كان علي أن أستعين بقليل من الكلمات باللغة الزامبية حتي الفت انتباه الرئيس الزامبي روبيه باندا ليمنحني بضع دقائق لاجراء حوار سريع معه ل الأهرام اثناء تفقده كوبري دهشور للمقاولون العرب خلال زيارته لمصر. باندا يتمتع بخفة ظل وبساطة شديدة تضاف إلي رصيد عشقه لمصر التي اختار ان يقضي بها اعياد الكريسماس والعام الجديد وفيما يلي نص الحوار: * منذ45 عاما جئت مصر كأول سفير لزامبيا واليوم تعود لها رئيسا كيف تري مصر بعد كل هذه السنوات؟ ** نعم كنت اتحدث مع الجالية الزامبية التي تعيش بالقاهرة وقلت لهم انني عندما كنت أعيش هنا كان لدي شعور بالاحباط, تصورت انه لن يأتي اليوم الذي تخرج فيه مصر من ازماتها, نتيجة الصعوبات التي تعرضت لها, والحروب التي خاضتها سواء في الشرق الأوسط أو مع إسرائيل, إلي جانب النمو السكاني. لكن علي الرغم من ذلك كان هناك شعور قوي بالزعامة وأن مصر هي الأفضل, وبفضل اصرار وعزيمة المصريين تمكنوا من تخطي هذه المرحلة وبالتالي فإنني لم اندهش مما وصلت اليه مصر الآن. * من خلال رئاستك للمؤتمر الدولي للبحيرات العظمي الذي يضم5 دول اعضاء في حوض النيل كيف تنظر إلي قضية المياه بين مصر وهذه الدول؟ ** إنها مثل أي تحد, أعتقد أنه يمكن التوصل إلي حلول لها وأهم شيء كما قال الرئيس مبارك إنه عندما يكون هناك تحديات كهذه فلابد من الجلوس والحوار, بالطبع هي قضية ليست سهلة وإنما لها حلول. * هل يمكن ان تلعب دور الوساطة في هذه القضية؟ ** الوسطاء لا يعينوا انفسهم. اعتقد أن الأطراف المعنية علي درجة كافيه من الحكمة لحل قضاياهم سواء في مصر أو اوغندا أو باقي الدول من خلال الحوارلكن بالطبع أي إفريقي علي استعداد للمساعدة في أي قضية تخص إفريقيا في سبيل التوصل إلي حلول مرضية لجميع الأطراف.. * بعد أيام سيتحدد مصير السودان عن طريق الاستفتاء, ويبدو أن الانفصال اصبح وشيكا. كيف تري تداعيات تلك الخطوة؟ ** مهما كانت نتيجة الاستفتاء عليهم الجلوس معا والحوار فإذا حدث الانفصال سيكون هناك دولتان جارتان وبالتالي سيحتاج كل منهما للآخر لذلك علي القادة من الجانبين ان يستمروا في الحوار لتجنب ما نخشاه سواء أنا أو الرئيس مبارك وتحدثنا عنه, فالافارقة عليهم حل مشكلاتهم بشكل سلمي. * الا تعتقد ان الانفصال يمكن ان يؤدي إلي التشجيع علي تكرار ذلك في أي دولة افريقية اخري في المستقبل؟ ** نعم انه امر غاية في الأهمية. لكنها قضية معقدة فالقرار للذهاب للاستفتاء اتخذ بالفعل ومهما كانت النتائج علينا ان نصلي وندعو ونفعل كل ما في استطاعتنا حتي نتأكد ان الدولتين إذا اصبحا كذلك سيعيشان جنبا إلي جنب في سلام. اتصور انه لا داعي لاثارة القلق. فالولاياتالمتحدة مثلا دولة كبيرة تضم العديد من الولايات, إلا أن هناك نظما تحفظ وحدة كل ولاية لكنها في النهاية تنتمي لوحدة واحدة. * وكيف تري ما يحدث الآن في كوت ديفوار من انقلاب علي الديمقراطية؟ ** ما يحدث في كوت ديفوار تم التعامل معه من خلال الايكواس التجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا, وعلينا أن نعطيهم فرصة لايجاد حل لهذه القضية. * زامبيا تستضيف هذا العام مؤتمر الاجوا لتعزيز التجارة بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا في حين ان التجارة البينية الإفريقية ضعيفة للغاية كيف تنظر إلي هذه القضية؟ ** مشكلة الدول الإفريقية انها لم تصل إلي التنمية الشاملة ولا المستوي الذي وصلت اليه مصر وكل دولة بالطبع تتطلع إلي تحقيق ذلك. فأنت زرت زامبيا في الماضي فبعد10 سنوات حدث هناك تطور كبير, وشهدت البلاد دفعة قوية في عملية التنمية لذلك فنحن معجبون بكوبري كهذا للمقاولون العرب ونسعي للاستعانة بها لتنفيذ مثل هذه المشاريع في بلادي. * هل انت راض عن مستوي التبادل التجاري بين مصر وزامبيا مقارنة بإمكانات البلدين؟ ** بالطبع لا يمكن القبول به إذا ما تم مقارنته بحجم الامكانات والفرص المتاحة, إلا أنني علي ثقة من قدرة المصريين علي استغلال هذه الفرص وتوظيفها. آمل في إقامة منطقة صناعية مصرية في بلادي ونحن علي استعداد لاعطاء التسهيلات لرجال الأعمال. * ما هي المميزات التي يمكن ان تكفلها زامبيا للمستثمرين المصريين؟ ** ان مناخ الاستثمار في بلادي والانفتاح الاقتصادي, بالإضافة إلي الاصلاحات التي اتخذت, فضلا عن الاعفاءات الجمركية لعضوية مصر في الكوميسا كلها وضعت زامبيا من بين أفضل10 دول في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي, فالاقتصاد قوي وعلي الرغم من الازمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم عام2009 إلا أننا حققنا معدل نمو وصل إلي6.3% سنويا. لذلك فإن الجهود التي بذلت باتت تؤتي ثمارها, فنحن ننتج مثلا السكر والتبغ والقطن والمنتجات الخشبية إلي جانب النحاس المصدر الرئيسي للدخل القومي. * وما هي المجالات التي يمكن التعاون فيها مع مصر وما هي الآلية اللازمة لذلك من وجهة نظرك؟ ** هناك العديد من الفرص في مجالات البنية التحتية الزراعة والتصنيع الزراعي والصحة والسياحة, لذلك دعوت لتشكيل مجلس اعمال مصري زامبي. خاصة انني لمست رغبة من المسئولين هنا بدءا من الرئيس مبارك والوزراء لفتح آفاق جديدة لتعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.