هبة عبدالعزيز : عوامل عديدة تجمعت لتجعل من فيلم الشبكة الاجتماعية أوTheSocialNetwork أنيحظي بأهمية خاصة فهو يتناول قصة تأسيس الموقع الاجتماعي الأشهر فيس بوك, وبالتالي فصناع العمل يخاطرون بالاقتراب من شخصية لاتزال علي قيد الحياة وأعني به مارك زاكربرج الشاب العبقري الذي يبلغ من العمر26 عاما وابتكر الموقع الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ إطلاقه عام.3002 الفيلم أخرجه ديفيد فينشر وكتبه آرون سوركين الذي اعتاد تأليف أعمال مثيرة للجدل مثل المواطن كين ونادي القتال والإشكالية الأساسية التي يطرحها العمل تتمثل في حدود حرية نقد أشخاص علي قيد الحياة خصوصا حين يكونون من أصحاب الأضواء والثروة, وهل تقييم الفيلم في هذه الحالة يكون وفقا للمعايير الفنية الخالصة أم وفقا لمواقف سياسية ورؤي شخصية؟ علي أي حال, المؤكد أن الفيلم أظهر مارك زاكربرج في صورة سلبية ووصفه بأنه مدبر مكائد, منعزل, ومهووس بمكانته الاجتماعية, فضلا عن تحقيقه لثروة تجاوزت المليار دولار بالصدفة! ورغم أن زاكربرج بدا في بعض المشاهد مثيرا للاعجاب في دفاعه الضاري عن الموقع الذي ابتكره لكنه يبدو أيضا شخصا غير جدير بالثقة, وغير مخلص لإدواردو سافرين, صديقه وزميله في الدراسة في جامعة هارفرد الذي شاركه في تأسيس موقع فيس بوك. اللافت أنه في مقابلة مع أوبرا وينفري قبل عرض الفيلم زاكربرج من أهمية الموضوع, معتبرا الفيلم غير واقعي, وقال إن حياته ليست دراماتيكية إلي هذا الحد ومضي الشاب العبقري في دفاعه عن نفسه قائلا: السنوات الست الأخيرة كانت حافلة بكتابة البرمجيات والتركيز والعمل الشاق, لكن قد يكون من الممتع أيضا تذكرها بأنها مليئة بالحفلات وبعض تلك الأحداث المثيرة والسخيفة. من سوء حظ مؤسس الموقع أن شخصيته أداها في الفيلم ممثل محبوب في أوساط المراهقين هو جيسي إيزنبرج, فضلا عن نجم موسيقي البوب جاستن تيمبرليك الذي قام بدور مؤسس موقع نابستر شون باركر الذي يعتبره البعض ملهم ومرشد زاكربرج.ويستند الفيلم إلي الكتاب الشهير( أثرياء بالصدفة) الذي ألفه بن مزريك, ويهاجم عددا من الشباب الذين أصبحوا فجأة من اصحاب الثروات الفلكية وعلي رأسهم الملياردير الشاب زاكربرج. ولاينكر الفيلم حقيقة أن فيس بوك يحظي ب500 مليون مستخدم ويدر علي المؤسسة أرباحا بلغت23 مليون دولار. وأصدر موقع فيس بوك بيانا رسميا موجزا أفاد فيه بأن القصة التي جسدها الفيلم بعيدة كل البعد عن الواقع, ولم تتعد كونها حكاية مختلفة تهدف إلي خداع الناس داخل العرض وليس نقل الحقيقة بأمانة.