من التجارب الناجحة القليلة والتي يجب دراستها بشكل دقيق وعناية فائقة التجربة الماليزية. مهاتير محمد هو محقق نهضة ماليزيا, تولي رئاسة مجلس الوزراء عام1891 حيث وصلت في عهده إلي ذروة مجدها, اعتمد مهاتير في فكره للتقدم علي ركائز اساسية وظل مفهوم التنمية مرادفا لمعني النمو, واهتمت ماليزيا بتحقيق التنمية الشاملة من جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ علي التوازن بين الأهداف الكمية والأهداف النوعية. تبني مهاتير المنهج التنموي ودفع بالماليزيين نحو النهضة التنموية من خلال توفير مستويات عالية من التعليم والتكنولوجيا, كما دفع بهم لتعلم اللغة الانجليزية وقام بإرسال البعثات التعليمية للخارج وتواصل مع الجامعات الاجنبية, كما عمل علي تجهيز المواطن الماليزي وتسليحه بجميع الوسائل العلمية والتكنولوجية ليستطيع الانفتاح والتواصل مع العالم الخارجي والتعرف علي الثقافات المختلفة, ثم دفع بهم بعد ذلك إلي سوق العمل من أجل زيادة الانتاج وخفض مستوي البطالة, واستطاع ان يحول ماليزيا من دولة زراعية يعتمد اقتصادها علي تصدير السلع الزراعية والمواد الأولية الي دولة صناعية كبري ومتقدمة وزاد نصيب الفرد زيادة ملحوظة فأصبحت واحدة من أنجح الدول الصناعية في جنوب آسيا بالإضافة إلي تدفق كبري الشركات العالمية للاستثمار علي أراضيها, الأمر الذي ساعد علي مزيد من النمو الاقتصادي. قرر مهاتير الانسحاب من السلطة وهو في قمة مجده بعد ان استطاع نقل البلاد إلي مرحلة جديدة ومتقدمة فقد قرر اعتزال السلطة والحياة السياسية بعد22 عاما من العمل المتفاني في خدمة بلده وبإرادته وهو في قمة نجاحه. لقد رفع مهاتير شعار الارادة الشعبية قائلا: أيها الماليزي.. ارفع رأسك ناظرا للمستقبل واعتقد ان رجلا مثل مهاتير هو أفضل مثال لنا نحن المصريين حتي نستطيع الاستفادة من هذه التجربة كي ننهض من كبوة التخلف والتبعية. هل يمكننا الآن نحن المصريين ان نقول ايها المصري ارفع رأسك فوق ناظرا للمستقبل.