المسجد الأقصي هو أولي القبلتين وثالث الحرمين وواحد من المساجد التي تشد إليها الرحال, وعندما صلي النبي صلي الله عليه وسلم فيه بالأنبياء إماما, فإنه بذلك أصبح ميراثا لهذه الأمة. هذا ما قاله الدكتور عماد الشربيني مدرس الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر ويضيف: أن هناك ربطا بين المسجد الأقصي والمسجد الحرام عندما قال الله تعالي:( سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي..) وبالتالي فالتفريط في المسجد الأقصي جريمة كبري تعادل التفريط في المسجد الحرام, وأيضا التفريط في أرض المسجد الأقصي جريمة تعادل التفريط في أرض المسجد الحرام, ولقد اشترك المسجدان في الحرمة وإن تفاوتا في الدرجة وفيه ميزة أخري فهو منتهي الإسراء وبداية المعراج, ولذلك نجد الله سبحانه وتعالي يلفت انتباهنا إلي حرمة وقداسة الأقصي عندما يغري عباده بقوله سبحانه لهم( باركنا حوله..). وإذا كان ما حول المسجد الأقصي مباركا فما بالنا بالمسجد نفسه, فهو لا شك أكثر بركة. ويشير د. عماد الشربيني إلي أن ما حول الأقصي المقصود به بلاد الشام كلها وبما فيها أرض سيناء, حيث جبل الطور والذي كلم الله موسي عليه تكليما وقد صح في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم وهو في طريقه في الإسراء قال له جبريل: انزل فصل, يقول النبي صلي الله عليه وسلم: فصليت فقال لي أتدري أين صليت, صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسي عليه السلام, ومن هنا فبركة الشام ستظل حتي قيام الساعة وهي بركة دنيوية زروع ومعادن ومواقع استراتيجية وبركة معنوية وروحية فهي مهبط الوحي والرسالات ودفن فيها كثير من الأنبياء.