محمد نبيل انتهت الجولة ال25 للدوري وتبدلت معها مراكز القوة في القمة وتم فض الأشتباك بفضل تعادل الزمالك مع طلائع الجيش وفوز الأهلي علي إنبي, وحملت تلك الجولة العديد من المتغيرات لكنها لم تحسم بعد وجهة درع الدوري وهل ستبقي في الجزيرة أم يتجه إلي ميت عقبة بعد غياب لعدة سنوات كثيرة. أهم تلك المتغيرات هي صعود الأهلي إلي القمة لأول مرة منذ أنطلاق المسابقة وتقريبا بعد عشرة اشهر كاملة انفرد خلالها الزمالك بالقمة, نجح خلالها من الاستفادة بكل سقطات وهفوات الأهلي الذي أهدر العديد من نقاطه خلال المشوار الطويل, وأخيرا أستفاد الأهلي من تعثر غريمه الزمالك الذي فيما يبدو رفض أن يستمر علي القمة أكثر من ذلك, فاول أسباب اعتلاء الأهلي القمة هو تراخي وتراجع الزمالك بعد أن فشل لاعبوه في الحفاظ علي سجل الأنتصارات وسقط أمام طلائع الجيش بغرابة وهو يدرك أن أي تعثر معناه خطوة للخلف والتخلي عن حلم أستعادة لقب الدوري, ومع ذلك فقد تهاون اللاعبون وفشل الجهاز الفني في مجاراة أفكار فاروق جعفر المدير الفني للجيش الدفاعية. خسر الزمالك لأنه بمنتهي البساطة لم يقدر منافسه وأعتمد فقط علي مهارة شيكابالا الذي لم يستطع وحده مواجهة فريق بأكمله وكان اللاعب في تلك المباراة تحديدا غير موفق ولعب بأنانية ولم يتعاون مع لاعبيه حتي أن اول هجمة لشيكابالا حملت رائحة التعاون كانت في الدقيقة77, فحرم فريقه من فوز كان قريب لكنه ابتعد بفضل أنانيته ولعبه بشكل منفرد كما لو كان أبو كونيه أو محمد أبراهيم لاعبين في الطلائع وليس الزمالك فرفض التعاون معهم, إضافة إلي بقاء حسام حسن علي خط المرمي يلوح ويثور بعصبية علي أداء وأخطاء لاعبيه دون أن يقدم لهم النصيحة أو البدائل التكتيكية فظل يشاهد اللقاء كما كنا نشاهده بالضبط ولم يتدخل فنيا وعجز عن قرأة المباراة أو إيجاد حلول لأختراق دفاع الطلائع الأكثر من رائع. هذه الأسباب كانت كفيلة بألحاق الزمالك تعادل مر فغاب الأداء الجماعي ولم تظر بصمات فنية وتواجد فقط الحماس الذي لا يغني عن الإصرار للوصول إلي الأنتصارات, ورغم أن لقب الدوري مازال متاح للجميع إلا أن الفريق يجب أن يتوقف مع النفس للحظات لأكتشاف الأخطاء وعدم الأكتفاء بألقائها في وجه التحكيم كما جرت العادة من الجهاز الفني للزمالك, مما يتسبب في عدم كشف الأخطاء لتتواصل مباراة بعد أخري. في الأهلي الوضع مختلف, فلم يكن الفريق حتي وقت قريب يقدم أي لمحات فنية ثم تغير الأداء وتحسنت النتائج فتقدم خطوة خطوة نحو المقدمة إلي أن أعتلي القمة منفردا بفضل عدة عوامل أهمها رغبة لاعبيه وإصرارهم علي المنافسة حتي الرمق الأخير من المسابقة, ثانيا الدور الذي لعبه الجهاز الفني في تغير أداء أغلبهم للأحسن وأستنفار القوة الداخلية لللاعبين وهذا من أهم أدوار الأجهزة الفنية وليس فقط العمل الفني والتكتيكي, وربما هذا ما قدمه حسام حسن مع الزمالك العامل النفسي وأعاده جوزيه للاهلي. الأهلي أستفاد من تعادل الزمالك وقاتل أمام إنبي رغم أدائه السيء في الشوط الأول لكن جرئة جوزيه تجعله يبقي المدرب الأفضل فلم يخجل من سحب بركات ومعوض والدفع بشكري ودومنيك والأخير نجح في قلب المباراة رغم قوة المستبدلين, فلم يقف جوزيه أمام الأسماء ولم يخجل من أستبدالهم بعناصر أكثر جاهزية ولياقة, وهذا هو الفارق بين مدرب يقرأ المباراة ويعدل من فريقه وآخر يفضل المشاهدة, وخرج الأهلي بعدة فوائد أخري أهمها عودة عماد متعب والأطمئنان علي دومنيك وشكري, ومازال أمام الأهلي جولتين في منتهي الصعوبة الإسماعيلي ثم الزمالك ولو نجح في تخطيهما فسنبارك للأهلي اللقب. كالعادة تراجع من جديد الإسماعيلي ورفض التقدم للدخول في بؤرة المنافسة ليصبح أحد أهم أهدافه هو الفوز علي الأهلي فقط غدا, وهذا لا يتماشي مع فريق بحجم الإسماعيلي أن يكون أكبر طموحه هو الفوز علي الأهلي أو الزمالك, ويجب أن يعيد اللاعبون حساباتهم مرة أخري للحصول علي لقب بطل أم سيبقون حتي الإعتزال وفاكهة الكرة المصرية؟! فقط أي من يقدم كرة مهارية دون ألقاب! وهي عادة تعود عليها جمهور الفريق ومازال يعاني منها ولم يجد هذا الجمهور سوي التعبير عن غضبه بألقاء الزجاجات وتكسير المدرجات مرة في استاد جهاز الرياضة والأخري علي ملعبه, وهذا ليس دفاعا عن جمهور غاضب ولكن ماذا يفعل أمام فريق يتلذذ بعذاب جماهيره!