تعليقًا على هجمات لبنان.. بوريل: لا أحد قادر على إيقاف نتنياهو وأمريكا فشلت    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    التحويلات المرورية الجديدة بعد غلق الطريق الدائري من المنيب تجاه وصلة المريوطية    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسامة بن لادن بطلا قوميا وليس إرهابي دولي
نشر في المراقب يوم 03 - 05 - 2011

أخيرا ظفر أوباما بهذه اللحظة الملحمية، وهي التي كان يؤمل الرئيس السابق جورج بوش نفسه بها، ولكن أتت لصالح أوباما الذي يتهمه غلاة اليمين الأميركي بأنه «نصف مسلم» أو مسلم مستتر! وحينما يتحول الشخص إلى أيقونة، فيصعب جدا التعامل معه بشكل واقعي وعلمي، العواطف تصبح هي الغالبة في كيفية التعامل، سواء عواطف الكره أو الحب والعبادة الشخصية. وأحيانا يتجنب كثيرون توجيه النقد أو التقدير لهذه الأيقونات حذرا من مشاعر الجمهور، الكاره أو المحب، وهذا بالضبط ما حصل ويحصل مع أسامة بن لادن منذ تحوله إلى أيقونة الغضب الإسلامي العالمي. هناك من يرى أن سبب الغضب الإسلامي الذي أنتج لنا أمثال أسامة بن لادن أو سيد قطب أو المقدسي أو جهيمان أو الزوابري في الجزائر أو الحارثي في اليمن، هو الاحتلال الأجنبي فقط، وأن هذه الشخصيات والتيارات مجرد مقاومة «وطنية». وهناك من يرى أن هذه الحركات والشخصيات تعبيرات عن الغضب من القمع السياسي، وجدت الخطاب الإسلامي لها جسرا للوصول إلى المشاعر العميقة للناس بلغة دينية مؤثرة، وهناك من يرى أن هذه الجماعات والشخصيات ليست إلا أصوات احتجاج تعبر عن فئات اجتماعية همشتها الدولة العربية الحديثة، وهناك من يرى أنها ليست سوى صرخة قهر من توحش العولمة والرأسمالية، وهناك من يرى أنها مجرد أدوات تستخدمها القوى الأجنبية لتضييع المسلمين وتفرقتهم (كلنا يتذكر كلام فتح عن ارتباط حماس بإسرائيل... إلخ). المسألة مركبة ومتشابكة، لكن شخصيا أميل إلى أن السبب الأكثر إقناعا في تفسير «بقاء» هذه الحركات وتنوع ظهورها في أكثر من ظرف اجتماعي مختلف، هو سبب فكري ونفسي عميق، وأعني بالنفسي هنا» النفس « بعد 31 عاما قضاها مطاردا بكهوف وجبال أفغانستان قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.. شارك في الحرب السوفيتية الأفغانية منذ عام 1980 وساهم بدور كبير في طرد القوات السوفيتية من أفغانستان وأنفق مليارات الدولارات علي تسليح المجاهدين والأفغان والعرب.. أسس تنظيم القاعدة العالمي وحوله من مجرد تنظيم إلي فكر اعتنقه ملايين الأشخاص في جميع بلدان العالم.. أسس الجبهة الإسلامية لمناهضة اليهود والصليبيين في أفغانستان عام1998 اتهم بالاعتداء علي مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 1993 والاعتداء علي الجنود الأمريكيين بالصومال في نفس العام وتفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام ومقتل 235 شخصا بينهم 15 أمريكيا.. كما اتهم بتفجير السفارة المصرية بباكستان عام 1995 والتآمر علي اغتيال البابا يوحنا بولس الثالث والتخطيط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون مرتين الأولي أثناء زيارته للعاصمة الفلبينية عام 1994 ولكنها ألغيت والثانية أثناء زيارته للعاصمة الباكستانية إسلام أباد في فبراير عام ..1998 اتهم كذلك بتفجير المدمرة الأمريكية العملاقة "كول" بميناء عدن عام 2000 أما الحدث الأكبر الذي خطط له بن لادن وأعلن مسئولية التنظيم عنه هو أحداث الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة 2001عندما اقتحمت 4 طائرات مدنية ضخمة علي متنها مئات الركاب المدنيين تقتحم الأولي البرج الأول بمركز التجارة العالمي بنيويورك بينما اقتحمت الثانية البرج الثاني ليسقط البرجان وأسفلهما آلاف من القتلي والمصابين بينما تتوجه الطائرة الثالثة بعد ساعة من تحطيم مركز التجارة العالمي إلي مبني وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وتشتعل النيران بجزء كبير منه ويسقط المئات من القتلي