في محاولة جديدة لوأد الاحتجاجات السورية من مركز اندلاعها, قصفت قوات سورية تدعمها الدبابات أجزاء من مدينة درعا واقتحمت مسجدا- ليلة أمس- بالمدينة الواقعة في جنوب البلاد . و التي شهدت الشرارة الأولي للاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد, حسبما ذكر شهود عيان لوكالة رويترز. وقال أحد سكان المدينة من حي المنشية بالقسم العتيق في المدينة عبر الهاتف لرويترز القصف مكثف, هذه أسوأ ليلة عاشتها المدينة منذ بدء الاحتجاجات, النساء والأطفال ينتشرون فوق أسطح المنازل هاتفين: الله أكبر علي الظالم, مضيفا أن قوات الأمن تدخل المنازل وتجر الرجال إلي حافلات. وأوضح سكان كذلك أن قوات الأمن اقتحمت المسجد العمري الذي يعد مركزا للاحتجاجات بالمدينة, وقال شاهد عيان لرويترز إن هناك قناصة علي سطح المسجد, مشيرا إلي أن القوات تبدو مسيطرة علي الحي القديم لأول مرة منذ مهاجمة المدينة يوم الإثنين. وفي سياق آخر, أعلنت منظمات حقوقية سورية أن السلطات اعتقلت الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي المحامي حسن إسماعيل عبدالعظيم. وقالت منظمات حقوقية سورية إن قوات الأمن السورية اعتقلت كذلك11 امرأة سرن في مظاهرة صامتة في منطقة الصالحية بدمشق أمس الأول, فضلا عن اثنين من شخصيات المعارضة البارزة. وكانت حكومة دمشق قد وعدت بمزيد من الإصلاحات, حيث أكد رئيس الحكومة السورية عادل سفر أن حكومته تعكف خلال الأسابيع المقبلة علي وضع خطة كاملة للإصلاحات المنشودة في مختلف القطاعات وفق ثلاثة محاور أساسية تتمثل في الإصلاح السياسي والأمني والقضائي والإصلاح الاقتصادي والسياسات الاجتماعية وتطوير الإدارة وتطوير العمل الحكومي. كما أقرت الحكومة السورية في ختام اجتماعها مساء أمس الأول تخفيف الاعباء عن المواطنين من خلال اعفاء المشتركين المدينين بذمم مالية ناجمة عن استهلاك الطاقة الكهربائية من خلال مختلف الاشتراكات ومن جميع فئات الاستهلاك المنزلي والصناعي والزراعي والتجاري وغيرها وذلك من كامل الفوائد والغرامات والبدلات المترتبة عليهم إذا بادروا بتسديد تلك الذمم حتي نهاية العام الحالي.