وصل رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الادميرال مايكل مولن أمس إلي اسلام اباد لعقد محادثات مع كبار القادة العسكريين الباكستانيين وعلي رأسهم القائد العام للجيش الباكستاني أشفق كياني, وذلك في محاولة أمريكية للتخفيف من حدة التوتر القائم بين البلدين. واعترف مولن, في تصريحات صحفية خلال زيارته للقواعد العسكرية الأمريكية في أفغانستان قبل توجهه إلي إسلام آباد, بان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان تشهد توترات مستمرة بسبب صلات اسلام اباد بمسلحين يقومون بشن هجمات ضد القوات الدولية و الامريكية في افغانستان,ولكنه أكد في الوقت نفسه ان القادة العسكريين في كلا البلدين يتفقون علي عدم السماح بإضعاف العلاقات الامنية بينهما. وطالما اتهمت واشنطن أفراد في أجهزة المخابرات الباكستانية بالإبقاء علي علاقات مع شبكة حقاني المسلحة علي الحدود الافغانية الباكستانية وهي مسألة قال مولن إنه سيطرحها من جديد في محادثاته مع الجنرال أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني. وقال مولن نهتم ببحث العلاقات بين جهاز الاستخبارات الباكستاني وشبكة الحقاني وما تخلقه تلك العلاقة من توترات, مشيرا في الوقت نفسه الي مكاسب ميدانية قلصت قدرة الشبكة المسلحة علي الحركة. وشدد علي ان السماح بتفكك العلاقات العسكرية الامريكيةالباكستانية سيشكل خطرا شديدا علي امن البلدين و المنطقة بأكملها. وتعد زيارة مولن, الذي يعد أكبر مسئول عسكري في الجيش الامريكي, احدث جولة للمهمة الدبلوماسية المكوكية التي أطلقتها واشنطن إثر قيام مواطن امريكي يدعي ريمون ديفيس, وهو احد المتعاقدين مع وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية(سي.اي.ايه), بقتل شابين باكستانيين في لاهور في اواخر يناير الماضي وما فجره ذلك الحادث من خلاف حول تبادل المعلومات المخابراتية بين البلدين, ثم تصاعد حدة التوتر بسبب الهجمات التي تشنها طائرات التجسس الأمريكية علي منطقة القبائل الباكستانية. وفي المقابل,غادر سلمان بشير وكيل وزارة الخارجية الباكستانية إسلام آباد أمس متوجها إلي واشنطن علي رأس وفد رفيع المستوي, في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها مسئولين أمريكيين بارزين. وقال البشير قبيل مغادرته إلي واشنطن,إن بلاده ليست غافلة عن اتصالات بعض الدول الأوروبية مع حركة طالبان, مضيفا أن باكستان تؤيد عملية المصالحة الأفغانية الأفغانية و انه سيناقش مع المسئولين الأمريكيين موقف واشنطن إزاء دعم المصالحة في أفغانستان وضم حركة طالبان إليها. ومن ناحية اخري, رفضت باكستان بشدة مقالا نشر في مجلة نيوزويك الأمريكية ووصفته بأنه بلا أساس وخبيث وسييء النية بدرجة كبيرة.وقال متحدث باسم الحكومة الباكستانية إن ماورد في المقال من اتهام باكستان بالرقص مع الإرهاب يقصد منه الانتقاص من شأن التضحيات الهائلة التي بذلها شعب باكستان في الحرب علي الإرهاب.