والمصابين.. أما الطائرة الرابعة التي كانت متجهة لضرب البيت الأبيض فقد سقطت فوق ولاية بنسلفانيا قبل أن تحوله إلي بيت أسود. بالطبع فقد تحول أسامة بن لادن إلي ظاهرة مهمة في العقود الثلاثة الماضية وأطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لقب الأسطورة وتحول إلي بطل شعبي وقومي لدي الكثير من المسلمين في العالم العربي والإسلامي ولذا لم يكن أمرا مستبعدا أن تنتشر ظاهرة ارتداء الشباب في باكستان وأفغانستان "تي شيرتات" تحمل صورته. أسامة بن لادن كان وراء اشتعال أول حرب في القرن العشرين بعد رفض حركة طالبان الأفغانية تسليمه إلي الولايات المتحدة الأمريكية.. ترك بن لادن القصور الفخمة وانتقل للجبال الوعرة.. هجر الجاه والمال وحمل السلاح والمتفجرات. الإدارة الأمريكية فشلت في القبض عليه علي مدي 20 عاما رغم احتلالها أفغانستان عام 2001 ورغم أنها رصدت 25 مليون دولار لمن يرشدها إليه ورغم قصفها السيارات والطرق والكهوف والجبال.. ورغم تفتيش السفن قبالة السواحل الباكستانية في المحيط الهندي وبحر العرب. لحظة فارقة في رئاسة بوش فان قتل بن لادن سيكون كذلك بالنسبة لرئاسة أوباما. فقد التهبت المشاعر الوطنية بين الامريكيين في أعقاب الهجمات الامر الذي ساعد بوش على الفوز بفترة رئاسة ثانية. وقد يستفيد أوباما الذي دعا الامريكيين يوم الاحد الى الوحدة كما فعلوا في 2001 من فورة جديدة من المشاعر الوطنية. وبالرغم من أن صور تسرب نفطي والمتاعب الاقتصادية ستبقى فان مقتل بن لادن سيكون له أثر أكبر على الاقل في الاجل القصير مما سيمنح رئاسته انتصارا تاريخيا يمكن أن يحتفل به الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء
.نشأته: أسامة بن محمد بن عوض بن لادن.. مواليد 1377 هجرية.. 1956 ميلادية بحي الملز بالرياض.. والده محمد بن عوض بن لادن.. مواليد حضرموت بجنوب اليمن. والدته عزيزة عوض غانم.. من أصول سورية. انتقل محمد بن عوض بن لادن والد أسامة من حضرموت بجنوب اليمن منذ 72 عاما تقريبا إلي الحجاز بالمملكة العربية السعودية وبالتقريب عام 1930 ميلادية.. وذكر عنه أنه كان قمة في المثابرة والعصامية والاعتماد علي النفس. ولذلك لم تمض سنوات معدودة حتي تحول محمد بن لادن من مجرد حمال في مرفأ جدة البسيط إلي أكبر مقاول إنشاءات بالمملكة العربية السعودية. ويذكر أنه بالإضافة إلي مثابرة محمد بن عوض بن لادن فقد كان جريئا ومستعدا للمجازفة حيث تمكن من خلال هذه الجرأة من إقناع الملك سعود بأنه الأجدر والأقدر علي المشاريع الصعبة وتمكن خلال فترة الملك سعود بناء علاقة جيدة مع كبار العائلة المالكة السعودية بما فيهم الملك فيصل الذي كان حاكما آنذاك. ويتردد أن محمد بن عوض بن لادن تمكن من إقناع الملك سعود بالتنحي عن الحكم لصالح الملك فيصل وذلك بعد الخلاف الشهير بين الملك فيصل والملك سعود.. بل لم يقف دور محمد بن لادن عند ذلك بل إنه أمن رواتب كل موظفي الدولة تقريبا لمدة تقترب من ستة أشهر بعد مغادرة الملك سعود حيث كانت الخزينة فارغة تماما. وبعد تولي الملك فيصل السلطة ولرد الجميل إلي محمد بن لادن أصدر مرسوما بتحويل كل عقود الإنشاءات إلي بن لادن وكلفه عمليا بوزارة الإنشاءات.. وفي عام 1969 تكفل محمد بن لادن بإعادة بناء المسجد الأقصي بعد الحريق الذي تعرض له وكان قد ساهم في التوسعة السعودية الأولي للحرمين ولذلك يقول آل بن لادن إنهم تشرفوا ببناء المساجد الثلاثة. وتوفي محمد بن لادن في حادث تحطم طائرته الخاصة أثناء عودته من الإشراف علي مشروعاته الضخمة تاركا خلفا شركات بمليارات الريالات السعودية وأبناء بلغ عددهم أكثر من 60 شخصا. ونعود إلي أسامة بن لادن أو الأسطورة كما تطلق عليه وسائل الإعلام الأجنبية الذي يعد ترتيبه الثالث والأربعين بين إخوته بينما ترتيبه بين الذكور الحادي والعشرون
دراسته
