أنها فى وجه بحرى 13% ونسبة الفقر وصلت لأعلى المستويات. وأخيرا قامت جمعية حياة بلا تدخين بتكريم الدكتورة عبلة الكحلاوى والأستاذة عزة الزيات مقرر لجنة البيئة والأستاذ رامى جورج المشرف الإدارى على لجنة البيئة ورئيس الموقع الالكترونى للنادى لمساهمتهم الفعالة ومجهوداتهم فى حملة حياة بلا تدخين.