ها هي قاعة لطفي كردار الفارهة بوسط أسطنبول تتزين بالأضواء وتتلألأ بنجوم الفن السابع في مستهل بدء ليالي الخمس عشرة للمهرجان السينمائي, وفي كلمات بسيطة عبر القائم علي وقف المدينة التاريخية للثقافة والفنون بولنت إيزباشي, عن فخره بالحدث الكبير الذي صار مدرسة شامخة عمرها ثلاثون سنة, بيد أنها استوعبت ومازالت الشباب عشاق الفن السابع وتحتضن الجمهور التواق لمعرفة أدبياتها ومشاهدة أحدث ما أنتجته استديوهات العالم شرقا أو غربا, شمالا أو جنوبا, وتدليلا علي نجاحه بلغت حصيلة مشاهديه العام الماضي150 ألف متفرج, وهناك آمال مع التخفيضات في ثمن التذاكر أن يصل العدد إلي ربع مليون شخص, وفي الوقت نفسه, تقف متحدية وبإصرار أمام كل العوامل التي تسعي إلي وضع القيود علي الرؤي البصرية وحريتها في الغوص بأعماق المجتمع. في هذا السياق, تم تكريم أربعة من كبار السينمائيين الأتراك, وهم: المخرج يوسف كورتشانلي, ومدير التصوير آرتونش شنكاي, والأسماء التي لا تنسي في عالم تمثيل السينما التركية مثل ماتين آك بينار وزكي السايا. وعلي مستوي السينما العالمية, منحت جائزة الشرف لفيلسوف السينما بيلا تارر الحاصل علي جائزة برلين للجنة التحكيم لفيلمه حصان تورينوTorinoAti. وبرغم أنه لم يدرج عنها شيئا في أدبيات المهرجان, فإن القائمين عليه سارعوا, وأضافوا قسما خاصا عن قطة هوليود المدللة اليزابيث تيلور(1932 2011) التي رحلت عن دنيانا يوم الأربعاء قبل الماضي, ضم عددا من أشهر أفلامها. في هذه الدورة أيضا, عاود المهتمون بالسينما مطالبهم بالحفاظ علي دور العرض الكلاسيكية والتي كانت شاهدة علي مسيرة الأبيض والأسود في الأناضول, فمازال توحش رأس المال يتربص بها يدب فيها معاول الهدم ليدشن مكانها مولات تجارية ومطاعم للوجبات السريعة, وحتي اللحظة النضال مستمر للإبقاء علي سينما آمك, أحد معالم أسطنبول والتي صارت جزءا لا يتجزأ من تاريخ السينما التركية. هناك ملمح آخر مغاير اتسمت به هذه الدورة, وهو كتاب موسوعي حرره نحو عشرين مخرجا يحكون فيه قصة ثلاثين عاما مرت علي بداية المهرجان وكيف أثرت علي مسيرة الحياة السينمائية في عموم الأناضول من إخفاقات ونجاحات, كذلك رصد للجهود التي بذلت كي تستمر فعاليته برغم الحوادث السياسية التي عصفت بتركيا وبين دفتيه سيتابع المتلقي أفيشات المهرجان طوال الدورات السابقة. ولا تتوقف المفاجآت.. ففي المسابقة الدولية التي يتنافس علي جائزتها الكبري12 فيلما, تشارك السينما المصرية بعد سنوات طويلة من الاحتجاب بفيلم ميكروفون إخراج أحمد عبدالله, وبطولة خالد أبوالنجا ويسرا اللوزي, والذي سبق وحصل العام الماضي علي جائزة من تونس كأحسن فيلم عن السينما المستقلة.