تلقي أسامة بن لادن دراسته الابتدائية والثانوية بالحجاز بينما كانت دراسته الجامعية بجدة في علوم الإدارة العامة.. وخلال دراسته اطلع علي أنشطة التيارات الإسلامية المشهورة وتعرف علي الكثير من الشخصيات الإسلامية.. وفي الجامعة كانت هناك شخصيتان لهما أثر هام ومتميز في حياته هما الأستاذ محمد قطب والشيخ الفلسطيني عبدالله عزام الذي استشهد في حادث تفجير سيارته بأفغانستان عام 1989 ميلادية. وحصل بن لادن علي بكالوريوس الاقتصاد عام 1979 ميلادية من جامعة الملك عبدالعزيز وعمل فترة محدودة بشركاته التي ورثها عن والده. وتشير تقارير موثوق فيها أن أسامة بن لادن يبلغ طوله 190سم بصحة جيدة بالرغم من نحافة جسده ويهوي ركوب الخيل يوميا أكثر من ثلاث ساعات ويسير أكثر من 70 كيلومترا بحصانه بصحراء أفغانستان. وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن تزوج للمرة الأولي من ابنة خاله بالمملكة العربية السعودية وعمره 17 عاما أثناء دراسته الجامعية وأنجب منها 4 أبناء من بينهم ابنه الأمير محمد الذي زوجه من ابنة مساعده أبوحفص المصري بمقر إقامته بمدينة قندهار الأفغانية علاوة علي ابنته التي يتردد أن الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان تزوجها غير أن حركة طالبان نفت هذا الزواج. ووصفت مجلة التايم الأمريكية أسامة بن لادن نقلا عن مؤيديه أنه زاهد في الطعام ويعيش تقريبا علي الخبز والجبن ولا يشغله سوي هدفه الوحيد وهو نشر الثورة الإسلامية وأنه يستخدم الكهوف مقرا لإقامته في أفغانستان.
ويؤكد أتباع بن لادن أنه تزوج من 4 سيدات من جنسيات مختلفة وأنجب منهن حوالي 20 ابنا بينهم 4 يعيشون مع والدتهم بالمملكة العربية السعودية وهي زوجة بن لادن الأولي. وذكرت تقارير صادرة عن المرصد الإعلامي بلندن أن أسامة بن لادن يتبني فلسفة خاصة تقوم علي أساس فكر أهل السنة والجماعة ويستمد مفاهيمها ومبادئها من السيرة النبوية الشريفة وحياة الخلفاء الراشدين وتدعو تلك الفلسفة إلي ضرورة الجهاد للتصدي لقوي الشرك والكفر ونبذ الفرقة بين المسلمين في كل أنحاء الأرض وجمع شملهم تحت راية لا إله إلا الله. وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن كان نشاطه المالي قبل أن يغادر المملك العربية السعودية عام 1980 ميلادية متوجها إلي أفغانستان للانضمام لصفوف المقاتلين الأفغان في حربهم ضد الاحتلال الروسي مثل إخوته سواء كان ذلك في المقاولات أو في التجارة أو الصناعة. إلا أن الاختلاف الوحيد الذي كان يفصل بين أسامة بن لادن وأخوته في مجال التجارة هو استثمار أمواله في بلد غير إسلامي إلا إذا كان ذلك لا مفر منه كأن يكون البلد الإسلامي لا يوصل إليه في القنوات المالية إلا من خلال بلد غير إسلامي.. وكذا تحاشي أي نشاط فيه شبهة ربا ولذلك كان يتجنب الاستثمار في البورصة والأسهم الغربية. وتشير التقارير إلي أن أسامة بن لادن يحب الإشراف بنفسه علي نشاطه المالي رغم أمانة الذين يعملون معه إلا أنه تعرض لثلاث صدمات مالية أثرت عليه وعلي نشاطه المالي بشكل كبير.. الأولي كانت قرار الحكومة السعودية بتجميد أمواله المنقولة والسائلة وذلك بعد تورطه في عمليات إجرامية ضد الولايات المتحدة الأمريكية وتصل قيمة هذه الأموال إلي حوالي 250 مليون دولار. أما الصدمة الثانية التي تعرض لها مركز بن لادن المالي فقد جاءت بعد عجز الحكومة السودانية سداد تكاليف المشاريع التي نفذها أسامة بن لادن والتي كان أشهرها طريق التحدي الذي يربط بين الخرطوم وبورسودان بطول 500 كيلومتر تقريبا. أما الصدمة الثالثة التي تعرض لها بن لادن فقد جاءت من اضطراره إلي التخلص من عدد من الشركات التي تسرب خبرها للحكومة السعودية وإقفالها. وشهدت مسيرة بن لادن العديد من المحطات الهامة أهمها علاقته بالجماعات الإسلامية حيث تشير التقارير إلي أنها بدأت في عام 1993 هجرية الموافق 1973 ميلادية وقد استمرت تلك العلاقة في الفصائل الإسلامية التي كانت تقابل الحزب الحاكم في جنوب اليمن آنذاك وقد تعاون أيضا مرة أخري مع تلك الفصائل خلال التسعينيات حتي تم الإطاحة بالحزب الاشتراكي.
