بركاتك أيها النظام البائد!! هذا إرثك وثمار الشجرة الملعونة التي زرعتها وتعهدتها بالرعاية طوال فترة حكمك!! إن الجريمة التي روعت مصر في إمبابة بعدما حدث في أطفيح, والاعتداءات علي أقسام الشرطة والمحاكم لتهريب المساجين, وتكرار حوادث سرقة المواطنين بالإكراه تحت تهديد السلاح, وما وقع في قنا من اجتراء غير مسبوق علي هيبة الدولة.. كل تلك الأحداث الإجرامية ترجع بقوة إلي أحد احتمالين أو كليهما معا, فإما أن هناك أيادي خفية من خارج البلاد تتربص بأمن واستقرار هذا البلد بعد تسونامي يناير الذي أسقط النظام السابق وأطاح بأحد أهم حلفاء الولاياتالمتحدة وإسرائيل في المنطقة, والذي وصفوه بالكنز الإستراتيجي لدولتهم خاصة بعدما ظهر من قرائن تؤيد هذا الاحتمال من إحباط جهاز الأمن الوطني محاولتين لتسلل إرهابيين وتهريب أسلحة للبلاد من خلال مطاري القاهرة والغردقة وإما أيادي داخلية حيث لن يتوقف الخونة من بقايا النظام السابق بعد سقوط دولتهم الباغية عن التنفيس عن حقدهم الدفين ضد دولة الحرية بعد سطوع شمس الأمل لعصر جديد نقي. ثم يأتي سبب يضاف إلي الاحتمالين السابقين يفسر هذه الروح العدوانية التي تهدد حاضر هذا البلد ومستقبله, والذي يتمثل في حصاد ما زرعه مبارك في تربة الوطن خلال ثلاثين عاما من بذور الجهل والتعصب والاحتقان الطائفي والمذهبي والطبقي, وتسطيح الوعي وإغراق الناس في سفاسف الأمور وقضايا الدين الشكلية ليتفرق المصريون وتتبدد قواهم فيما لايعود علي وطنهم بالنفع, ويتباغضون لأسباب تافهة لكي يظل وأسرته وحاشيته يستأثرون بالحكم ويطلقون أياديهم في ثروات مصر دون حسيب أو رقيب في وطن غيب شعبه, وسفهت أحلامه( باستثناء النخبة المثقفة التي استعصت علي منهج التخريب), فأثمرت نباتات تلك البذور الخبيثة ثمار السوء والتخلف ممثلة في تيارات دينية متشددة من الجانبين يغلب عليها الجهل والتعصب والحمق, فما الحل إذن في مواجهة هذا الخطر المحدق بنا جميعا؟!. أولا: لابد من حملة توعية كبيرة سياسية ودينية تستند إلي الواقع وحقائق الدين والتاريخ في جميع وسائل الإعلام ودور التعليم والعبادة تبصر المصريين بالأخطار التي تهدد مصر, والمستقبل المظلم الذي ينتظرها جراء تلك الأحداث والجرائم. ولذلك بات فرضا شرعيا ووطنيا علي كل مواطن أن يتحلي بالمسئولية ويتعالي علي مشاعره المستثارة في أي واقعة لكي يقطع الطريق علي تلك المؤامرات. ثانيا: عندما يقع خطأ أو فعل غير مسئول من مسلم أو مسيحي أو مسجد أو كنيسة فعلي الجميع أن يسلكوا طريق القانون والشرعية بالإبلاغ عن الواقعة في أقسام الشرطة أو دور النيابة ليتم تقصي الحقائق وبحث الواقعة في ظل ضمانات قانونية تضمن العدالة والنزاهة والاطمئنان إلي الحقيقة. ثالثا: توقيع عقوبات رادعة تصل إلي الإعدام دون شفقة أو حرج علي كل من تثبت التحقيقات ضلوعه في تلك الجرائم سواء بالفعل أو التحريض فلم تعد عقوبة السجن تروع أولئك الخونة والحمقي والبلطجية. رابعا: آن الوقت وبات حتميا أن يتم تفعيل مفهوم وحقيقة المواطنة علي أرض الواقع, فلا يسأل في وظيفة أو منصب أو مؤسسة عن دين المرء الذي لايجوز شرعا ومنطقا وعدلا أن يعد مرجعا أو معيارا للحقوق والواجبات في الدولة المدنية أو لتولي المناصب القيادية والعليا في البلاد وإذا كنا نرفع شعار الدين لله والوطن للجميع فلابد إذن أن تختفي نعرة الانتماء لهذا الدين أو ذاك لنكون جميعا مصريين فقط أمام القانون وفي جميع مناحي الحياة بلا أدني حساسية أو تمييز فهل ينجح شعب25 يناير في هذا التحدي الحضاري الحتمي؟ محمد سعيد عز