صعدت قوات مكافحة الشغب اليمنية من مواجهة المتظاهرين المناهضين للنظام المعتصمين أمام جامعة "صنعاء" وسط العاصمة ، حيث قامت منذ الساعات الأولى صباح اليوم باستخدام المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وقمعهم لإجبارهم على ترك ساحة التغيير . كما أطلقت الأعيرة النارية بصورة عشوائية من قبل أشخاص بزى مدنى لتفريق المتظاهرين من الساحة ، وقد أصيب العشرات من المتظاهرين اليوم ، وسط أنباء غير مؤكده عن مقتل شخص ، ويقوم الأطباء بمستشفى ميدانى أقامه المتظاهرون بإسعاف المتظاهرين المصابين ، كما تقوم سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفيات . وقد قام المتظاهرون فى البداية بمنع سيارات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين خوفا من إحتمالات أن يكون بداخلها أسلحة تستخدم ضد المتظاهرين ، إلا أنهم سمحوا لها بعد ذلك بنقل المصابين نظرا لتزايد أعداد المصابين لتتجاوز قدرة المستشفى الميدانى انقسام في اليمن بين جمعة التلاحم و جمعة الصمود شهد الشارع اليمني أمس حالة جديدة من الانقسام حيث تواصلت في صنعاء والمدن اليمنية الرئيسية مظاهرات حاشدة مناوئة لنظام الحكم تحت عنوان جمعة الصمود والزحف في الوقت الذي خرجت فيه مسيرات مؤيدة للرئيس اليمني تحت عنوان جمعة التلاحم الوطني.و تأتي هذه الأحداث في أعقاب إعلان الرئيس اليمني عن مبادرة إصلاحات سياسية تتضمن تعديل الدستور و تخليه عن صلاحياته كرئيس للجمهورية لصالح نظام حكم برلماني. و توافد عشرات الآلاف إلي ساحة التغيير قرب جامعة صنعاء وأيضا في ساحات أخري بتعز وعدن للتعبير عن رفض المبادرة, وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد أطلق المحتجون علي الأمس اسم جمعة اللا عودة, تعبيرا منهم عن إصرارهم علي تنحي علي عبد الله صالح فورا و عدم قبولهم للتعديلات الدستورية المقترحة, فيما احتشد الآلاف في ميدان التحرير وسط العاصمة قبيل صلاة الجمعة تعبيرا عن دعمهم لمبادرة صالح بإجراء إصلاحات سياسية. من جانبه, نفي وزير الصحة اليمني عبدالكريم راصع أن تكون الغازات التي استخدمت ضد المعتصمين ببوابة جامعة صنعاء غازات سامة كما ادعت المعارضة. وقال إنه شكل لجنة طبية اكدت في تقريرها ان الأعراض الملاحظة في معظم الحالات هي أعراض تهيج للجهاز التنفسي والأغشية المخاطية للأنف والحنجرة وإجهاد جسماني ونفسي, وتوتر في عضلات اليدين ناتج عن زيادة قلوية الدم بسبب تسارع التنفس بالإضافة إلي أن القنابل الدخانية هي من المواد الكيماوية القلوية التي تفسر هذه الأعراض وهي مؤقتة وتزول تدريجيا. و في بروكسل, و علي صعيد ردود الفعل الدولية إزاء التطورات في اليمن, رحب الاتحاد الأوروبي بالمبادرة التي أعلنها الرئيس علي عبدالله صالح أمس الأول واعتبرها خطوة نحو الأمام. وقالت كاثرين أشتون الممثل الأعلي للاتحاد الأوروبي لشئون السياسة الخارجية والأمنية- نائب رئيس المفوضية الأوروبية في بيان أصدرته في بروكسل: لقد تابعنا بتمعن المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, وقدم من خلالها مقترحات للإصلاح الدستوري والانتخابات, ونري أن هذه المبادرة تمثل خطوة نحو الأمام. ودعت كافة الأحزاب في اليمن إلي الإسراع في حوار بناء وشفاف, لعكس مقترحات المبادرة في أقرب وقت ممكن إلي خطوات ملموسة تلبي طموحات الشعب اليمني. و شددت في ذات الوقت علي ضرورة أن يسهم هذا الحوار في تعزيز مسيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينشدها الشعب اليمني وألا يكون عائقا لها. وعبرت أشتون عن القلق البالغ لأحداث العنف ومارافقها من تصعيد واستخدام القوة في بعض الإحتجاجات التي شهدها اليمن مؤخرا, مؤكدة أهمية أن تقوم السلطات اليمنية بدورها في حماية المتظاهرين سلميا وضمان حقهم في حرية التجمع والتظاهر السلمي. وفي السياق نفسه أكدت الحكومة الفرنسية أهمية تبني عملية إصلاح ملموسة وذات مصداقية يقبلها الجميع في اليمن.