وشارك بن لادن مع الشيخ عبدالله عزام في تأسيس معسكر المجاهدين الأفغان في بيشاور وكذا تأسيس مركز صيدا لتدريب العرب القادمين لقتال القوات السوفيتية في أفغانستان.
سفره إلي أفغانستان
في 42 ديسمبر عام 1979 ميلادية فوجئ العالم بقوات الاتحاد السوفيتي سابقا تغزو أفغانستان ودار قتال عنيف بين المقاتلين الأفغان وقوات الاتحاد السوفيتي.. وما أن علم أسامة بن لادن بذلك حتي قرر مغادرة المملكة العربية السعودية والتوجه إلي أفغانستان للمشاركة في القتال الدائر بين المقاتلين والقوات الروسية ونصرة أخوانه الأفغان. وصل أسامة بن لادن في بداية عام 1980 ميلادية أي بعد أيام قليلة من الغزو السوفيتي لأفغانستان وانضم إلي صفوف المقاتلين الأفغان واستغل بن لادن الذي لم يكن قد تجاوز عمره 24 عاما في ذلك الوقت علاقاته الشخصية وسمعة أسرته وتمكن من تجنيد الآلاف من المقاتلين العرب من السعودية ومصر وتركيا واليمن والسودان ولبنان والجزائر.. كما استغل بن لادن شركاته الكثيرة وأمواله الباهظة التي ورثها عن والده وكذا خبرته في مجالات الهندسة والانشاءات والمقاولات وقام ببناء المئات من الملاجئ للمقاتلين الأفغان ومخازن للأسلحة والمتفجرات والعديد من الطرق الاستراتيجية والمستشفيات والمدارس الصغيرة مما دعا المقاتلين لتنصيبه زعيما لهموذكر تقرير صادر من المرصد الإعلامي بلندن أن أسامة بن لادن بدأ حياته في أفغانستان مثل كل المقاتلين الأفغان اشترك في الحرب بنفسه في بداية وصوله وأنه قاتل في قرية اسمها جاجي بالقرب من الحدود الباكستانية ضد السوفيت وكانت هذه المعركة علامة أكيدة علي هزيمة السوفيت وانتصار المجاهدين الأفغان وبعد هذه المعركة بعام تقريبا قاد هجوما علي القوات السوفيتية في معركة شابان وكان بطلا في فنون الحرب وكان يقتحم المعارك بنفسه قبل أي شخص آخر.
