هنا القاهرة.. قالها بصوته المذيع الراحل أحمد سالم ليعلن بدء أول إرسال إذاعي مصري حكومي ... وكان هذا في31 مايو عام 1934.بعدها صارت منبرا للتنوير والتثقيف لجميع أطياف الشعب الذي كان معظمه أميا يجهل القراءة والكتابة, وظلت فترة متربعة علي عرش المعرفة إلي أن جاء التليفزيون ثم تبعته العديد من الوسائل الإعلامية التي فاقت كل حد وتصور.. ومع هذا ظل الراديو مع عشاقه يستلهمون منه المعرفة والثقافة ولكن بشكل متباين وها هي في عيدها السابع والسبعين تستطلع بعض الآراء حول دورها ومستقبلها.. يقول الإعلامي فهمي عمر.. بعد خمسة وعشرين يناير أرجو أن تذهب الإذاعة إلي آفاق أعلي من الرقي وأعتقد أنها ستعيد الجزء الأكبر من توهجها وبريقها وتقديمها لبرامج تعكس نبض الجماهير كما كانت تفعل في السابق. وأضاف عمر: الإذاعة جهاز إعلامي شامخ سيظل عاليا مرتفعا ولن تستطيع أي وسيلة إعلامية أخري أن تسحب البساط من تحت أقدامها وفي عيدها السابع والسبعين أتمني أن تستعيد بريقها وأزدهارها ولكي يحصل هذا لابد وأن تتوافر لها الإمكانات والميزانيات اللازمة. وتساءل عمر: أين البرامج التي كانت تقدم في الماضي وجذبت المستمعين مثل ساعة لقلبك وجرب حظك وأوائل الطلبة؟ ورفض محمد شرف رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية مقولة أن السموات المفتوحة قللت من شأن الإذاعة مؤكدا أنها دفعتها للتنافس لإثبات وجودها مؤكدا أنه لا أحد ينكر الدور التنويري التي تقوم به الإذاعة واهتمامها بالمستمع وطموحاته ومشاكله. وقد حدث تطور بها بعد الخامس والعشرين من يناير حيث بدأ الاهتمام الأكبر بالمستمع ومشاكله وتلبية احتياجات المواطن وإظهار الرأي والرأي الأخر بحيادية وعرض كل القضايا المجتمعية بشكل مفتوح. وأضاف: عن نفسي أطالب خلال الفترة القادمة بالمزيد من التفاعل مع المستمع من خلال زيادة فترة البث المباشر لتفاعلها الحي مع المستمع والمسئول, ليقول مقترحاته في حل المشكلات حلا فوريا ومباشرا, أمت القضايا المجتمعية العامة علي مستوي مصر فنعيشها من خلال فترة البث الموحد مؤكدا ضرورة التفاعل مع المستمع حتي لا يبتعد عن مؤشر الراديو.ويري أحمد سميح, مدير إذاعة حريتنا, أن الإذاعة في مصر تتجه ناحية التكنولوجي والستالايت ومتجهة أيضا ناحية المحتوي, ولابد وأن تساير الظروف الحالية في مصر. وأكد سميح أننا نحتاج لشكل قانوني واضح للحصول علي تراخيص إذاعات ال إف أم سواء علي مستوي القاهرة أو الأقاليم مشيرا إلي أن الأرجنتين بها15 ألف إذاعة إف ام. ورفض فكرة السيطرة علي البث ووصفها بغير اللائقة بعد ثورة25 يناير مضيفا مع استخدام النظام الديجتال في البث سيكون لدينا مساحات خالية عديدة تسمح ببث90 إذاعة في القاهرة غير الأقاليم. ويري حاتم منير مدير محطة راديو مصر أن المستقبل يتجه ناحية الإذاعة الديجتال ميديا متوقعا أنها ستتفوق علي الإذاعات الأرضية. مدللا علي ذلك بالقنوات الفضائية التي تبث برامجها من خلال النت. وأضاف منير: من خلال هذه الإذاعة خلقنا صحوة إعلامية وقربنا المستمع من الإنترنت لسماع الإذاعات الخاصة التي تهتم به وتقدم له كل جديد خاصة وأن مساحات المحطات الأرضية ضيقة ولا تخترق حدود الإقليم الذي تبث له.. بينما تسمع إذاعة النت في جميع أنحاء العالم. وطالب منير بضرورة تسهيل استخراج ترخيص المحطات الإذاعية كما هو الحال مع القنوات الفضائية مضيفا أن العالم كله يعمل وفق هذا المنظور ولابد من التطور مع العصر. فيما قال الدكتور سامي الباجوري المذيع بإذاعة القاهرة الكبري إن ظهور التليفزيون وانتشار الفضائيات أصاب الإذاعة بحالة من الركود سرعان مازال بسبب كثرة هذه الفضائيات وبرامجها المتشابهة.. فحدثت حالة من الردة مرة أخري للإذاعة وهنا علينا أن نستفيد منها لتعود لسابق عهدها.. وأضاف الباجوري منتقدا المحطات الإذاعية التي تقلد بعضها البعض حتي أصبح التعرف علي كل إذاعة أمرا غاية في الصعوبة مطالبا كل إذاعة بالالتزام بدورها المنوط بها لأنه للأسف صارت الإذاعات تشبه بعضها البعض وتداخلت الأدوار وصرنا لا نعرف صوت العرب الذي من المفترض أنها منوطة بمشاكل الأخوة العرب والانتماء الوطني عن البرنامج العام. لابد من تخصيص دور لكل إذاعة علي حدة