مبارك في حوار مع مجلة الشرطة: هناك سعي محموم لاختراق جبهة مصر الداخلية الدولة مسئولة عن التصدي لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية في حوار لمجلة الشرطة بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة -: إن أعيادنا الوطنية ليست مجرد أيام في التاريخ تستحق أن نتوقف لاستعادتها والاحتفاء بها لما تحمله من أحداث وذكريات، فقيمتها الحقيقية في أنها علامات وطنية في تاريخ مصر تضيء الطريق لأجيالنا الجديدة وتطرح أمام شبابنا نماذج لقيم الفداء وروح التضحية والبذل التي واكبت مسيرة مصر وشعبها.وشدد علي أن أمن مصر القومي يمثل أولوية قصوي "فهو قضية وطن وشعب ووجود ومصير، فمصر تمارس دورها في بيئة إقليمية ودولية مليئة بالأزمات والمتغيرات والمشكلات والتحديات وتتحرك لحماية أمنها القومي بمفهومه الإستراتيجي الشامل وعلي كافة دوائره العربية والأفريقية والمتوسطية وبكافة أبعاده بما في ذلك ما يتعلق بأمن إمدادات المياه وأمن الطاقة والأمن الغذائي".وقال الرئيس مبارك "إن حدودنا مؤمنة بدرع قوية هو جيش مصر الذي يشكل الدعامة الأساسية في حماية أمننا القومي وسيبقي إيماننا راسخا بأن حماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية وقادرة علي ردع العدوان، ولهذا ظل في قلب أولوياتنا توفير أفضل الإمكانيات لجيشنا تدريبا وتسليحا وعتادا".ولفت الرئيس حسني مبارك إلي أن هناك سعيا محموما لاختراق جبهة مصر الداخلية ومحاولات مستمرة للإرهاب لزعزعة الاستقرار آخرها ما حدث بالإسكندرية في أول أيام العام الجديد.. كما أن هناك تحدي التطرف والجماعات السلفية التي تريد العودة بمصر إلي الوراء..وهناك الأزمات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط وتداعياتها علي أمن الوطن ما بين تعثر جهود السلام واستمرار محاولات ضرب الاستقرار في العراق واليمن والغيوم التي تتجمع في سماء لبنان والتطورات في السودان..وهناك التصاعد في المواجهة بين الغرب وإيران بما تمثله من مخاطر علي أمن الخليج والبحر الأحمر وكلاهما جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي وهناك من يحاول الوقيعة بيننا وبين دول حوض النيل وشق الصف بين المسلمين والأقباط.وقال الرئيس مبارك إن الذين يروجون لوجود اضطهاد في مصر يصدرون وينشرون تقارير لا تستند إلي حقائق وإنما إلي أكاذيب وأضاليل وشائعات دون سند أو دليل..مضيفا: نعم هناك من يروج للطائفية ولكنها ليست نبتًا طبيعيا للبيئة والثقافة المصرية، وتأتي علي خلاف مشاعر وقناعات الغالب الأعم من المسلمين والأقباط، ومظاهر ذلك واضحة في كافة أنشطة الحياة الاجتماعية اليومية وهذا ليس أمرا مستجدا وإنما هو تراث وطني راسخ للعيش المشترك الآمن يمتد لقرون طويلة.وأكد أن الدولة مسئولة عن التصدي لمحاولات المساس بالوحدة الوطنية ولن تتهاون في تطبيق القانون علي الجميع بكل الحسم ودون تردد، فضلا عن مسئوليتها في تعزيز مبدأ المواطنة قولا وعملا وتطبيقا وعلي المستويين التشريعي والتنفيذي. وحول تطورات الأوضاع في تونس، قال الرئيس مبارك: إن مصر تحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته، معربا عن تمنياته بأن تعبر تونس هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها في أسرع وقت وأن تستعيد الهدوء والاستقرار تحقيقا لتطلع شعبها للديمقراطية والتنمية والتقدم.