إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام في التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات, فقيمتها الحقيقية في أنها علامات وطنية مضيئة في تاريخ مصر, تضيء الطريق لأجيالنا الجديدة, وتطرح أمام شعبنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التي واكبت مسيرة مصر وشعبها, ينطبق هذا تماما علي يوم الخامس والعشرين من يناير, فهو يوم برهنت فيه الشرطة المصرية علي وطنيتها, وصلابتها, وانحيازها لشعبها, حين اختارت أن تخوض معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال البريطاني, وضحي رجال الشرطة بأرواحهم ودمائهم دفاعا عن كرامة الوطن, ففي الخامس والعشرين من يناير عام1952 وقبل148 يوما فقط من قيام ثورة23 يوليو, وقف رجال بلوكات النظام بشرطة الاسماعيلية بقيادة اللواء مصطفي رفعت وقفتهم الشهيرة ضد قوات الاحتلال الانجليزي الي اعتبرها المؤرخون المعاصرون احدي المقدمات الرئيسية لقيام الثورة التي غيرت وجه الحياة في مصر تماما. ويأتي احتفالنا بعيد الشرطة التاسع والخمسين هذا العام وقد تعرضت مصر لهجمة جديدة من قوي الارهاب, استهدفت أمن الوطن واستقراره. كما استهدفت وحدة أبنائه من المسلمين والأقباط, جاءت هذه الهجمة الجديدة للارهاب في الساعة الأولي من العام الجديد لتستدعي إلي أذهاننا كما قال الرئيس حسني مبارك ما يحدق بأمن مصر القومي من تهديدات ومخاطر, وما يتربص بهذه الأرض الطيبة من غدر واستهداف, ومخططات. لقد أثبتت الشرطة المصرية أنها لم تنفصل يوما عن معارك مصر, وأنها ظلت في قلب العمل الوطني في أوقات الحرب والسلام ولاتزال الشرطة المصرية علي إيمانها وعقيدتها, تحدث قدراتها, وتعظم جهودها, وتضاعف طاقاتها وإمكانياتها, وهي تحرس أمن وطن عريق يواجه أنماطا مستحدثة من أشكال الجريمة المنظمة, والعديد من التحديات, والتهديدات, والمخاطر. تحية لرجال الشرطة في عيدهم نشد علي أيديهم, ونخلد ذكري شهدائهم, ونجدد تقدير مصر لجهودهم وتضحياتهم, فهم جزء لا يتجزأ من أبناء مصر, وهم الساهرون دوما علي أمن الوطن والمواطنين.