كتب محمد عبدالخالق: جدد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب رفضه لاستئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان, وأبلغ الأزهر الشريف سفارة الفاتيكان بالقاهرة, بقرار مجمع البحوث الإسلامية بتجميد الحوار مع الفاتيكان إلي أجل غير مسمي. ردا علي تصريحات البابا بنديكتوس, وتعرضه للإسلام بشكل سلبي أكثر من مرة, والادعاء بغير حق أن المسلمين يضطهدون الآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط, والتدخل غير المقبول في الأوضاع الداخلية للدول العربية والإسلامية. وجاءت تأكيدات القرار الذي صدر خلال جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية أمس الأول, بعد ساعات قليلة من إعلان المتحدث باسم الفاتيكان مساء الخميس, رغبة بابا الفاتيكان في مواصلة الحوار مع الأزهر. وعلق الدكتور محمود العزب مستشار الإمام الأكبر ورئيس مركز الحوار بالأزهر, علي تصريحات الفاتيكان قائلا: إن قرار الأزهر لا رجعة فيه, وإن الإساءات متكررة والتدخلات غير مقبولة من بابا الفاتيكان وتمس العقائد والهوية الوطنية المصرية, وإن الأزهر لن يسمح لطرف خارجي بالمساس أو العبث بها. وقال الدكتور العزب: إن قرار مجمع البحوث الإسلامية لا يمس بسفارة الفاتيكان بالقاهرة بصفتها هيئة دبلوماسية, ولا يعني توقف الحوار الديني القائم علي الاحترام والتفاهم مع الكنائس أو الهيئات والمؤسسات الدولية, فنحن علي علاقة طيبة بالجميع, وان الإسلام الذي يمتد تاريخه عبر أربعة عشر قرنا من الزمان لن يضيره توقف الحوار مع الفاتيكان لسنوات معدودة, حتي تعود الأمور إلي نصابها الصحيح القائم علي الاحترام المتبادل, وحتي يتوقف الغرب المتعجرف عن تلك التصريحات والممارسات, وسياسة الإملاءات التي يتبعها مع الدول الإسلامية, والتي لا تراعي التنوع الثقافي والخصوصيات والهويات الوطنية. وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد تفعيلا لدور مركز الحوار بالأزهر مع الكنائس المصرية, وعلي رأسها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية باعتبارها الكنيسة الأم, والكنائس الإنجيلية, والبروتستانتية, والإنجليكانية, والكاثوليكية والأرمن الكاثوليك بلا استثناء, فهم جميعا شركاء في الوطن, وبمشاركة رجال الدين والمفكرين وعلماء الاجتماع, وتقديم نتائج الحوار بلغة سهلة يفهمها المواطن العادي, حتي يحقق نتائجه المرجوة لوحدة المصريين ونبذ الخلاف والتعصب وإزالة الاحتقان الطائفي, ودعم التماسك الداخلي.