استقبل الرئيس حسني مبارك قبل ظهر امس بمقر رئاسة الجمهورية امين الجميل الرئيس اللبناني الاسبق وزعيم حزب الكتائب. والذي اعرب عقب المقابلة عن تقدير اللبنانيين لكافة الجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس مبارك من اجل دعم الاستقرار في لبنان وكذلك كل الجهود التي بذلتها مصر منذ عقود من اجل الوفاق والاستقرار في لبنان. وقال الجميل, انه استعرض مع الرئيس مبارك الوضع العام في لبنان ولاسيما المستجدات بعد استقالة حكومة سعد الحريري. واشار الي انه كان هناك توافق تام في الرؤي حول خطورة الوضع في لبنان وضرورة تعزيز المؤسسات لكي تلعب دورها الكامل من اجل انتزاع لبنان من المستنقع الذي يتخبط فيه. وقال الجميل:' ان كل ما نسعي اليه هو تعزيز الوفاق الحقيقي اللبناني- اللبناني بمعزل عن أي اختراقات او تدخلات من الخارج.. وان هدفنا هو دعم الدولة اللبنانية ووضع حد لمنطق الدويلات او كل ما يعيق مسيرة المؤسسات الوطنية من خلال التدخلات الخارجية التي من شأنها تعطيل دور لبنان في محيطه وفي العالم'. وردا علي سؤال حول مصير لبنان في ظل الازمة الحالية.. قال الجميل:' هناك تفهما اساسيا علي الصعيد اللبناني, بان لبنان يواجه تدخلات وتأثيرات خارجية تعرقل المسار الديمقراطي بشكل عام'.. واوضح قائلا:' ان هناك فريقا في لبنان يعمل من اجل الديمقراطية ويحترم المؤسسات لأن مشروعه هو تقوية الدولة اللبنانية.. وهذا الفريق يواجه لسوء الحظ فريقا اخر يعتمد علي السلاح كعنصر اساسي في اللعبة السياسية الداخلية.. وهذا من شأنه تعطيل المنطق الديمقراطي'.. واستطرد الجميل قائلا:' لا يمكن ان تستقر اللعبة السياسية في لبنان طالما ان هناك فريقا يستخدم السلاح من اجل التأثير علي اللعبة السياسية الداخلية وهذا نقيض الديمقراطية التي يطمح اليها اللبنانيون.. ولاسيما ان هذا السلاح ليس لبنانيا بمعني الكلمة, وانما يأتي من الخارج يحمله لبنانيون لخدمة مصالح هي في معظم الاحيان ليس للبنان أي علاقة بها بل هي علي حساب المصلحة اللبنانية'. وردا علي سؤال حول رؤية الرئيس مبارك لحل المشكلة اللبنانية.. قال الجميل, ان الرئيس مبارك اكد خلال المقابلة دعمه المطلق للديمقراطية في لبنان واحترام الدولة اللبنانية وضرورة انتظام الديمقراطية بمعزل عن لغة السلاح ولغة الضغط غير الديمقراطي. وحول وجود تحضير لحدوث انقلاب في لبنان واستكماله في موعد الاستشارات المقررة غدا الاثنين, قال امين الجميل, ان ما يعيشه لبنان الان هو انقلاب زاحف بدأ باتخاذ عدة خطوات من قبل قوي سياسية مدعومة بقوة السلاح غير الشرعي.. وهو ما يؤدي الي انقلاب علي المؤسسات الدستورية ويفرض منطق السلاح والفريق المسلح علي حساب القوي التي تؤمن بالديمقراطية والحرية وتعتبر انه لايجوز ان يبقي علي الساحة اللبنانية سوي السلاح الشرعي بيد قوة الجيش والامن الداخلي. واكد ان كل سلاح غير ذلك هو نوع من الانقلاب علي الدولة وان ما نشهده الان من ازمة حكومية هو التأثير المباشر لدور السلاح والعنف من اجل التاثير علي الازمة الوزارية ودفع لبنان باتجاه حلول تاتي علي حساب المصلحة اللبنانية والديمقراطية وحرية المواطن.. وقال:' ان ما يحدث الان خلال الاستشارات النيابية هو ضغوطات مسلحة مباشرة علي بعض القوي من اجل الانقلاب علي الديمقراطية في لبنان'. وقال الجميل, ان هناك مجموعة من القرارات الدولية والاتفاقيات التي تؤكد ان هناك تدخلات اجنبية وتاثيرات خارجية في الشان اللبناني, ولذلك علينا استخلاص العبر لقيام مبادرات دولية لاعادة التوازن علي الساحة اللبنانية ووضع حد لكل هذه الضغوطات, لاسيما عندما تكون هذه الضغوطات مسلحة ومباشرة علي المؤسسات.. مشيرا الي الانتشار العسكري الذي حدث في العاصمة اللبنانية وبعض المناطق الاخري منذ ايام للتاثير علي الرئيس اللبناني والنواب من اجل توجيه الاستشارات بشان تكليف رئيس الحكومة باتجاه محدد, وانه كان هناك تهديدات مباشرة علي النواب لدفعهم لتسمية مرشحين معينين, وهو ما يدل علي خطورة الانقلاب الذي يحدث في لبنان ضد الديمقراطية والمسيرة السياسية. وضاف, ان المطلوب الان هو بذل جهد دولي لمساعدة لبنان للحفاظ علي الديمقراطية والمؤسسات الشرعية بعيدا عن هذا النوع من الضغوطات. واوضح ان هناك تحركات دبلوماسية كثيرة منها دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لتكوين فريق دولي يهتم بالشأن اللبناني وكذلك المبادرة القطرية- التركية والمباحثات التي تجري في الاممالمتحدة بشان لبنان.. بالاضافة الي تحرك الرئيس مبارك والمملكة العربية السعودية ودول اخري.. واعرب عن امله لتعبئة كل هذه الجهود حتي تصب في اتجاه واحد وتبلور مشروع انقاذ لبنان واعادته الي مساره الديمقراطي ووضع حد لكل هذه التاثيرات والتدخلات في الشئون الداخلية للبنان لاسيما التي تستخدم السلاح لفرض واقع سياسي جديد علي حساب المصلحة اللبناني والنظام البرلماني الديمقراطي. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت الظروف الحالية ستؤدي الي اطالة الوقت لتشكيل حكومة وحدة وطنية.. قال الرئيس اللبناني الاسبق, ان الوضع في لبنان غير طبيعي ولا اعتقد ان من المعقول ان نعترف بان هذه المبادرات والتحركات العربية والدولية قد فشلت, لان الفشل ممنوع ويعني تعطيل مسيرة لبنان الديمقراطية وعلينا ان نسعي وان نعمل علي تعبئة كل الدول الصديقة للبنان من اجل مساعدة لبنان وشعبه وحرية المواطن اللبناني.