وصف الدكتور خالد فهمي رئيس قسم التاريخ بالجامعة الأمريكية صدور الطبعة العربية لكتاب تيموثي ميتشل أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة كولومبيا الأمريكية تحت عنوان حكم الخبراء مصر.. التكنو سياسة.. الحداثة بأنه أهم حدث ثقافي في هذه الآونة, وقال إن هذا الكتاب مع كتاب استعمار مصر للمؤلف نفسه لهما من التأثير الإيجابي علي سمعة مصر في الخارج ما يشبه ثورة25 يناير إعلاميا وسياسيا, حيث جعل الكتابان الناس يقبلون علي دراسة الحياة المصرية تاريخا وواقعا ومجتمعا. جاء ذلك في تقديمه ندوة المركز القومي للترجمة لمناقشة الكتاب, التي شارك فيها الدكتور مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, ومترجما الكتاب: بشير السباعي ود. شريف يونس. وقال فهمي إن المؤلف يشير من خلال كتابه إلي غياب مصطلح إنتاج المعرفة من ساحات كثيرة بما فيها الجامعية, وهشاشة الحدود بين فروع العلوم الاجتماعية, فضلا عن تشابكها مع العالم الخارجي الذي تدرسه. وفي تناوله للكتاب أشار الدكتور مصطفي السيد إلي ما طرحه المؤلف حول تباين المعاني والدلالات المرتبطة بالمفاهيم وعدم قابلية التجارب الإنسانية للتعميم, وأوضح أن ردود أفعال الأحداث الاجتماعية تختلف من فرد لآخر. وقال إن الكتاب يتجاوز نقد مدرسة ما بعد الحداثة ويثبت خطأ بعض المفاهيم التي تولدت لدينا نتيجة تأثرنا بمدرسة الحداثة كمفاهيم العقلانية والاستنارة والمعرفة. وطرح بشير السباعي مقرر لجنة الترجمة بالمجلس الأعلي للثقافة ما واجهه الكتاب من صعوبات حتي خرج إلي النور بعد ثورة يناير, وقال إن الكتاب يناقش إشكاليات أساسية مثل رؤية النظام لواقع المجتمع وأسلوب التنمية, موضحا أن المشكلة الحقيقية التي يعالجها الكتاب هي مشكلة تزييف الوعي في إطار عملية القهر والاضطهاد وغياب العدالة في توزيع الثروة والسلطة. وتناول د. شريف يونس مدرس التاريخ الحديث بجامعة حلوان العلاقة الجدلية بين الواقعي والمثالي وبين الطبيعة والأفعال الإنسانية التي تطوعها وفقا لأغراضها, وهي الفكرة الأساسية للكتاب, وقال إن ميتشل يحاول التوفيق بين إنتاج الواقع وإنتاج معرفة الواقع, فضلا عن العلاقة بين ما هو إنساني وما هو طبيعي, مشيرا إلي أن المؤلف يطرح علي باحثي العلوم الاجتماعية أهمية إعادة النظر في مسلماتهم التي هي عبارة عن فعل واقع, وليست مجرد استقراء أو انعكاس لهذا الواقع في الذهن.