احتشد المتظاهرون السوريون في المساجد الكبري في أنحاء البلاد قبيل بدء مسيرات احتجاجية أمس. في الوقت الذي شيع فيه آلاف السوريين جثامين المتظاهرين الاربعة الذين قتلوا فجر أمس. من جراء إطلاق الرصاص عليهم في مدينة داعل التابعة لمحافظة درعا. وطالب المشيعيون بإسقاط النظام السوري الحالي. وقال إن المتظاهرين كانوا يرددون الله أكبر في الوقت الذي أطلقت فيه قوات الأمن الرصاص في الهواء لتفريقهم. وقد نظم العديد من الاحتجاجات ليلا في أنحاء البلاد للسماح لمزيد من المواطنين بالمشاركة بعد الانتهاء من أعمالهم. وقال نشطاء وشهود عيان إن الآلاف في داعل وبلدات جنوبية وفي مدن أخري بسوريا اعتلوا الأسطح والشرفات حتي فجر أمس وأخذوا يكبرون في تحد للقمع العنيف الذي يمارسه الرئيس السوري بشار الأسد ضد الاحتجاجات. وقال اثنان من سكان البلدة إن قوات الأمن السورية أطلقت الذخيرة الحية في المناطق السكنية أمس الاول في محاولة لاسكات أصوات المحتجين التي تتردد في أنحاء البلدة. واندلعت شرارة الاحتجاجات السورية قبل عشرة أسابيع في مدينة درعا. وتخرج المظاهرات غالبا ليلا في درعا ومدن وبلدات سورية أخري لتجنب الانتشار الأمني المكثف أثناء النهار. وقال ساكن في بلدة الزبداني السورية إن قوات الأمن أصابت خمسة أشخاص بعد أن أطلقت النار علي احتجاج في البلدة الواقعة قرب الحدود مع لبنان. وذكر ساكن أن صوت إطلاق نار سمع في بلدة حمص في وسط سوريا أثناء احتشاد آلاف المحتجين في الأحياء الرئيسية بالبلدة رغم الانتشار الأمني المكثف. وقال شاهد عيان إن نحو30 ألف سوري خرجوا في بلدة الرستن الواقعة علي بعد20 كيومترا إلي الشمال من حلب, ورددوا شعار الشعب يريد إسقاط النظام وهتفوا قائلين إنهم لا يحبون بشار الأسد. وأضاف: هذه أكبر مظاهرة في الرستن حتي الآن لأن سكان من مناطق قريبة ساروا إلي البلدة للاحتشاد في وسطها. ويمنع المراسلون الأجانب من دخول سوريا ويصعب التحقق مما يقوله الشهود من جهة مستقلةتقدر الجماعات الحقوقية أعداد قتلي الاحتجاجات السورية المطالبة بمزيد من الحرية والإصلاحات السياسية وتنحي الرئيس بشار الأسد, والتي انطلقت منتصف مارس الماضي, بنحو1100 شخص. في الوقت الذي وجه فيه نشطاء علي صفحة الثورة السورية2011 علي موقع فيس بوك الإلكتروني, الدعوة للجميع من كل المدن والقري القريبة للتوجه لمدينة الرستن, كي تكون مظاهرة تهز الأرض. علي جانب آخر, واصلت قوات الأمن تعزيز انتشارها بمدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب في مسعي لقمع المظاهرات في المدينة والقري المجاورة لها. وتوقفت خدمات الإنترنت في أرجاء العاصمة دمشق وريفها حيث قتل اثنان من المتظاهرين, كماانقطعت الاتصالات الارضية في حرصتا والدومة ومدن أخري طوال يومين. وفي هذه الاثناء, قال سكان وناشطون إن قوات الامن السورية فتحت النار علي اثنين من المتظاهرين في منطقة دير الزور الشرقية أمس الجمعة مع اندلاع مظاهرات مطالبة بتنحي بشار الاسد في المنطقة القبلية. وقال ناشطون وزعيم قبلي لرويترز- في اتصال هاتفي انه في مدينة البوكمال علي الحدود العراقية- إن المتظاهرين احرقوا صور حسن نصر الله زعيم حزب الله. وأضافوا ان قوات الامن انسحبت من الشوارع. وكان نصر الله قد قال أمس الاول إن أغلبية الشعب السوري ما زالت تؤيد بشار الاسد وان اسقاط نظامه مصلحة امريكية واسرائيلية. وفي دوفيل, هددت مجموعة الثماني بفرض المزيد من الإجراءات العقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وطالب قادة دول المجموعة في بيان لهم أمس بإنهاء العنف والقمع الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري.