لم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما, ولا القوات الأمريكية في أفغانستان فقط الرابحين في عملية اغتيال أسامة بن لادن التي تمت في سرية كاملة يوم الأحد الماضي في باكستان. لقد حقق المؤلفون والناشرون لكتب بن لادن أرباحا طائلة بعد أن بيعت خلال الأيام الأربعة الماضية في الولاياتالمتحدة فقط أكثر من خمسين ألف نسخة من كتب بن لادن. فالإرهابي الأشهر في العالم لقي اهتماما كبيرا من السياسيين, وعلماء النفس والاجتماع, وأساتذة العلوم السياسية, وخبراء الإرهاب حول العالم. طوال السنوات التسع الماضية, ومنذ تفجير قلعتي التجارة في نيويورك, انفرد بن لادن بالجلوس علي القمة في قائمة الإرهابيين العالميين, وأصبح رقم(1) علي لائحة الإرهاب, والعدو رقم(1) للولايات المتحدة, وتجاوزت نفقات البحث عنه في جبال وكهوف أفغانستان ومطاردة أعوانه في تنظيم القاعدة ملايين الدولارات, والتي أنفقتها واشنطن لإعادة بناء أفغانستان لتصبح الإدارة الأكثر فقرا وتخلفا بين دول العالم إلي كاليفورنيا شرق اسيا. كان بن لادن الذي تحول إلي ظاهرة, وأصبح تنظيمه المسئول عن ارتكاب عشرات الأعمال الإرهابية حول العالم موضوع العديد من الدراسات والأبحاث.. وخلال السنوات التسع الماضية تسابق آلاف الكتاب في بحث ظاهرة بن لادن من مختلف جوانبها: السياسية, والدينية, والنفسية, وأصبح الإرهابي رقم(1) ينافس الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإرهابي رقم(2) بعد أن أصدر أوامر بغزو العراق, في عدد الكتب والمؤلفات التي تناولت شخصيتيهما. دور النشر الأمريكية بالطبع كانت لها الصدارة بين دور النشر حول العالم في أعداد الكتب التي خرجت من مطابعها, أما أهم الكتب الأمريكية التي صدرت تبحث وتناقش بن لادن والقاعدة: اصطياد بن لادن TheHuntForBinladen يتناول الصحفي الأمريكي روبين مور في هذا الكتاب عمليات البحث عن بن لادن وقادة تنظيم القاعدة في الجبال والكهوف والأحراش في أفغانستان, والمؤلف الذي تابع علي الطبيعة نزول الجيش الأمريكي في أفغانستان لأول مرة في عام2001, يقدم خريطة لواقع أفغانستان والصعوبات البالغة التي واجهت القوات الأمريكية, سواء في حربها مع عصابات القاعدة وطالبان, وعمليات البحث الدءوب عن أسامة بن لادن التي يتصور الأمريكيون أن القضاء عليه وتصفيته يمكن أن يجنبان العالم شروره وإرهابه. حروب قوات البيريه الأخضر TheWarsoftheGreenBerets كان للمؤلف روبين مور السبق بين كل الباحثين والكتاب في الكتابة عن أفغانستان عندما رافق أول فرقة من القوات الخاصة الأمريكية في منتصف أكتوبر عام2001وصلت أفغانستان, وكيف نجحت هذه الفرقة المؤلفة من بضع مئات من الجنود الذين لقبوا بفرقة البيريه الأخضر في إسقاط حكم طالبان المتطرف, والكتاب يتناول الحرب الضارية التي دارت بين الجنود الأمريكيين وفصائل طالبان, ويشرح في تفاصيل دقيقة كيف استطاع هذا العدد القليل من الأمريكيين, بالتعاون مع جنود حلف الناتو, هزيمة مائة ألف جندي من رجال طالبان والقاعدة, والسيطرة علي أفغانستان في وقت قصير وقياسي, ويتناول روبين مور بعد ذلك طبيعة وظروف إعداد وتدريب ما يطلق عليهم في المؤسسة العسكرية الأمريكية القوات الخاصة التي شارك أفرادها في جميع الحروب والمنازعات التي كان الجيش الأمريكي طرفا فيها منذ الحرب العالمية الثانية وحتي الآن. وقد سبقت فرقة البيريه الأخضر جميع أفراد القوات الأمريكية وجنود الناتو في التمركز في عدة مواقع حول تورا بورا, وقاموا بأول عملية عسكرية ناجحة ضد قوات طالبان, والمؤلف روبين مور في هذا الكتاب, برغم المعلومات المهمة عن الحرب وبطولات الجنود الأمريكيين, فإن القارئ المحايد غير الأمريكي يجد في بعض فصوله دعاية تصل إلي حد الاحتفال بوصول القوات الأمريكية إلي أفغانستان لفرض الديمقراطية التي أري أنها لم تتحقق بعد تسع سنوات من الحرب والقتل والدمار! اقتل بن لادنKillBinLaden: الكاتب الأمريكي دالتون فيوري الباحث في علوم الإرهاب الذي تابع وحقق عددا من عمليات الإرهاب حول العالم, يدعو في هذا الكتاب الذي يوثق قيمة معظم الحوادث الإرهابية حول العالم التي ارتكبها أعوان بن لادن في تنظيم القاعدة, إلي قتل بن لادن والمقربين منه حتي يتخلص العالم منه ومن الإرهاب بصفة خاصة. بن لادن قتيلاBinLadenDead: لم يكتف المؤلفون الأمريكيون في الكتابة عن بن لادن, ودراسة منظمة القاعدة التي يتزعمها, ولكنه وعلي الطريقة الأمريكية تبين أن هناك أكثر من دار نشر أمريكية بدأت طباعة كتب تتناول بن لادن ميتا, والكتاب المتوقع صدوره خلال الأسبوعين المقبلين يرد علي سؤال مهم: لقد تخلص العالم من بن لادن باغتياله, فهل يعني القضاء علي زعيم القاعدة... القضاء علي الإرهاب!؟.