شأنها شأن كل الأجهزة وحيدة الاستعمال مثل أجهزة الفاكس والساعات والآلات الحاسبة شهدت الكاميرات الرقمية تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة. بعد أن أصبح الكثيرون الآن يفضلون اقتناء التليفونات الذكية المزودة بكاميرات مدمجة, خاصة أن دقة وجودة كاميرات المحمول قد تحسنت بصورة جوهرية مع طرح موديل أو طراز جديد. ويعود تراجع الكاميرات الرقمية ليس فقط لتحسن دقة وجودة كاميرات التليفونات الذكية بل أيضا إلي سهولة الاستعمال والرغبة الطبيعية في تقليل عدد الأجهزة المستخدمة, فبدلا من أن يحمل المرء كاميرا وتليفونا محمولا ومشغل موسيقي, فلماذا لا يحمل جهازا واحدا يقوم بجميع هذه الأغراض. من الأسباب الأخري الجوهرية سهولة تبادل الصور فور التقاطها مع الآخرين عبر الاتصال بالويب والبريد الإلكتروني والوسائط الاجتماعية أو حتي تبادلها في صورة رسائل متعددة الوسائط. السبب الثالث هو وجود التليفون الذكي دائما بالقرب من الشخص من أجل التقاط الصور في أي لحظة يريدها بعكس الكاميرا التي تتطلب ترتيبا خاصا. وعلي الرغم من ذلك هناك مزايا لا توجد إلا في الكاميرات الرقمية مثل تثبيت الصورة والعدسات والمجسات الكبيرة, غير أن التليفونات الذكية والتطبيقات العديدة التي ظهرت في متاجر أبل وسامسونج ونوكيا جعلت التليفونات الذكية قادرة علي تعديل وتحرير الصور الفوتوغرافية بصورة غير متاحة في الكاميرات الرقمية. وتقول الأرقام أنه بينما زادت مبيعات التليفونات الذكية بمعدلات صاروخية, انخفضت مبيعات الكاميرات الرقمية بنسبة16% بدءا من عام2008 حتي الآن, وذلك وفقا لتقارير شركات أبحاث السوق, ويماثل ذلك نسبة انخفاض قدرها24% في حجم المبيعات من2.4 مليار دولار إلي1.9 مليار دولار. وفي المقابل زادت مبيعات الكاميرات المتقدمة للغاية ذات العدسات المستبدلة بنسبة29% منذ عام.2009 ويقول المحللون إن هناك انقساما في السوق, فالمستخدم العادي سعيد للغاية بمستوي الجودة في كاميرات التليفونات الذكية, أما الهواة والمحترفون فإنهم يبحثون عن الكاميرات المتطورة, ولهذا تشير التوقعات إلي أن الكاميرات الرقمية التقليدية ستواصل التراجع والانخفاض, وصرح ديفيد لي نائب رئيس شركة نيكون العالمية لكاميرات التصوير قائلا إن الكاميرات في التليفونات الذكية ساعدت علي رواج الكاميرات الرقمية, مما سيؤدي إلي زيادة الطلب علي الكاميرات التقليدية, ووصف ما يحدث بأنه تقلبات عادية في السوق وليس اتجاها ثابتا. ومواقع الشبكات الاجتماعية ساعدت كذلك رواج كاميرات التليفونات المحمولة التي تسهل رفع ونشر الصور الرقمية فور التقاطها علي شبكة الويب, ففي موقع الفيسبوك علي سبيل المثال, نشر المستخدمون أكثر من50 مليار صورة, وفي موقع فليكر المتخصص في مشاركة وتبادل الصور يضيف المستخدمون أكثر من3 ملايين صورة يوميا, وتؤكد بيانات الموقع أن أشهر كاميرا يستخدمها أعضاء الموقع البالغ عددهم55 مليون مستخدم هي كاميرا تليفون آيفون ثري جي. وبدأت الكاميرات تظهر في التليفونات المحمولة منذ عشر سنوات مضت. وكانت جودة الصور سيئة للغاية أشبه بكاميرات المراقبة البدائية, غير أن الجودة تحسنت كثيرا بعد تطور المعالجات ومجسات التصوير, وبدأت الكاميرات ذوات الأفلام في الانقراض منذ عام2004 بعد أن تجاوزت دقة التصوير4 ميجابكسل, مما أتاح للمستخدمين طباعة الصور بجودة عالية بالأحجام المعروفة. بل إن بعض محترفي التصوير يشجعون علي التقاط الصور باستخدام التليفونات الذكية, التي تحتوي علي تطبيقات مثلHipstamatic وCameraBag وOldCamera تتيح للمستخدمين تطبيق الفلاتر مثل الأبيض والأسود ودرجة اللون البني علي الصور بنقرة واحدة علي شاشة التليفون, وأسهمت هذه التطبيقات في جعل صور كاميرات التليفونات تبدو احترافية للغاية.