لم يخطئ الكاتب الفرنسي جان دانيال عندما اختار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو شخصية العام ولم لا وقد تحدي هذا السياسي اليميني. الذي يدعي دوما انه معتدل يريد السلام العالم أجمع وأحبط العملية السلمية التي كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس أكبر وأقوي امبراطورية في التاريخ يعتبرها قضيته المركزية بل ونجح نيتانياهو بتعنته في افشال امال اوباما في تحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم بعد ان تحولت في عهد سلفه جورج بوش الأبن إلي بلد يكرهه الجميع. ويشرح جان دانيال أسباب اختياره للمتعنت نيتانياهو شخصية عام2010 قائلا: لقد أثبت رئيس حكومة هذه الدولة الصغيرة أنه قادر لوحده علي القضاء علي جميع أحلام ومطامح الرئيس, ذي الشعبية الكبيرة, لأقوي أمة في العالم فبعد أن كان ضعيفا وحيدا وأعزل وبعد أن تعرض لإدانة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي, راهن بنجاح علي الخوف من إيران, وعلي دعم كبريات المنظمات اليهودية الأمريكية, وعلي فوز الحزب الجمهوري وعلي الأزمة المالية. في كل معركة من معاركه عرف كيف يحجم ثم كيف يقدم. إذا لم ينجح سعيه لزيارة البيت الأبيض يوما, التمس منه يوما آخر أن يقابل الرئيس علي انفراد. لقد استهان نتنياهو كما يقول دانيال بمساعي توني بلير, الذي انتهي به الأمر إلي التعود علي هذه المعاملة, وتجاهل مناشدات أكبر أصدقاء إسرائيل, بدءا بوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر. وتراجع عن كل التعهدات التي قدمها, خاصة للوزيرة الحالية هيلاري كلينتون, بشأن تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وفي النهاية استسلمت الولاياتالمتحدة. ونشرت وزارة الخارجية هذا البيان المفجع: لقد تخلت الولاياتالمتحدة عن فكرة الحصول علي تجميد للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. ويقول دانيال إن نيتانياهو أثبت قدرة فائقة في فن إحراج حليفه الأمريكي عندما أثار مسألة احتمال أن تقوم إسرائيل, من منطلق الواجب, بقصف عدد من المواقع النووية في إيران. لقد بلغ الأمر حد أن يفلح نيتانياهو في إحباط جميع محاولات الولاياتالمتحدة الرامية لإقامة دولة فلسطينية إلي جانب دولة إسرائيل. ثم يختم قائلا إن نيتانياهو, بالنسبة لملايين من الأشخاص, ونحن منهم, هو بلا شك رجل العام ولكنه أيضا رجل رزايا هذا العام وبلاياه. أشرف أبوالهول [email protected]