أمنحتب الثالث!! لا أدري ما سوف يقوله عنا أمنحتب الثالث, والد إخناتون وجد توت عنخ آمون, بعد أن تم اكتشاف تمثال له في البر الغربي للأقصر. الفرعون سوف تكون له أفكاره عن البلاد التي قادها, منذ أكثر من ثلاث ألفيات ونصف ألفية تقريبا حيث سيجد فيها ما يلفت نظره بعد أن صارت العجلات سيارات, وطاقة الشادوف آلات تثير الدهشة, ومشابهة الطيور خلقت طائرات تخترق عنان السماء. ولكن ما سيهم عقل الفرعون حقا سوف يكون أحوال المصريين, وبالتأكيد سوف يهتم بالثورة, وعلي الأغلب سوف يصب لعناته علي الرئيس السابق حسني مبارك لأنه كان بالفعل آخر الفراعنة. وربما ثقل علي عقل الرجل وهو الذي حضر لتوه من جوف التاريخ فهم تعقيدات الثورة ومفرداتها, وسوف تكون ثقيلة عليه حالة الاتساع للجماعات الثورية التي أصبحت ائتلافات ومجالس تنسيقية كثيرة تجتمع دوما من أجل الحوار الوطني فتخرج منه وقد تفرقت, وهذه المرة لا تكون الفرقة إلي أحزاب أو جماعات, وإنما إلي أجنحةس. هو فهم الحالة الاقتصادية للبلاد; فالأقوال الأولي للثورة كانت أن النظام السابق قد ترك الشعب جائعا عاريا وفي أزمة اقتصادية مستحكمة نتيجة الفساد والطغيان معا. وبعد أن راحت المؤسسات الدولية واحدة بعد الأخري تعلن تراجع المكانة المصرية في الاقتراض والائتمان والتأمين وتأخذها إلي الوراء بين الدول المتعثرة صرخ القوم في مصر بأن البلاد علي شفا كارثة كبري بعد أن نزلت الاحتياطيات النقدية ثمانية مليارات مرة واحدة. في هذه اللحظة تحديدا جاء التحذير من التخويف بالانهيار الاقتصادي لأن البنيان الاقتصادي والحمد لله سليم, وهناك من المخزون ما يكفي وزيادة; بل إن هناك من الاحتياطيات النقدية رغم السحب ما يكفي تغطية ستة شهور من الواردات. الأحوال هكذا, كما كان يقال دائما, آمنة حتي لو كان العجز في الموازنة العامة قد قارب أحد عشر في المائة ربما سوف تزيد إذا لم تعتدل وتستقر الحال. أمنحتب الثالث سوف يجد معضلة في حل اللغز حول أحوال شعبه العظيم; وعما إذا كان يعيش كارثة اقتصادية أو ربما كانت الحقيقة هي أن الأحوال فعلا علي ما يرام؟!. المزيد من أعمدة د.عبد المنعم سعيد