الكابتن طيار علي مراد.. هل تذكرونه؟ انه الطيار المصري الذي رفض تفتيش القوات الاسرائيلية لطائرةمصر للطيران التي كان يقودها, بمطار غزة في الثامن من سبتمبر عام2000. علي اعتبار ان الطائرة ارض مصرية لايجوز ان تفتشها قوة عسكرية اجنبية, بموجب القوانين والبروتوكولات الدولية, مما عرضه لسلسلة من الاجراءات العقابية, تمثلت في وقفه عن العمل, والامتناع عن صرف راتبه, وعدم تجديد اجازة الطيران الخاصة به, بل وتنزيل درجته من مدير عام وكبير طيارين الي مساعد طيار تحت التمرين وغيرها من الاجراءات التي حكم القضاء ببطلانها. الكابتن علي مراد مازال حتي اللحظة يدفع ثمن موقفه المشرف اذ ضربت شركة مصر للطيران ووزارة الطيران المدني عرض الحائط بالاحكام الصادرة لصالحه, طوال تسع سنوات من التقاضي,برغم انها نهائية, وواجبة النفاذ وبرغم ان المحكمة وصفته بأنه أدي واجبه الوطني علي خير وجه. في هذا الحوار يكشف انه باع بيته وسيارته, وكل مايملك من اجل تدبير الكفاف لنفسه واسرته, وعاني من الظلم فلا تأمينات, ولامعاش,. ولاعلاج دون استجابة من المسئولين. في البداية يقول حول الثورة المصرية: ارفع القبعة تحية اجلال لهذا الشعب العظيم, لما قدم من تضحيات من زهرة شباب مصر لتحريرها من الظالم حسني مبارك واتباعه, واعوانه, ولتخليص وطننا مصر العظيمة من هؤلاء الطغاة, وتنفس عبير الحرية. ويضيف ان الثورة تستهدف تطهير البلاد من الفساد, لكن قطاع الطيران مازال يعاني من الشللية, وكل ماهو قائم علي هذا القطاع يمثل عقلية تمام يافندم لانه تتم الاستعانة بمسئولين غير اكفاء من خارج هذا القطاع وكمثال: لدينا طائرات,وعليها اقساط والمفروض انه بعد الانتهاء من سدادها تصبح ملكنا, لكننا نفاجأ ببيعها, وتأجير طائرات جديدة. وبالنسبة لشركة مصر للطيران فهي ملك الشعب المصري, ودخلها يمكن ان يكون اكبر من قناة السويس, لكن ليس لدينا ارقام محددة, لان الادارة جعلت كل محطة بمفردها. وهكذا ليست هناك ميزانية معلنة, وهذا وضع غير سليم, اضافة الي اننا نجد دخل العامل المصري اقل من نظيره بالشركات الاجنبية. وامر آخر هو ان يتولي الادارة في الشركة اناس عندهم ضمير, ومن ابناء المؤسسة.. لا أن يأتي المسئول من خارجها, ويغرف ويمشي. العاملون في قطاع الطيران يعانون ايضا الكبت والتهديد الدائم بالرفت وهل حدث ذلك معك؟ بالفعل. فقد رفضوا تنفيذ الاحكام القضائية الصادرة لصالحي بعودتي للعمل ليجعلوني عبرة لغيري, ولانهم يعتبرون انفسهم فوق القانون برغم انني قمت بأداء واجبي, وقالت المحكمة عني حافظ علي كرامة وطنه بحسبان ان الطائرة قطعة من ارض مصر, في الوقت الذي تملص فيه المسئولون من القيام بواجباتهم الوظيفية, برغم ان في حوزتهم توجيه الامن القومي بعدم تفتيش الطائرات المصرية, التزاما بمبدأ المعاملة بالمثل اذ لايتم تفتيش طائرات العال الاسرائيلية في مطار القاهرة, لكن ادارة الشركة اصرت علي اتهامي ب الاساءة للعلاقات المصرية الاسرائيلية. ولماذا اتخذوا هذا الموقف معك؟ لاادري. بل دبروا لي العديد من الامور الكيدية, وفصلوني من العمل,. فرفضت المحكمة ذلك, وقضت بصرف جميع مستحقاتي, وما ترتب علي قرار الفصل من اثار, لكنهم رفضوا التنفيذ.. وهكذا اصبحت: بلا عمل, ولاراتب, ولاعلاج.. ولامعاش.. ولاتأمينات برغم ان لي18 سنة خدمة. وفي المقابل. صدر لصالحي15 حكما قضائيا, بالعودة الي العمل وصرف مستحقاتي كاملة, منها ثلاثة احكام نهائية, اولها صدر في عام2003, لكن كان يضرب بي المثل في القطاع.. ف كل من يعترض سيكون مصيره مصير علي مراد. وماذا فعلت بعد ذلك؟ لما فاض بي الكيل تركت مصر للطيران وفي عام2007 ذهبت للعمل في شركة طيران قطاع خاص, بعد أن بعت بيتي وسيارتي, وكل شيء فقالوا للوزير المختص ساعتها: عنده عيال لكنه كان يرفض اي التماسات, بل ورفض تجديد رخصة الطيران الخاصة بي. وبماذا تفسر هذا التعسف؟ التفاف علي الاحكام القضائية, وسهل علي من فعل ذلك ان يلتف علي مباديء الثورة. وكيف كنت تدبر معيشتك واسرتك؟ كانت عندي قطعة ارض بعتها, كما بعت بيتي وسيارتي وسيارة زوجتي, لاوفر قوت ابنائي.. والحمد لله. وماذا تطلب الان؟ سأعود لشركتي فهي بيتي, وهذا عملي وعندي استعداد للبقاء في معاناتي الي ان تتم ازالة النظام كله, واري مصر جديدة بأيدي الشرفاء. اخيرا: مارؤيتك لمستقبل قطاع الطيران بعد الثورة؟ اخشي عليه من استمرار النظام الموجود, وبالتالي ستستمر الخسائر, والهدر المالي, ومن ثم فنحن نحتاج الي تطهير كامل لهذا القطاع, وإعادة الاستعانة بأبناء القطاع نفسه, وحدوث تغيير في القيادات, وانا متفائل حينها بنهضته.