انطلاقا من حرصه الدائم علي حماية وصون استقلال القضاء ورعاية ودعم القضاة بما يحقق العدالة الناجزة وضمان حصول كل مواطن علي حقه في أسرع وقت, جاءت كلمة الرئيس حسني مبارك تحمل كل هذه المعاني والتي ألقاها في الاحتفال بعيد القضاء المصري. فمنذ أن تحمل الرئيس مبارك المسئولية فقد التزم باحترام الفصل بين السلطات وحرص علي النأي بالقضاء عن شبهة التأثير في أحكامه أو مظنة التدخل في أعماله. كما حرص علي صون استقلال السلطة القضائية التي تتولاها المحاكم علي اختلاف أنواعها ودرجاتها وتمسك منذ اليوم الأول بسيادة القانون عن اقتناع وإيمان ويقين. لقد حاز القضاء المصري مصداقيته ومكانته عبر مسيرة طويلة وتاريخ عريق سيبقي علامة مضيئة لما حققته مصر منذ القرن التاسع عشر وسيظل محلا لمشاعر المباهاة والفخر الوطني لشعبها. ومن هنا جاء تأكيد الرئيس مبارك أن قضاة مصر حصن حصين لشعبنا في مواجهة الإرهاب والتطرف, يسهمون بأحكامهم في حماية أمن الوطن وسلامه الاجتماعي.. كما يسهمون في ترسيخ مبدأ المواطنة, فلا فرق أمام منصاتهم بين قبطي ومسلم, ويعلمون أن دستورنا منذ دستور1923 كفل حرية العقيدة وحرية إقامة الشعائر الدينية باعتبارهما قسمين لا ينفصلان. وقضاة مصر وهم يؤدون عملهم الجليل لا رقيب أو سلطان عليهم سوي ضمائرهم, يجتهدون في تطبيق صحيح القانون, ويستلهمون ما أرسوه من تقاليد راسخة وقيم ومبادئ رفيعة. وقضاة مصر كما قال القاضي الدكتور سري صيام, رئيس محكمة النقض, رئيس مجلس القضاء الأعلي هم علي قلب رجل واحد إيمانا بوطنهم وتقديرا بقدسية رسالتهم في الحكم بين الناس بالعدل, وهم أحرص الناس علي الامتثال لأحكام الدستور والنزول علي موجبات القانون, ينهضون بما تفرضه عليهم هذه الأحكام مادامت نافذة من مهام مهما ثقلت ولا يزيغون عنها مهما صعبت,إن ثقة الشعب دون حدود في هذا الصرح المصري الشاهق وأبنائه الأجلاء.. وتحية لقضاء مصر الشامخ في عيده الذي يقام كل عام تأكيدا للمكانة الرفيعة لسدنة العدل وللرسالة السامية التي يحملون أمانتها والمسئولية التي ينهضون بأعبائها بشرف وإخلاص وتجرد.