وأكد تقرير المرصد الإعلامي الإسلامي بلندن أن أسامة بن لادن لم يعط الأفغان أمواله فقط بل اعطاهم نفسه ونزل من قصره ليعيش مع المقاتلين ويطبخ ويأكل معهم ويحفر معهم الخنادق. أول نموذج لعمل مؤسسي الجهاد العرب في أفغانستان ظهر عام 1984 في بيشاور من خلال بيت الأنصار الذي أسسه بن لادن يكون محطة نزل أولي واستقبال مؤقت للقادمين للجهاد قبل توجههم للتدريب بالرغم من تأسيس بيت الأنصار الا ان بن لادن لم يكن لديه جهازه الخاص أو بيت نخبة من معسكرات ومخازن وامداد واتصال ولم تكن له جبهة خاصة به بل كان يرسل الشباب القادمين للمشاركة في الجهاد إلي أحد الأحزاب المقاتلة أمثال حزب قلب الدين حكمتيار أو برهان الدين رباني. وذكرت تقارير أفغانية ان تأسيس أسامة بن لادن لبيت الأنصار تزامن مع تأسيس الشيخ الفلسطيني عبدالله عزام الذي استشهد في أفغانستان عام 1989 لمكتب الخدمات في بيشاور ومن هنا توثقت علاقة بن لادن مع عبدالله عزام حتي وفاة الأخير في حادث تفجير سيارته. بعد 10 سنوات من القتال في صفوف المقاتلين الأفغان في حربهم ضد التواجد الروسي في أفغانستان وانفاق ملايين الجنيهات وتلقين القوات ا لروسية هزيمة قاسية لن تنسي وتحرير العاصمة الأفغانية كابول عاد أسامة بن لادن مرة أخري الي المملكة العربية السعودية. وهو يشعر بنشوة الانتصار علي السوفيت خاصة انه ترك خلفه العشرات من الألوف من أعوانه الذين شاركوا في تحرير أفغانستان خاصة أنهم أصبحوا أكثر خبرة في مجال الحرب والقتال في حرب العصابات وتكوين المتفجرات وتصنيعها. أشرف أسامة بن لادن علي مشروعاته التجارية خاصة شركات المقاولات والانشاءات عقب عودته من أفغانستان وأستمر بالسعودية حوالي عام ونصف العام قبل حدوث كارثة الغزو العراقي للكويت. ووصول القوات الأمريكية للخليج والمملكة العربية السعودية بدعوي تحرير الكويت من الغزو العراقي عقب وصول القوات الأمريكية والانجليزية إلي السعودية التقي أسامة بن لادن مع كبار المسئولين السعوديين وعرض عليهم طرد القوات الأمريكية والانجليزية من الخليج مقابل تعهده بتحرير الكويت من العراق عن طريق حرب العصابات خاصة انه يتولي تنظيم القاعدة الذي يضم أكثر من 10 آلاف مقاتل سبق مشاركتهم جميعا في تحرير كابول من التواجد الروسي.. وبالطبع رفضت المملكة العربية السعودية عرض بن لادن بطرد القوات الأمريكية والانجليزية من الخليج مما دفعه إلي انتقاد سياسة المملكة العربية السعودية في عدة بيانات أصدرها من السعودية. وذلك حيال تواجد القوات الأمريكية والانجليزية بالسعودية والخليج العربي.
وتشير الدلائل إلي أن تواجد القوات الأمريكية والانجليزية بالسعودية والخليج العربي كان بداية الصراع الطويل الذي استمر حتي الآن بين أسامة بن لادن. والولايات المتحدة الأمريكية ومحاولاته اغتيال رؤساء أمريكا الثلاثة بوش وكلينتون وبوش الابن. وارتكابه العشرات من العمليات الارهابية والعسكرية ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها العديدة في الدول العربية والاسلامية. وعقب رفض المسئولين السعوديين عرض أسامة بن لادن بطرد القوات الأمريكية والانجليزية من الخليج قام بن لادن بتصفية جزء من ممتلكاته التي ورثها عن والده وحصل علي 260 مليون دولار وغادر المملكة العربية السعودية علي متن طائرة خاصة إلي أفغانستان بينما بقيت زوجته الأولي وأبناؤه في المملكة الا ان تواجد أسامة بن لادن بأفغانستان لم يستمر طويلا خاصة ان الوقت الذي عاد فيه إلي أفغانستان كان يشهد قتالا عنيفا بين الأفغان للصراع علي السلطة وأنه تعرض للاغتيال أكثر من مرة عن طريق المخابرات الباكستانية بتحريض من حكومة المملكة العربية السعودية. وبعد التشاور مع المقربين منه الذين لعبوا دورا كبيرا في حمايته من الاختطاف أو الاغتيال قرر بن لادن البحث عن مكان آخر للتوجه اليه بدلا من أفغانستان.. وكان السودان أحد الخيارات المطروحة عليه ليس لأنها ستكون قاعدة جديدة لمشروع جديد. ولكن لأنه سمع الكثير عن هذه الدولة الجديدة التي بدأ الاسلاميون يتحدثون عنها وعن حماسها للاسلام والمسلمين وحرصها علي تطبيق مشروع اسلامي.. وتوقع بن لادن انه يستطيع ان يقدم شيئا لهذه الدولة من خلال قدراته التجارية والانشائية وعلاقاته في المملكة والخليج. فضلا عن انه يؤمن ملاذا له بديلا عن أفغانستان.
بن لادن في السودان
وتوجه بن لادن إلي السودان بطائرة خاصة سرية في نهاية عام 1991م واصطحب معه عددا من أعوانه والتحق بهم آخرون بطرق أخري. وفي السودان رحبت الحكومة السودانية بأسامة بن لادن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.