في تصعيد جديد ضد الرئيس الايفواري المنتهية ولايته لوران جباجبو, شنت أمس القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا هجوما جديدا علي مقر جباجبو في العاصمة التجارية ابيدجان لاجباره علي الاستسلام والتخلي عن السلطة, وذلك في الوقت الذي اكد فيه مصدر حكومي فرنسي ان المحادثات مع جباجبو تعثرت اثر رفض الاخير الانصياع لضغوط الاممالمتحدةوفرنسا لاجباره علي التنحي. وأكدت افوسي بامبا المتحدثة باسم القوات الموالية لواتارا أن القوات اقتحمت المقر الرئاسي لجباجبو و انها في طريقها للقبض عليه, علي حد قوله. وقالت بامبا لوكالة انباء رويترز نعم ان قواتنا في طريقها لاقتحام القصر للقبض علي جباجبو, انهم في المبني. الا انها أشارت الي انهم لم يحتجزوا جباجبو بعد. وقال مصدر عسكري آخر من معسكر واتارا سنأخذه من مخبئه ونسلمه لرئيس البلاد, لابد من انهاء هذه المهزلة ان البلد تنهار. وقال شهود عيان انهم سمعوا دوي اطلاق نار من اسلحة آلية وأصوات قصف مدفعي بالقرب من مسكن جباجبو. وفي الوقت نفسه, اتهم أنصار الرئيس المنتهية ولايته, كلا من القوات الفرنسية في كوت ديفوار والقوات الموالية لمنافسه واتارا بالتخطيط لاغتيال جباجبو من خلال الهجمات المكثفة علي قصره الرئاسي. وقال المتحدث باسم جباجبو ان الهجوم بالاسلحة الثقيلة الذي تدعمه القوات الفرنسية ليكورن ارضا و جوا, هو محاولة لاغتيال الرئيس جباجبو. وقال ممثل جباجبو لدي الاتحاد الاوروبي توسنت الين, في حديث هاتفي لوكالة انباء اسوشيتدبرس, ان القوات الفرنسية تشارك في الهجوم المسلح علي مقر جباجبو, مضيقا ان فرنسا ستتحمل المسئولية في حالة موت الرئيس وزوجته و افراد عائلته و كل من بالقصر الرئاسي. واضاف ان هناك خطرا حقيقيا علي حياه جباجبو والآخرين. وفي المقابل, رفض المتحدث باسم القوات الفرنسية في كوت ديفوار تلك الاتهامات, مؤكدا ان القوات الفرنسية والدولية لم تشارك في الهجوم الارضي علي مقر جباجبو. كما نفي معسكر واتارا هذه الادعاءات, وقال مصدر مقرب من الرئيس المعترف به دوليا ان القوات التي هاجمت المجمع الرئاسي أمس صدرت لها اوامر بعدم قتل جباجبو, مؤكدا أن منافسه واتارا يريده علي قيد الحياه لتقديمه الي المحاكمة. وعقب ساعات من تأكيدات مصادر فرنسية رفيعة المستوي ومسئوليين في الاممالمتحدة علي ان جباجبو يتفاوض حاليا علي رحيله و توفير خروج امن له, أعلن مصدر فرنسي حكومي, رفض الكشف عن هويته, ان المفاوضات لاقناع جباجبو بالتنحي فشلت صباح امس بسبب رفض الاخير الانصياع لضغوط الاممالمتحدة و فرنسا ليوقع علي وثيقة كتابية يتخلي فيها عن الحكم.وقال المصدر ان جباجبو غير صادق في نية التفاوض علي الرحيل. وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قد قال في وقت لاحق من يوم امس ان جباجبو الذي يوجد الان في مخبأ تحت مسكنه بابيدجان- يتفاوض بشأن شروط رحيله. وقال جوبيه في حوار مع راديو فرانس انفو ان الشيء الوحيد المتبقي للتفاوض مع جباجبو هو رحيلة مؤكدا ان الجميع تخلوا عنه. وقال جوبيه ان فرنسا طلبت من الاممالمتحدة ان تضمن لجباجبو واسرته خروج امن. جاء ذلك بالتزامن مع اعلان إدوارد جيلو قائد القوات المسلحة الفرنسية لإذاعة أوروبا1 امس إن جباجبو لايزال يتفاوض مع الأممالمتحدة علي رحيله وإنه قد يستسلم في غضون ساعات. وقال جيلو أن المفاوضات استمرت طوال ليل امس الاول ولكن للأسف لا يوجد انفراجة حتي الآن. ورغم هذا فإنني أعتقد أن المسألة مسألة ساعات.وتابع قائلا إن الضربات الموجهة لمعسكر جباجبو قد تستأنف بناء علي طلب الأممالمتحدة إن هو استمر في رفض التخلي عن السلطة. ورغم تلك التصريحات, أصر جباجبو, في حديث هاتفي مع تلفزيون إل.سي.اي, علي انه الفائز في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في نوفمبر الماضي,ونفي انه يتفاوض علي الرحيل. ورفض جباجبو في حديثه الاعتراف بالحسن واتارا رئيسا للبلاد, الا انه دعا لاجراء محادثات مباشرة بينه و بين منافسه لعودة السلام الي البلاد. واضاف جباجبو الجيش دعا الي وقف العمليات العسكرية ويناقش حاليا شروط وقف لاطلاق النار مع القوات الاخري في الميدان لكن علي الصعيد السياسي لم يتخذ اي قرار بعد. وفي غضون ذلك, اعلنت المحكمة الجنائية الدولية انها تجري محادثات مع دول غرب أفريقيا بشأن إحالة جرائم مزعومة ارتكبت في كوت ديفوار إلي المحكمة للتحقيق فيها. وكانت انباء افادت ان اكثر من1500 شخص قتلوا في كوت ديفوار منذ رفض لوران جباجبو الاقرار بخسارته في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر.