تتفاقم أزمة السولار في المحافظات يوما بعد يوم وترتفع معها أسعار العديد من المنتجات والخدمات وأبرزها تعريفة المواصلات بمعدلات تتراوح بين30 إلي50%. وفي الوقت الذي زادت فيه الحاجة الي السولار مع موسم حصاد القمح وبدء زراعة الأرز أصبحت الآلات والماكينات والجرارات الزراعية مهددة بالتوقف في ظل زحام شديد علي محطات الوقود واصطفاف عشرات السيارات مع ظهور أصحاب النفوس الضعيفة الذين استغلوا الأزمة وقاموا ببيع السولار في السوق السوداء. الغربية أحمد أبو شنب : أدي استمرار الأزمة بقري ومدن المحافظة إلي إشعال المشاجرات بين المواطنين والسائقين بسبب لجوء سائقي سيارات الأجرة إلي زيادة تعريفة الركوب بمعدل يصل إلي ضعف قيمة الأجرة علي جميع خطوط السير بالمحافظة في الوقت الذي مازالت طوابير سيارات النقل الثقيل والأجرة متكدسة أمام بعض محطات البنزين بعد قيام أصحابها باستغلال الأزمة وزيادة سعر السولار من22 جنيها للصفيحة زنة20 لترا إلي35 و40 جنيها. كما أغلقت بعض المحطات أبوابها تماما لعدم وجود سولار بها, وهو ما أدي إلي تعطل حركة السير عند مفارق الطرق, كما في قرية سبرباي حيث تزاحم السيارات عند إحدي محطات السولار, مما أدي إلي إصابة حركة المرور بالشلل التام علي الطرق الزراعي القاهرة الأسكندرية, وطنطا كفر الشيخ وغيرها من الطرق الفرعية دون أي تحرك يذكر من قبل رجال المرور أو المسئولين بالمحافظة لإيجاد حلول لتلك الأزمات التي تتلاحق علي المواطنين, مثل أزمة البوتاجاز وأزمة رغيف الخبز بالأضافة إلي المشكلة المزمنة وهي ارتفاع الأسعار ويؤكد المواطنون ان ما ينذر بالخطر خلال الأيام القليلة القادمة هو تأثير أزمة السولار علي المخابز التي تنتج الخبز المدعم, مما يضاعف من معاناة المواطنين اليومية من أجل الحصول علي الضروريات الحياتية. المنصورة عطية عبدالحميد وفي الدقهلية أصبحت الأزمة تهدد تشغيل الآلات والماكينات والجرارات الزراعية والسيارات بالتوقف وعمليات حصاد محصول القمح وتجهيز وإعداد الزراعة والسيارات بالتوقف وعمليات حصاد محصول القمح وتجهيز وإعداد الأراضي الزراعية لزراعة المحاصيل الصيفية خاصة الأرز التي تزرع الدقهلية منه سنويا أكثر من450 ألف فدان وترجع أزمة السولار الحادة إلي النقص الشديد في توريد حصة المحافظة إلي محطات التموين لدرجة أن حجم العجز بلغ600 ألف لتر خلال الأيام المنقضية من مايو الحالي بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وفقا لتأكيدات مصادر مسئولة بمديرية التموين بالمحافظة. وقد أدي هذا الوضع إلي تزاحم شديد علي محطات الوقود واصطفاف عشرات السيارات حول هذه المحطات خاصة تلك التابعة للجمعية التعاونية للبترول وشركة مصر للبترول إلي جانب وجود عشرات المواطنين وهم يحملون الجراكن.. وذلك بالرغم من وجد مستودع رئيسي للبترول بقرية شاوه مركز المنصورة! وأكدت نفس المصادر قيام بعض أصحاب النفوس الضعيفة بالامتناع عن بيع السولار لبيعه في السوق السوداء بأسعار أعلي كما حدث في محطة بنزين أبو نبهان مركز ميت غمر والتي ضبط بها15 ألف لتر بعد امتناع أصحابها عن البيع. بنها نور أبو سريع وفي القليوبية اشتعلت أزمة السولار وشهدت محطات البنزين ازدحاما شديدا في أغلب مدن ومراكز المحافظة حيث تكدست السيارات أمام محطات التموين خاصة علي الطرق