مع التطور الهائل الذي تشهده تكنولوجيا الاتصالات حاليا, شهدت شبكة الإنترنت بث عدد كبير من الإذاعات, فهل يمكن أن تصبح هذه الإذاعات منافسا قويا للإذاعات التقليدية أو تلغي وجودها يوما ما, خاصة مع عدم وجود رقابة عليها مما يتيح لها مساحة أكبر من الحرية. يقول سامح عبدالله المشرف علي راديو الأهرام علي النت: أن إذاعات الإنترنت مختلفة عن التقليدية وأنها لايمكن أن تكون بديل لها, فهناك تباين في نوعية الجمهور فغالبية مستمعي إذاعة النت هم الموظفون الذين يمارسون عملهم بشكل دائم علي أجهزة الكمبيوتر خلال العمل الرسمية, كما أن الإستماع لإذاعات النت مقيدة بأجهزة كمبيوتر ووصلة نت. وبالتالي فلايوجد تنافس بينهما. ويقول محمد صلاح جمالي وهو مذيع ومعد برامج في إذاعة راديو حريتنا علي الإنترنت أن إذاعات الانترنت معظمها بجهود شباب يعبرون عن مواهبهم وهواياتهم وهي نجد قبولا كبيرا من الشباب لكن مشكلتها أن معظمها مبادرات فردية تفتقد إلي التمويل والخبرات ولايوجد أي قوانين أو لوائح تنظم عملها ويكفي الحصول علي موافقة أمن الدولة لذلك أتمني إنشاء قطاع للإعلام الاليكتروني في اتحاد الإذاعة والتليفزيون حتي يمكن الارتقاء بمستواها. أحمد سالم رئيس راديو الخير إف.إم علي الإنترنت يقول بدأنا التجربة رغبة في توضيح كيفية تطبيق الدين في التعاملات اليومية في المجتمع بأسلوب مبسط يجذب الشباب, وهي تلقي إقبالا شديدا منهم ويمكنها بالفعل أن تصبح منافسا قويا للإذاعات التقليدية خلال السنوات القليلة المقبلة. يقول د.حسن عماد عميد كلية الاعلام جامعة القاهرة بالإنابة: أن إذاعات الإنترنت بدأت في الانتشار بشكل كبير منذ عام1995 ويصل عددها لعشرات الآلاف علي مستوي العالم وهي توفر صوتا نقيا وجيدا في الأماكن المغلقة والأماكن التي لايصل إليها الإرسال الإذاعي التقليدي وتتيح للمستمع أن يتفاعل معها بطريقة فورية, كما أنها بعيدة عن الرقابة الحكومية مما يجعل سقف الحرية المتاح لها أعلي بكثير وتكلفة إنشائها تعتبر زهيدة وجمهورها الأساسي من الشباب من سن18 35 سنة, وخوفا من هذه المناقسة فغالبية الإذاعات التي تبث أرضيا تقدم خدمة الإذاعة عبر الانترنت من خلال نسخة أخري مماثلة من برامجها حتي لانفقد مستمعيها من الشباب. ويري د.عدلي رضا رئيس قسم الاذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنه لايمكن الجزم بأن إذاعات الإنترنت أصبحت بديلا للإذاعات التقليدية الرسمية لأنها لاتحتوي علي التنوع البرامجي الموجود في الإذاعات العادية ولا تشبع احتياجات المستمع في جميع المجالات, كما أن مستخدمي هذه الاذاعات والمتواصلين معها لايقارن أبدا بالمتواصلين مع الإذاعات العادية وإذاعات الانترنت ليس لها ثقل إعلامي إنما هي اجتهادات من مجموعة من الأفراد ولهم مصالح في نشاط معين. أما الاعلامي إسماعيل الشيشتاوي رئيس الإذاعة المصرية فيقول: إن إذاعات الإنترنت لها جمهورها من الشباب لكنها لايمكن أن تكون منافسا للإذاعات العادية نظرا للمقومات والخصائص التي تتمتع بها الإذاعة من القدرة علي إثارة الخيال والسرعة وقلة التكلفة وسرعة الانتشار والتوجه لكل فئات ونوعيات المستمعين بالإضافة للمضامين والاشكال الجذابة التي تقدمها لمستمعيها