السريعة وعلي وجه الخصوص الطريق الزراعي بين بنهاوالقاهرة أمام مدن قليوب وشبرا وقها وطوخ وبنها الأمر الذي ساهم في تعطيل حركة المرور بالطريق الزراعي كما زادت المشاجرات بين السائقين من أجل الفوز بلتر سولار واحد في أغلب المحطات ولكن دون جدوي. وأشار هشام عطوة سائق إلي أن أصحاب المحطات الصغيرة يقومون ببيع السولار في السوق السوداء بمبلغ30 جنيها للجالون الواحد بدلا من سعره الحقيقي22 جنيها بزيادة8 جنيهات. يأتي ذلك في الوقت الذي ازدادت فيه شكاوي المزارعين والفلاحين من عدم توافر السولار اللازم لتشغيل آلالات الزراعية خاصة الجرارات وماكينات الري وماكينات حصاد القمح مما أدي الي تعطيل الحصاد.. الأمر الذي أدي لزيادة أسعار الري حتي وصل سعر ري الفدان في بعض المناطق الي350 جنيها. وأكد شعبان عرفه مزارع أن السبب في هذه الأزمة هو إلغاء محطات الرصيف التي كانت تحمل عبئا عن أصحاب المحطات الرئيسية لأنها كانت منتشرة بالقري لخدمة الفلاحين وأصبح الان الحصول علي السولارمشكلة. كما امتد اثر الأزمة الي مخابز المحافظة وخاصة بالقري التي تعمل بالسولار حيث توقفت محطات التموين عن مدهم بحصصهم بحجة عدم كفاية الحصص الموردة للمحطات مما أدي الي توقف عدد منها خاصة بمناطق الخانكة وشبين القناطر وتسبب في ازدحام الأهالي علي المخابز بالغاز الطبيعي نزوح الأهالي اليها لتوفير احتياجاتهم من الخبز البلدي وقام عدد كبير من اصحاب المخابز المتضررة بتقديم بلاغات للشرطة ضد اصحاب محطات التموين واتهموهم بالأبتزاز ورفع السعر دون وجه حق. أسيوط أسامه صديق: وفي أسيوط هدد بعض سائقي الأجرة بالمدينة وكافة مراكز المحافظة بالتوقف عن العمل نظرا للنقص الحاد في السولار وحدوث أزمة حقيقية في تموين سياراتهم مما أحدث ارتباكا شديدا في حركة التنقل داخل المدينة وما بين القري, ووصلت الأزمة لسيارات المصانع الحكومية التي تزاحمت أيضا داخل محطات تمويل السيارات. ففي شارع الجمهورية بوسط مدينة أسيوط وصل الأمر لحدوث اشتباكات بين الأهالي أصحاب السيارات بعضهم البعض واشتباكات أخري مع أصحاب وموظفي محطات التموين, أما في شارع معهد فؤاد الأول المؤدي لنزلة عبد اللاه حيث يوجد موقف مراكز قري ومراكز جنوبأسيوط, كان المشهد هو تزاحم شديد وطوابير السيارات خرجت من محطة التموين حتي كادت تغلق الطريق مما أدي إلي ارتباك شديد وأزمة في المرور. ومن جانبه أشار اللواء أحمد جمال الدين مدير أمن أسيوط إلي أنه أصدر توجيهاته لمباحث التموين بتأمين كافة محطات التموين وضمن حصول الجميع علي ما يكفيه من السولار دون الإستئثار بكميات كبيرة, ونشر أفراد أمن مترجلة لضمان عدم حدوث أي مشادات أو تجاوزات. ورغم حدوث الأزمة وتفاقمها إلا أن المسئولين بأسيوط مازالوا يتعاملون مع الأزمات بأسلوب رد الفعل حيث لم يشعر المواطنون أن هناك من يهتم بهم ويرعي أمورهم وأن ما يحدث الآن من أزمات مثل السولار يدل علي أن منظومة العمل داخل المحافظة في حاجة لإعادة صياغة وبأسلوب ما بعد الثورة. وعلي جانب آخر أشار بعض المتابعين للشأن الأسيوطي إلي أن موسم الحصاد ربما له تأثير كبير علي مدي استهلاك السولار حيث يستخدمه الفلاحون في آلاتهم الزراعية ما يجعل هناك صعوبة في السيطرة علي توافر السولار لسيارات الأجرة والتاكسيات مما أدي إلي تفاقم الأزمة.